الصحفيين تعلن تأجيل تشكيل هيئة المكتب واللجان ل 26 مايو    مشاجرة مسلحة بعين شمس بسبب خلاف بين أطفال    السيدة انتصار السيسى: سعدت اليوم بلقاء أبنائى من ذوى الهمم باحتفالية "أسرتى قوتى"    العروض غير الرسمية والتأشيرات.. تحذير بشأن الحج 2025    أحمد موسى يكشف عدد الشركات المشاركة في مشروع "مستقبل مصر"    بريطانيا تدعو للتحقيق في الهجوم الإسرائيلي على الدبلوماسيين بجنين    سفير أوكرانيا في القاهرة: اتفاق "المعادن النادرة" مع واشنطن إيجابي رغم اعتراض موسكو    بموافقة الشرع.. تفاصيل إعادة مقتنيات جاسوس إسرائيلي إلى تل أبيب    أحمد سالم يكشف آخر مستجدات الحالة الصحية لحسين لبيب.. وملف تجديد السعيد ومستحقات جوميز    الحماية المدنية بالشرقية تسيطر على حريق ضخم قرب برج ضغط عالي    الجمال المصري.. ياسمين صبري تخطف الأنظار بإطلالة جديدة في مهرجان كان    الجمعة.. قصور الثقافة تعرض "حيضان الدم" على مسرح طهطا    كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل به شبهة ربا؟.. أمين الفتوى يحسم حكم البيع بالتقسيط وزيادة السعر (فيديو)    طريقة عمل كفتة اللحم بمكونات بسيطة ومذاق لا يقاوم    كواليس خروج مسمار 7 سم من رأس طفل بمعجزة جراحية بالفيوم -صور    الكويت ترحب بقرار الاتحاد الأوروبي القاضي برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا    تذكرة ذهاب بلا عودة.. خطة إسرائيلية لإفراغ شمال غزة عبر مراكز توزيع المساعدات    الآن.. رابط نتيجة الصف الثاني الابتدائي 2025 في الجيزة (فور إعلانها)    «لا تلبي متطلبات العصر ».. «السجيني»: القوانين الاستثنائية القديمة تعيق حل الأزمة بين المالك والمستأجر    "فسيولوجيا فيه مشكلة".. نجل شقيقه يكشف أسباب عدم زواج عبد الحليم حافظ    المدن المتاحة في إعلان سكن لكل المصريين 7    مصرع طفل غرقا في ترعة الصافيه بكفر الشيخ    أول تعليق من ريال مدريد على إدانة خمسة أشخاص بجرائم عنصرية ضد فينيسيوس    هيئة الدواء: تلقينا 12 ألف استفسار منذ تفعيل منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة    افتتاح وحدة تكافؤ الفرص بالجامعة التكنولوجية فى بني سويف -صور    الزمالك يعلن في بيان رسمي توقيع اتفاقية لتسهيل تجديد العضويات    الشباب والتعليم تبحثان استراتيجية المدارس الرياضية الدولية    البورصة توافق على القيد المؤقت ل " فاليو "    مصر تدين إطلاق النار من قبل الجانب الإسرائيلي خلال زيارة لوفد دبلوماسي دولي إلى جنين    سعر الريال القطرى اليوم الأربعاء 21-5-2025.. آخر تحديث    ضبط راكبين بأوتوبيس نقل جماعى تحت تاثير المخدرات.. فيديو    مصرع طفل غرقًا في مياه نهر النيل بكفر الشيخ    بعثة "الداخلية" تتوج خدماتها لحجاج القرعة بزيارة الروضة الشريفة.. فيديو    «غيّر اسمه 3 مرات».. حقيقة حساب أحمد السقا غير الموثق على «فيسبوك»    فيتسلار الألماني يعلن تعاقده مع نجم اليد أحمد هشام سيسا    طولان: إلغاء الهبوط لم يكن بسبب الإسماعيلي.. بل لمصلحة ناد آخر    وزارة الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان "فتتراحموا"    استعداداً ل«الأضحى».. محافظ الفيوم يوجه برفع درجة الاستعداد القصوى    ماركو بونيتا: أسعى لتحسين تصنيف فراعنة الطائرة