رئيس جامعة قناة السويس يتابع امتحانات كلية الألسن    «التضامن» تقر عقد التأسيس والنظام الداخلى لجمعية العلا التعاونية للخدمات الاجتماعية    أسعار النفط تقلص مكاسبها وتتداول بالقرب من أعلى مستوى في 5 أشهر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    وزير الري يتابع المنظومة المائية بمحافظتي بني سويف والمنيا خلال فترة أقصى الاحتياجات    ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج إلى 29.4 مليار دولار خلال 10 أشهر    الاثنين 23 يونيو 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع    إسرائيل تطالب مواطنيها بدخول الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر    وزير خارجية إيران: الهجمات الإسرائيلية والأمريكية "عدوان" ونرد من منطلق الدفاع عن النفس    كيف أثر القصف الأمريكي لإيران على الوضع الأمني داخل الولايات المتحدة؟    استشهاد 9 فلسطينيين من منتظري المساعدات في شمال غربي غزة جراء قصف إسرائيلي    مانشستر سيتي يكتسح العين ويتأهل لدور ال16 بمونديال الأندية 2025    مباراة الأهلي وبورتو اليوم في كأس العالم للأندية 2025.. القنوات الناقلة وتشكيل الفريقين    بالفيديو.. الأرصاد: ارتفاعات في نسب الرطوبة والقاهرة تسجل 39 درجة مئوية    وصول دفاع الطفل ياسين لمحكمة جنايات دمنهور    رئيس جامعة قناة السويس يشهد مؤتمر جمعية أبحاث الجهاز الهضمي بالإسماعيلية    بالأسماء، وزير الداخلية يأذن ل21 مواطنًا بالحصول على جنسيات أجنبية    أسعار البيض في المزارع المحلية اليوم الإثنين 23 يونيو    استقرار سعر الدولار في البنوك الرئيسية اليوم الإثنين 23 يونيو 2025    الذهب يتأرجح بين صعود عالمي وضغوط محلية رغم تراجع التوترات الجيوسياسية    حالة المرور اليوم، كثافات متحركة في هذه المناطق    هاني شاكر يحيي حفلا غنائيا 18 يوليو بمسرح البالون    عزلة واكتئاب حاد، نص أقوال الأم قاتلة أبنائها الثلاثة خنقًا بالشروق    نانسي عجرم بجاكيت غريب في حفلها بمهرجان موازين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    شركات الطيران العالمية تراجع خططها في الشرق الأوسط بعد الضربات الأمريكية على إيران    السبكي: الأورام السرطانية تمثل تحديًا لأي نظام صحي    حظك اليوم الإثنين 23 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    إسعاف الاحتلال: عدة إصابات أثناء التوجه إلى الملاجئ بعد هجوم صاروخى إيرانى    روبي بعد تصدر "ليه بيداري" الترند مجددًا: الجمهور بيحبها كأنها لسه نازلة امبارح!    عقوبة الهاكر.. الحبس وغرامة 50 ألف جنيه وفقًا لقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في أسيوط خلال ساعات.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام    «متقللش منه».. مشادة على الهواء بين جمال عبدالحميد وأحمد بلال بسبب ميدو (فيديو)    تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق.. جرحٌ ينكأ ذاكرة العنف الطائفي(تقرير)    جمال عبد الحميد: كنت أتمنى بقاء الرمادي في تدريب الزمالك    أحمد بلال: الزمالك تعاقد مع مدير رياضي لم يلعب كرة القدم من الأساس    دونجا: أداء الأهلي في كأس العالم للأندية سيئ.. والفريق يلعب بطريقة غير واضحة مع ريبيرو    التعليم: وصلنا لمرحلة من التكنولوجيا المرعبة في وسائل الغش بامتحانات الثانوية العامة    مصرع شابين غرقا ببركة زراعية في الوادي الجديد    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالصف    بالصور.. خطوبة نجل سامي العدل بحضور الأهل والأصدقاء    «أكسيوس»: الهجوم على