تصريح وزير الخارجية المصري اللبق نبيل فهمي الصادم والفج بخصوص العلاقات المصرية الأمريكية التي وصفها بكونها ليست علاقة عابرة أو "نزوة " ولكنها علاقة زوجية مستقرة، جعلتني أعيد الذاكرة في مقولات الزوجية والحب في تاريخنا ومنها الأشهر حين وقف أمين باشا عثمان ذات مساء واصفا العلاقات المصرية الإنجليزية بقولة "أن علاقة مصر بإنجلترا علاقة زواج كاثوليكي لا طلاق فيه" مما أثار حفيظة الشباب الثوري في مصر حينذاك وأردوه قتيلا ليثبتوا للعالم أنه زواج باطل وأن مصر لن تتزوج بأحد، سؤال بدا في ذهني بعد هذا التصريح والذي جعلني كمتلقي مصري أتساءل أليست مسوغات الإنقلاب ومبرراته كانت بسبب الوقوف ضد الهيمنة الأمريكية في المنطقة ؟ وأن الخلاص السيسي كان لضرب المخطط الصهيو أمريكي وإفشال مشروعهم ؟ ، أسئلة كثيرة تدور الآن في رأسي وتجعلني حيران فعلا لما يحدث على الساحة وسر التقارب الشديد هذه الأيام للإدارة المصرية مع الإدارة الأمريكية بعد أن خُدع المواطن المصري شهورا طويلة وهو يظن أن مصر أصبحت ذات سيادة وقرارها مصون وأن توازنها الدولي يجعلها تقف على مسافة واحدة بين روسيا وأمجاد عهد مضى إبان العهد السوفيتي في المنطقة العربية !بين أحلام وردية بديمقراطية البيت الأبيض، تساؤلات مشروعة سيأتينا تفسيراتها في الأيام القادمة.ولكن الحقيقة التي أخلص إليها دائما أن مصر لن تتزوج بأحد وإذا حدث فهو زواج باطل.