ولا أسمح بالتدخل فى اختيارات القائمة الدولية    وزير الخارجية يلتقى مع نظيره الزامبى على هامش الاجتماع الأفريقى الأوروبى    صحة الدقهلية: ختام الدورة التدريبية النصف سنوية للعاملين بالمبادرات الرئاسية    محافظ أسوان يشارك فى إحتفالية فرع الهيئة العامة للإعتماد والرقابة الصحية    قد يكون صيف عكس التوقعات.. جوارديولا يلمح بالرحيل عن مانشستر سيتي بسبب الصفقات    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية    فيديو يكشف طريقة سرقة 300 مليون جنيه و15 كيلو ذهب من فيلا نوال الدجوي    الرئيس السيسى ل الحكومة: ليه ميتعملش مصنع لإنتاج لبن الأطفال في مصر؟    مصادر طبية في غزة: 8 قتلى وأكثر من 60 إصابة نتيجة قصف إسرائيلي على جباليا وسط مدينة غزة    ضبط 7 أطنان دقيق مدعم قبل بيعه في السوق السوداء بالشرقية    لمواليد برج الحمل.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من مايو 2025    «التضامن الاجتماعي» تشارك في احتفالية «جهود الدولة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة» بالنيابة الإدارية    «بنسبة 100%».. شوبير يكشف مفاوضات الأهلي مع مدافع سوبر    رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: أيام الحج فرصة عظيمة لتجديد أرواح المسلمين.. فيديو    وزير الثقافة يستقبل ولي عهد الفجيرة لبحث آليات التعاون الثقافي وصون التراث ويصطحبه في جولة بدار الكتب بباب الخلق    قبل أيام من حلوله.. تعرف على أبرز استعدادات السكة الحديد ل عيد الأضحى 2025    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    تحت ال50 .. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأربعاء 21 مايو 2025    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موقف حزب "العمل" من تطورات الأزمة السورية والعدوان الأمريكى المرتقب على سوريا
نشر في الشعب يوم 05 - 09 - 2013

أيدنا الثورة السورية منذ الدقيقة الأولى ولكننا رفضنا عسكرتها
العسكرة انحرفت بالثورة وأوقعتها فى براثن الناتو وحكام الخليج
لايمكن أن يقوم نظام وطنى إسلامى بقيادة الناتو وبندر سلطان عميل المخابرات الأمريكية .. ولابتمويل وتسليح دول الخليج
الضربة الأمريكية المرتقبة تستهدف تدمير الجيش السورى
التوجه لجنيف 2 أفضل من مواصلة تدمير سوريا وتهجير شعبها
مصير مصر وسوريا مشترك منذ أيام المصريين القدماء وعندما كانت حدود مصر تمتد إلى القدس شمالا فى بعض الأحيان ، وإلى حدود تركيا والعراق فى أحيان أخرى . بل نقول مصر والشام التى تشمل أيضا فلسطين والأردن ولبنان . ومن لايعرف هذه الحقيقة لايصح أن يشتغل فى السياسة المصرية . فالسيطرة على هذه الكتلة من الدول ( مصر – سوريا – لبنان – الأردن – فلسطين ) يعنى جوهر الشرق الأوسط ، ومن يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على العالم . وهذه هى الحقيقة الأولى عندما نريد أن نتحدث عن الثورة السورية التى تحولت إلى حرب أهلية ، ثم حرب أقليمية ، وعلى وشك أن تتحول فى لحظة إلى حرب عالمية . وهى كلها أمور لايصح ولاينفع معها الوقوف على الحياد ، أو الوقوع فى إرتباك أو حيرة ، أو عدم التحلى بالشجاعة الكافية للاعتراف بالحقائق ، فالموقف جد خطير والمسئولية عظمى أمام الله قبل الشعوب .