إيران كان عملية ترامب وليس البنتاجون    جراء الضربة الأمريكية.. معهد الأمن الدولي: مجمع أصفهان النووي الإيراني تضرر بشدة    الأزهر للفتوى يحذر من الغش في الامتحانات: المُعاونة على الإثم إثم وشراكة في الجريمة    ما حكم تسمية المولود باسم من أسماء الله الحسنى؟.. أمين الفتوى يجيب    الدكتور علي جمعة: المواطنة هي الصيغة الأكثر عدلًا في مجتمع متعدد العقائد    موعد مباريات اليوم الإثنين 23 يونيو 2025| إنفوجراف    طبيبة كفر الدوار تطعن على حكم إيقافها 6 أشهر في قضية إفشاء أسرار المرضى    بالأرقام.. ممثل منظمة الصحة العالمية: 50% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها    نيللي كريم تكشف عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي (فيديو)    جمال الغندور: الأهلي يفاضل بين ديانج وعطية الله للموسم المقبل    اعتماد نتيجة امتحانات الترم الثاني لمعاهد "رعاية" التمريضية بالأقصر.. تعرف على الأوائل    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    وشهد شاهد من أهله .. شفيق طلبَ وساطة تل أبيب لدى واشنطن لإعلان فوزه أمام الرئيس مرسي!    «الشيوخ» ينتقد أوضاع كليات التربية.. ووزير التعليم العالى: لسنا بعيدين عن الموجود بالخارج    مقتل شاب وإصابة والده في مشاجرة بضواحي بورسعيد    وداعًا لأرق الصيف.. 4 أعشاب تقضي على الأرق وتهدئ الأعصاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجدى حسين يكتب | معركة تحرير مصر والعرب والمسلمين .. بل وتحرير العالم من طغيان الصهيونية الأمريكية
نشر في الشعب يوم 06 - 02 - 2014

نعم.. لقد استطالت المعركة مع هذه السلطة الانقلابية أكثر مما كنا نتوقع .. وإدراك الأسباب الحقيقية لذلك ضرورى لمواصلة الجهاد وتحقيق النصر . ولقد شرحت السبب الأول لذلك فى مقال سابق ( خطة 25 يناير 2014 ) وهو تدهور حالة القوات المسلحة بأكثر مما كنا نتوقع ، ليس فى القيادة العليا وحدها ولكن فى الرتب العليا عموما وفى سائر الرتب وحتى بين صف الضباط لأن الامتيازات التى يحصلون عليها تجعلهم فوق نظرائهم المدنيين من الموظفين فى الدولة بمسافة ليست قليلة ، حتى أن السيسى تحدث فى مؤتمر مع الضباط عن موضوع توفير سيارة لكل ضابط ، وقال لهم لاتنسوا صف الضباط !! فهل يمكن لوزير أن يجتمع مع كبار الموظفين ويتحدث عن حق صغار الموظفين والعمال والسعاة فى توفير سيارة خاصة لهم . هذا لايحدث إلا فى الانكشارية العسكرية من عرق ودم الشعب ، وليس من عرق القوات المسلحة كما زعم المسئول المالى لنهب الأمة فى الجيش ولا أذكر اسمه الآن . هذا عرق المجندين الذين يعملون بالسخرة مجانا فى الخدمة الانكشارية الوطنية ل "جيش مبارك وطنطاوى والسيسى اخوان " لأعمال المقاولات والزراعة والأدوات المنزلية والتصدير والاستيراد وما يستجد . ونحسب أن السخرة انتهت من العالم إلا فى مؤسسة الجيش المصرى . ولا نتحدث عن المرتبات التى وصلت لمئات الألوف والملايين للكبار غير المصادر الكبرى الأخرى الأهم للنهب الشهرى والسنوى . نتحدث عن الصغار الذين يحصلون على عشرة أو عشرين ألف فى الشهر . إن الشيطان يوسوس لهم بسهولة : ماذا يفديكم كلام جريدة الشعب ؟ أو التحالف أو الاسلاميين ؟ هذا كلام لايؤكل عيشا . من الذى سيعطى لك الشقة والعربية وشقة أخرى للمصيف وكل منتجعات الجيش شبه المجانية والنوادى فى أحلى أماكن فى سواحل مصر . من أين ستحصل على بديل لكل هذا ولإرسال أولادك للتعليم فى مدارس خاصة أو أجنبية . وطبعا الذى لم يحصل على كل ذلك .. فهو فى الدور ينتظر . ومن يعصى الأمر لايترك بل يحبس فى السجن الحربى .
