تضامنًا مع أهالي الدويقة في كارثتهم التي وقعت بسبب الإهمال الحكومي، شهدت نقابة الصحفيين بالقاهرة مساء أمس وقفة حاشدة نظمتها القوى السياسية والوطنية وفي مقدمتها حزب العمل، طالبوا فيها بسرعة محاسبة المسئولين عن الكارثة وإقالة حكومة المصائب التي أغرقت مصر وحرقتها ودفنتها أخيرًا تحت الأنقاض. وقد أشعل المشاركون في الوقفة الشموع حدادًا على أرواح الضحايا، ورددوا الهتافات المنددة بالتعامل الحكومي مع الكارثة ومنها: "أول مطلب للجماهير.. طرد محافظ عزل وزير"، "دم الشهداء يساوي كام؟.. آه يا نظام القهر العام"، "عسكر عسكر عسكر ليه؟.. إحنا كلاب ولا إيه؟!"، "يا دي الذل ويا دي العار.. فرضوا على الدويقة حصار"، "مش خايفين.. مش خايفين". وقد شهدت الوقفة كالمعتاد حصارًا امنيًا مشددًا وتم منع المارة من الوقوف أو المشاركة في التظاهرة. وقد نظم المشاركون قبيل الوقفة مؤتمرًا مؤتمرًا صحفيًا شارك فيه عدد من ممثلي القوى الوطنية والأحزاب إضافة إلى عدد كبير من اهالي الدويقة، وقد تحدث مجدي حسين أمين عام حزب العمل في المؤتمر، حيث بدأ كلامه بتشبيه مقتل مئات المصريين بالدويقة بشكل متعمد ومع سبق الإصرار والترصد من الحكومة بمجزرة صبرا وشاتيلا ولكن على الطريقة المصرية، مرجعًا سبب الكارثة إلى ملاعب الجولف التي أقامها علية القوم ورجال الأعمال من المقربين للنظام فوق المقطم، وقيامهم بتصريف المياه الناتجة عن إقامة تلك الملاعب في الجبل مما أدى إلى وقوعه على رؤوس الفقراء، وفي مصر فقط يموت الفقراء ليلعب الأغنياء!! وأكد حسين أن مشكلات مصر لن تحل بال "قطاعي" فكلها مرتبطة وسببها واحد هو هذا النظام الفاشل الجاثم على صدور المصريين، وأبدى مجدي حسين موافقته الفورية على اقتراح تقدمت به كريمة الحفناوي الناشطة بالكرامة وسعد الحسيني بتنظيم وقفة احتجاجية مع أهالي الدويقة امام حي منشية ناصر يوم الاثنين القادم في الثامنة والنصف مساء. ووجه مجدي حسين كلامه لأهالي الدويقة قائلا: "أقول لأهلنا لولا ترتيبات قافلة غزة وارتباطنا بها لكنا معكم من اليوم الأول ولكننا لن نترككم أبدا ولو وصل الأمر الى حد الاقامة معكم فى نفس الخيام حتى تحصلوا جميعا على حقكم فى سكن آدمى وآمن ، وكفى ما خسرنا من ضحايا . كذلك اننا لن نقبل ازاء هذه الكارثة بأقل من اقالة وزارة نظيف ومحافظ القاهرة المسئول المباشر عن قتل الناس . رغم ادراكنا أن مبارك هو المسئول الأول عن كل الجرائم الكبرى باعتباره الراعى الأساسى والأول للفساد". ومن ناحيته، أكد محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين أن الإهمال الحكومي هو السبب الأول في كارثة الدويقة، مستنكِرًا إصرار الحكومة على منع الصحفيين ووسائل الإعلام غير الحكومية من مقابلتهم، كما يصرُّ حزبها الحاكم على أن يكون هو المنفِّذ الوحيد لتقديم المساعدات للمنكوبين. وأكد الدكتور يحيى القزاز أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة أن انهيار الصخور في الدويقة دون غيرها من المناطق يؤكد أن الإشكالية الحقيقية هي عدم وجود ضمير عند النظام، مضيفًا أن المنطقة التي قُبِرت لا يتوفر لها أي نوعٍ من الخدمات، فلا يوجد بها صرف صحي ولا مياه نظيفة ولا حتى مواصلات، مشيرًا إلى أن وجود خط للسكة الحديد يطوق منطقة الدويقة يجعلها داخل فخٍ صخري. وطالب القزاز الأهالي بالذهاب إلى صحراء القاهرةالجديدة، واحتلال الأراضي، وسيطرة كل أسرة على 200 متر، كما فعل "هشام طلعت مصطفى"، على حدِّ قوله. يذكر أن المؤتمر والوقفة قد شهدت مشاركة واسعة من حزب العمل مثل د. مجدي قرقر الأمين العام المساعد وضياء الصاوي وعشرات من شباب الحزب، إضافة إلى د. عبد الجليل مصطفى منسق حركة كفاية، ود. محمد شرف وعبد الحليم قنديل وجورج اسحاق ود. نادر فرجانى وكمال ابو عيطة.