الحقيقة الثانية : أن الولايات المتحدة نجحت فى إحداث الفتنة والفرقة بين أبناء الأمة .فى حين هزمت هزائم منكرة فى ميدان الحرب فى العراق وأفغانستان ، وهزمت حليفتها أيضا هزائم منكرة فى غزة ولبنان . وجبنت حتى الآن عن ضرب كوريا الشمالية أو إيران أو حتى سوريا ، التى تتردد كثيرا قبل ضربها ، وتجعل طبيعة الضربة محل مناقشة فى الندوات والكونجرس ، وهذا لامثيل له فى التاريخ العسكرى . بل وصل الأمر إلى حد إرسال السلطان قابوس ومبعوث من الأمم المتحدة هو الثعلب الأمريكى فلتمان إلى طهران لأخذ إذن إيران لضرب سوريا ! وهذا أمر مضحك عندما يأتى من دولة عظمى . فعندما وجدوا تصلبا إيرانيا أجلوا الضربة وأحالوها للكونجرس . أمريكا نجحت فى إذكاء الفتنة السنية الشيعية فى العراق ولبنان وسوريا وكل المنطقة حتى فى مصر التى لايوجد فيها أى نسبة مقدرة من الشيعة . وهى تقدم نفسها باعتبارها الحكم بين الطرفين ولعبت هذا الدور بمنتهى الخبث فى العراق . بينما يدعو الاسرائيليون فى تحليلاتهم علنا إلى تعميق التحالف السنى الاسرائيلى بين اسرائيل ونظم مصر والأردن والخليج و14 آذار فى لبنان ، وتركيا رغم الارتباك الحادث فى المشهد بسبب موقف تركيا الحازم من الانقلاب فى مصر، وسلطة رام الله أيضا ضمن التحالف رغم أن أبو مازن بهائى ، فالمسألة ليست سنة ، ولكن المقصود قادة البلاد ذات الأغلبية السنية .
الحقيقة الثالثة : أن دول الربيع العربى لم تفرز أى دولة إسلامية سنية تتخذ موقفا من الحلف الصهيونى الأمريكى ، وكانت التجربتان فى مصر وتونس مخيبتين للآمال من هذه الزاوية . وبالتالى ظل النموذج الايرانى هو النموذج الوحيد الذى يتصدى للحلف الصهيونى الأمريكى . وظلت بلاد السنة من حيث السلطة تتراوح بين العمالة والرخاوة . عدا السودان وهذا سبب تلقيها للمزيد من الضربات التى وصلت إلى حد الانفصال بغض النظر عن أخطاء النظام السودانى فى هذا الصدد .
رابعا : بدلا من أن تدرك الحركات الاسلامية فى البلاد السنية أن الإحساس بالغيرة والتنافس مع الدور الإيرانى لابد أن يدفعها لقيادة المنطقة ضد التغول الصهيونى الأمريكى والتنافس مع إيران فى هذا الخير ، رأينا من يحرف المسألة إلى القول بأن الشيعة هم الخطر الرئيسى وليس إسرائيل ، وهى دعوة صريحة للتعاون مع أمريكا واسرائيل ضد إيران . وهذا إنحراف عقائدى قبل أن يكون سياسيا . ونحن فى حزب العمل لانضع حواجز مصطنعة بين العقيدة والسياسة .