وعندما قال السيسى إن الجيش على قلب رجل واحد كان هو الأقرب إلى الصواب . فلا أرى أى عسكرى محترم الآن إلا فى السجن الحربى ولا أعلم كم عددهم . وأكرر عن نفسى : إنى أعترف بالخطأ فى التقدير وكان ذلك فى إطار أكبر عملية خداع استراتيجى حيث صور لنا بعض المرتبطين بالجيش أن العداء لاسرائيل وأمريكا مايزال كامنا فيه وفى الدوائر العليا كالمخابرات مثلا . والآن لايصدق هذا الكلام إلا أبله أو صاحب منفعة . ولكن العجيب إن إعلامهم التافه مايزال يقول ذلك ،وبإمكان موظف بشركة تابعة للموساد مثل سيف اليزل أن يخرج ويتحدث عن إنجازات الجيش فى سيناء ضد الاختراق الاسرائيلى . وصل الاستغفال إلى حد أن العمل فى الموساد علنيا أصبح أمرا طبيعيا ولا أدرى لماذا تتم محاكمة أى شاب بتهمة التجسس مع الدولة الشقيقة اسرائيل . ثم يصل الاستهبال إلى قيام نفس الشخص بالحديث ضد اسرائيل ، وهذا تكتيك معروف فى عالم الاختراق : أن تترك عميلك يهاجمك ، ولكن بشرط ألا يعمل معك علنا . ولكن حتى هذه القاعدة لم تعد ضرورية . وخلال أيام سيتم تنصيب الجواسيس الاسرائيليين : مبارك وحسين سالم ويوسف بطرس غالى رموزا للأمة . بل بدأت عملية تلميعهم من كل ماعلق بهم من اتهامات رغم استمرار حمل بعضهم لجوازات سفر اسرائيلية وأمريكية وبريطانية . وفريد الديب محام الجواسيس يظهر كل يوم فى الاعلام كمتحدث رسمى باسم مبارك مؤقتا حتى يظهر هو بنفسه . طبعا هو لن يعود للحكم ولكن تجرى عملية غسيل سمعة لنظام مبارك وكل شخوصه لأن السيسى وغيره من رموز ثورة 30 يونيو المجيدة من مكونات هذا النظام . وحتى لايتحدث أحد عن أموال منهوبة أو دماء مسفوكة وتتواصل دائرة النهب والفساد ، بل تتواصل نفس السياسات الداخلية والخارجية ، وبذلك تتحقق أهداف القيادة العليا للقوا ت المسلحة كاملة . فالمسألة مجرد ركن مبارك وأسرته وعودتهم إلى شرم الشيخ معززين مكرمين ، وربما لايعود بعض الأشخاص الآخرين إلى صدر المشهد كفتحى سرور وزكريا عزمى وصفوت الشريف ، ولقد كبروا فى السن على أى حال ، وكان يتعين للنظام أن يجدد دماءه من داخله ، فالسيسى كان أصغر من فى المجلس العسكرى . ولكن سيحتفظ الجميع بكل أمواله وثرواته فى الداخل والخارج وستتم الاستعانة بهم كخبراء ومستشارين فى الفساد وتطريز القوانين وكل خبرات النهب والسلب ، بل سيستعان بهم فى التثقيف الجماهيرى من خلال الندوات والبرامج التلفزيونية ، فالنظم الفاسدة لاتأكل كبارها حتى يطمئن الجميع ويتوحد ضد الشعب ! وقد حدثت بالفعل استعانة ببعضهم فى ندوات أوبرامج تلفزيونية .
هذه القيادة العليا بل وكل المؤسسة العسكرية التى فسدت حتى النخاع وقد شربت حتى الثمالة من مبادىء وقيم وضوابط وحوافز، أقصد سموم كامب ديفيد ، هى التى تقود القتال بنفسها كما لم تقاتل اسرائيل ، بل هى لم تقاتل اسرائيل أصلا ولا لحظة واحدة وكلهم عدا شخص واحد ( ربما قائد الدفاع الجوى ) لم يشاركوا فى حرب أكتوبروكانوا لسه فى المدرسة ! وأنا شخصيا وجيلى الذى حارب مجندا فى حرب أكتوبر لنا فى الجيش أكثر من كل هؤلاء البهوات . هذه القيادة الحالية قاتلت منذ 3 سنوات لتصل إلى هذا الوضع البائس ، أن تسيطر على الحكم ، لتواصل إنتاج الطرشى والمخللات من خلال شركة صافى ( بعد المياه ) بينما اسرائيل تنتج منذ زمن الأقمار الصناعية التجسسية والطائرات بدون طيار وأسلحة الليزر الخ . إن الدفاع عن المصالح الشخصية والجماعية لهذه الطائفة العسكرية ( وهى عسكرية بالزى فحسب ) هو السبب الأول وراء إستطالة هذه المرحلة من الثورة ، والتى أصبحت هى الثورة الحقيقية بعد الخلاص من الربش والرايش والطفيليات العالقة من النخبة الفاسدة . وباعتبارهم عسكرا فهم قادة المرحلة بالعتاد والقوة لحماية مصالح النظام ككل بجناحه المدنى الفاسد وأيضا بجناحه الكنسى العميل .
