غادر الرئيس الباكستاني برويز مشرف قصر الرئاسة في العاصمة إسلام أباد الاثنين، بعد قليل من الخطاب الذي وجهه للشعب الباكستاني، والذي أعلن خلاله اعتزامه التنحي عن رئاسة البلاد، بتعد تزايد الضغوط عليه لإجباره على تقديم استقالته. وفي تطور لاحق مساء الاثنين، أكد متحدث باسم البرلمان الباكستاني في إسلام أباد أن أعضاء الجمعية الوطنية قبلوا الاستقالة التي تقدم بها الرئيس مشرف، بعد قليل من إلقائه خطابه التلفزيوني. وقد تم تفعيل استقالة مشرف على الفور، بعد قبولها من الجمعية الوطنية، حيث تسلم رئيس مجلس "الشيوخ"، محمد ميان سومرو، منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة إلى أن يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد في غضون 30 يوماً، لفترة رئاسية تمتد لخمس سنوات. وكانت الغالبية النيابية الباكستانية قد حددت السبت مهلة نهائية لمشرف لمغادرة السلطة طوعاً أو مواجهة بدء إجراءات إقالته، فيما واصل حزب الرئيس الباكستاني الإصرار على أنه لن يغادر السلطة وسيواجه كل محاولات إطاحته من منصبه، بما فيها لائحة الاتهامات التي أعدها النواب. وقال شاه محمد قرشي، وزير الخارجية في الحكومة التي شكلتها الغالبية، إن الوقت "ينفد بالنسبة لمشرف، وإذا لم يستقل في غضون يومين فستنطلق عملية إقالته،" بينما رد طارق عظيم، أحد أبرز مناصري مشرف، أن الأخير "واثق من قدرته على الدفاع عن نفسه أمام البرلمان وتفنيد لائحة الاتهام بسهولة لأن كل ما قام به كان لمصلحة البلد والشعب." يشار إلى أن بعض السياسيين المقربين من مشرف كانوا قد أشاروا إلى أن الرئيس الباكستاني قد يقبل التنحي عن منصبه إذا ما تلقى ضمانات بعدم ملاحقته.