السبب الثانى لاستطالة المعركة
ولكن الأمر لايتوقف عند هذا بل إن السبب الثانى لايقل بل يزيد تأثيرا على إستطالة المعركة ، وإذا أدركنا ذلك سنتحلى بالمزيد من الصبر ونعرف حقا طريقنا وهدفنا الأصلى وخيارنا الذى لا محيد عنه مهما طال الزمن ، السبب الثانى أننا نقاتل طواغيت الأرض : الحلف الصهيونى الأمريكى .
لايصدق كثيرون عندما أقول لهم أننا نخوض معركة عالمية وأننا فى مصر أهم بقعة فى العالم بنص القرآن ونصوص الواقع التى تؤكد إعجاز القرآن وتصدقه وأنه من لدن عزيز حكيم ، وقد شرحت ذلك فى كتابات عديدة .
وأكرر باختصار لأهمية الموضوع وجوهريته : إن كل القوى العالمية عبر التاريخ أدركت أن السيطرة على مصر وما حولها ( الذى يسمى الآن الشرق الأوسط ) هو محور ومفتاح السيطرة على العالم ، فمن يسيطر على مصر يسيطر على الشرق الأوسط ، ومن يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على العالم. هذه رؤية حزب الاستقلال وقراءته للتاريخ وهى نفس رؤية قادة أمريكا الذين يتوارثون وثيقة بهذا المعنى منذ الرئيس ويدرو ويلسون أثناء الحرب العالمية الاولى وحتى الآن وهذا ما كتبته فى 7 نوفمبر عام 2012 والغريب أن عنوان المقال كان (صراع مفتعل حول الدستور.. وإبعاد البلاد عن التحديات الأساسية ) كتبت فى هذه النقطة :
"
ركزنا دائما فى حزب العمل على الدور التاريخى المحورى لمصر بحكم الموقع والموضع ، وقلنا إن من يسيطر على العالم لابد أن يسيطر على مصر ومحيطها الذى يسمى الآن الشرق الأوسط خاصة مصر وفلسطين والشام عموما ( الرؤية الاسلامية لحزب العمل ). وهذه عبرة التاريخ . ولكن الولايات المتحدة أدركتها فى عهد الرئيس ويلسون ( خلال الحرب العالمية الأولى ) فى نظرية الاستراتيجى الجغرافى أشعيا بومن الذى كان يرسم لويلسون خططه ، بل ظلت خطته الاستراتيجية قائمة حتى الآن ، وهى تقول بضرورة وراثة كل المستعمرات الأوروبية والسيطرة على العالم بأسره مع التأكيد على أن السيطرة على الشرق الأوسط ضرورة للسيطرة على العالم . وهذا يفسر الموقف الشرس الذى اتخذه أيزنهاور من العدوان الثلاثى على مصر. وبالفعل لايزال كتاب بومن : العالم الجديد ( 800 صفحة ) انجيل البيت الأبيض حتى الآن. (أميركا والإبادات الجنسية – منير العكش )
وواضح من اسمه ( أشعيا ) أنه يهودى ، وقد ولد فى كندا واستوطن فى الولايات المتحدة وكان من علماء الجغرافية السياسية وهى من العلوم التى لايهتم بها الاسلاميون مع الأسف . صحب الرئيس ولسن في مؤتمر فرساي عقب الحرب العالمية الأولى مستشارا في شئون تخطيط الحدود. أسندت إليه نفس المهمة في وزارة الخارجية في الحرب العالمية الثانية رئيس جامعة جونز هوبكينز (1935 – 1948).
نحن نحارب الحلف الصهيونى الأمريكى من أجل استقلالنا وحقنا فى تقرير المصير وتنظيم حياتنا كما نريد . وإذا كان لديك ذرة من كرامة وسمعت كيف تناقش أحوال مصر فى الكونجرس الأمريكى أو برلمان الاتحاد الاوروبى فلا بد أن تغلى الدماء فى عروقك . إنهم يتحدثون عن مصر كما نتحدث نحن فى برلماننا عن شئون كفر البطيخ أو أبوتشت .
إن مصر + الجناح الآسيوى للوطن العربى هوالشرق الأوسط المقصود حاليا .
4 أسباب لأهمية مصر ومحيطها :
وكان هذا المستطيل الذى يتوسط العالم له أهمية دائمة فى التاريخ لأنه هو المعبر الطبيعى بين الشرق والغرب حتى قبل حفر قناة السويس الحالية ، وكان من قبل هناك عدة قنوات حفرت فى عهود قديمة : سنوسرت الثالث فى العهد الفرعونى ، وكانت تربط بين البحرين المتوسط والأحمر عن طريق النيل ، وجدد حفرها عمرو بن العاص بعد الفتح الاسلامى ، وبين ذلك وبعد ذلك كانت البضائع تنقل من الاسكندرية على ظهر الدواب إلى بحر القلزم ( الأحمر ) عند السويس حتى عهد محمد على . وحتى فى عهد الطيران فإن أقصر الطرق بين الشرق والغرب تظل عبر هذا الشرق الأوسط . بينما مصر كانت هى المؤهلة لتكون الواسطة الرئيسية بين الشرق والغرب ، وبين الشمال والجنوب فى اتجاه افريقيا ، ولكن فى ظل خيبة العسكر أصبحت دبى هى نقطة الترانزيت الأكبر بين الشرق والغرب ، وهى فى المستطيل الذهبى المتوسط . ووفقا لإحصاء 2010 فان دبى
التى تتمتع ببنية تحتية لوجستية متقدمة يصل اليها 170 خط شحن و86 شركة طيران هي على أتم الجاهزية لتكون من أكثر نقاط الترانزيت حيوية في العالم. وتقوم قطر بمنافسة دبى فى المجال الجوى ولكن المسافة بينهما لا تزال كبيرة . مطار دبي الدولي تفوق على مطار هيثرو، كأكثر مطارات العالم ازدحاماً. وهو يحتل حالياً ثاني أكبر المطارات من حيث أعداد المسافرين الدوليين بعد مطار هيثرو، وفقاً للإحصاءات السنوية. ودبى تدخل فى المستطيل المتوسط ولايمكن لأحد أن ينافسها إلا من داخله . ولا شك أن أمريكا والغرب وراء فكرة نموذج دبى ولذلك طالما قلت للرئيس مرسى إن أمريكا لن تسمح لك بإنجاز مشروع محور قناة السويس إذا كان مشروعا وطنيا مستقلا لأنه يقوى مصر أكثر مما ينبغى. ولكن ما يهمنا الآن الإشارة إلى استمرار أهمية هذا المستطيل فى عهد الطيران . بل حتى فى عهد الصواريخ ، كان لمصر دور فى ضرب العراق بالصواريخ من البحر الأحمر . فالصواريخ لها مديات مختلفة ، وتكتيكات الحروب لايمكن أن تعتمد على صواريخ كروز بعيدة المدى فحسب . كذلك ثبت أن استخدام الصواريخ النووية بعيدة المدى غير ممكن عمليا لإحتمالات التدمير المتبادل المؤكدة . وظل البحر المتوسط بالغ الأهمية فى الصراع العسكرى ، وعودة روسيا البحرية إليه تؤكد ذلك . ولأن إيران تفهم فى الاستراتيجية وليس مثل .... حكامنا فإنها تسعى لتعزيز وجودها البحرى بالتدريج فى البحرين الأحمر والمتوسط بل والمحيطين الهندى والاطلنطى .
الدولة العظمى التى تخرج من المستطيل الشرق أوسطى تخرج من عرش العالم . هذه الحقيقة فهمها المصريون القدماء عندما كانوا سادة العالم ، فاهتموا دائما بتأمين وجود فلسطين والشام عموما فى إطار دولتهم حتى تركيا شمالا والعراق شرقا . وهذا مافهمه حكام الفرس : قمبيز الذى غزا مصر ، وحكام اليونان : الاسكندر الأكبر ، والبطالمة من بعده ، ثم الرومان وكيف كان محور صراعاتهم حول الاسكندرية . ثم الفتح العربى الاسلامى ، ثم الصليبيون ثم التتار ثم العثمانيون ثم الاستعمار الاوروبى الحديث ، ونرى كيف اهتم نابليون وهتلر بمصر ومحيطها الشرق أوسطى ، حتى الصراع السوفيتى الامريكى تمحور حول مصر . وعادة كان من يفوز بمصر والقدس يفوز بالمركز الأول فى العالم .
بالاضافة للموقع الاستراتيجى الجغرافى المتوسط فإن أهمية مصر ومحيطها ترجع ثانيا لوجود الرموز الدينية الأخطر لمعظم سكان العالم : القدس المتنازع عليها روحيا ، ثم مكة والمدينة .
ثالثا : اسرائيل وهى الوجه الآخر لفلسطين التى لاتضم القدس فحسب فهى حاضنة أحداث الانجيل والتوراة ، و اسرائيل هى الحليف العضوى والعقائدى للغرب والممثل له ولمصالحه فى المنطقة.
رابعا : ظهر البترول مؤخرا فى القرن الأخير فزاد أهمية المنطقة .
مصر هى عمود الخيمة فمن يستولى عليها يستولى على المستطيل الذهبى ( مصر + الوطن العربى الآسيوى ) . ويستولى على العالم أو يتحكم فيه على الأقل . وأمريكا ورثت النفوذ الاوربى فى هذا المستطيل ، وقد ضعفت أو ضرب نفوذها فى أمريكا اللاتينية وآسيا ، وأوروبا حليف وليست تابعا بسيطا . النفوذ الأمريكى لم يبق إلا فى الوطن العربى ثم فى إفريقيا فى إطار عملية الإحلال بديلا عن النفوذ الاوروبى . لذلك أمريكا تخوض معركتها الأخيرة بكل شراسة وعنف بصورة لاتعرف التهاون أوالتهادن أو الرحمة فى كل دول الثورات العربية وعلى رأسها مصر .
وبالتالى نحن كمصريين ليس لدينا كما كنا عبر التاريخ ، وعلى خلاف شعوب أخرى كثيرة ، وبسبب هذا القدر ، وقدرنا هو موقعنا أولا ، ليس أمامنا سوى خيارين حادين لاثالث بينهما : خيار الاستقلال والعزة وممارسة حقنا فى تقرير مصيرنا وتحديد أسلوب ونمط حياتنا ومعتقداتنا أو خيار العبودية للقوة العظمى . لايمكن الوصول إلى حل وسط بين الموقفين لأن القوة العظمى وهى الآن الحلف الصهيونى الأمريكى لاتكون إلا إذا كانت مصر تحت أقدامها ، يحكمها عملاء وخونة وأتباع من الدرجة العاشرة .
نحن لا ندعو إلى معارك من أجل الفخر والتباهى والتحدى ، نحن لا نسعى للعدوان على أحد فكل هؤلاء البغاة جاءوا لنا من أقاصى الأرض لمحاصرتنا واحتلال فلسطين وحاولوا احتلال الصومال والعراق وأفغانستان وفشلوا ، وجاءوا بقواعدهم العسكرية وفرضوا هيمنتهم على مجتمعنا . ومن يريد أن يعيش ذليلا ابد الدهر فهذا خياره ، ولكن ليس خيار الأحرار ، وليس خيار المؤمنين الذين أمرهم الله ألا يعبدوا إلا إياه ، وهذا ما ندعو إليه ببساطة ونرى أن المصريين والمسلمين تمكنوا من فرض إرادتهم عبرالتاريخ على كل الغزاة وتحرروا ، وثقافة كامب ديفيد هى عدونا الأول لأنها قامت على غرس فكرة اليأس من مواجهة أمريكا واسرائيل ، حتى وإن قتلونا فى عقر دارنا بالسموم وبالانقلابات العسكرية بمن يحمل هويات مصرية مزيفة .
نقول إننا سننتصر لأن الشعب اتجه إلى الله ولم يعد يخاف الموت ، وأصبح يدرك أن الحرية والكرامة من صميم الدين ، ومثل هذا الشعب لايهزم أبدا ، بإذن الله ، ولكن علينا أن ننشر هذا الوعى للشرائح الواقعة فريسة لإعلام الفتنة والدعارة . ولايمكن تعبئة كل قوى الأمة بدون توضيح حقيقة الصراع : نحن نحارب طاغوت العصر: أمريكا والصهيونية ، وإن لم نفعل سقطنا فى أخطر فخ : الشرك بالله الذى أمرنا أن نكفر بالطاغوت . ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ).
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.