خامسا : بالنسبة لسوريا يجب التفرقة بين مسألتين منفصلتين نسبيا : الاستبداد والعمالة للأجنبى . فليس كل حاكم مستبد عميلا ، ولكن على الأغلب كل نظام عميل لابد أن يكون مستبدا . وليست سوريا هى الحالة المعقدة الفريدة التى نواجهها فى التاريخ القديم والمعاصر . فأخيرا كان النظام البعثى الصدامى يواجهنا بنفس المعضلة ، كانت سوابقه فى حقوق الانسان مروعة ولكن موقفه من أمريكا واسرائيل كان مناهضا . فلم ندعو القوات الأمريكية لغزو العراق ، بل وقفنا ضد ذلك ، وأثبتت الأيام أننا كنا على حق ، فحتى بعد تدمير العراق واحتلاله ، شهد أوسع حالات لانتهاك حقوق الانسان . ووضعت بقايا النظام البعثى البذرة الأولى للمقاومة العراقية . ولايمكن إنكار دور النظام السورى فى تقديم المساعدات والممر الآمن لاحتياجات المقاومة فى لبنان وفلسطين والعراق . وهذه حقائق لايمكن إنكارها . كما لايمكن إنكار دورإيران كمصدر لكل هذه المساعدات اللوجستية . ولايمكن إنكار دورالسودان و كوريا الشمالية ولا روسيا . لابد من إقرار الوقائع الصلبة التى لاخلاف عليها ثم تبدأ المناقشة .
سادسا : الثورة السورية هى الثورة الوحيدة ضمن الربيع العربى التى اندلعت خارج الحزام امريكى . ولذلك كان لابد أن تتبع تكتيكات خاصة . كان لابد أن تحدد موقفها بصرامة من أمريكا واسرائيل وتأييد المقاومة . ولكن حدث العكس من قيادات الخارج الموالية للغرب حيث أعلن برهان غليون إن أول عمل سيقوم به بعد إسقاط النظام : طرد حماس من سوريا وقطع العلاقات مع حزب الله وإيران . وكانت الثورة لسه بتقول ياهادى !! وكأن هذه هى أهداف الثورة وليس تحقيق الديموقراطية .
سابعا : قام النظام بخطايا وجرائم فى التعامل مع الثورة السلمية شبيهة بتلك التى يقوم بها انقلاب السيسى الآن . وكان تقديرنا أن تستوعب الحركة هذه الضربات وتصر على السلمية ، ولكن جهة غامضة وغير واضحة اتخذت قرار الكفاح المسلح . عسكرة الثورة أدت لعدة كوارث أولها زيادة نزيف الدم ومعدلات التدمير وإعطاء المبرر للنظام للتوسع فى إستخدام القوة المسلحة باعتبارها أصبحت حربا أهلية . ولكن لايقل خطورة عن ذلك أن دول الخليج أخذت تشجع هذه العسكرة التى تحتاج لتمويل بالمليارات . وفى هذه الحالة يرتهن الثوار بمصادر التسليح ، وهى مصادر غير أمينة ، فهم مجرد عملاء للصهيونية والولايات المتحدة . وبالتالى أصبح الغرب والناتو وأمريكا واسرائيل فى غرف العمليات المركزية لإدارة "الثورة" السورية "الاسلامية ".
ثامنا : الوضع المثالى أن يتم تغيير نظام الأسد بنظام وطنى مستقل معادى للصهيونية وأمريكا على قاعدة ديموقراطية . وهذا يحتاج إلى قيادة متحكمة بما يجرى على الأرض . ولكن الوضع الذى يجمع عليه العارفون بالأوضاع فى سوريا أن القيادات المعارضة فى الخارج ليست محترمة إجمالا بل فاسدة ومتوزعة على أجهزة ومخابرات الغرب . أن الوضع فى الداخل من الناحية العسكرية يضع حركة النصرة فى المقدمة ، وهى تنظيم القاعدة وهو تنظيم مخترق ولايوثق فى رؤيته الاسلامية وسبب الكوارث فى أفغانستان والعراق وأساء لصورة الاسلام حيثما حط به الترحال ، وإن كنا نذكر له كل عملياته ضد الاحتلال الأمريكى فى العراق ، فهذه هى ايجابيته الوحيدة . ثانيا مايسمى الجيش الحر وهو مجموعات غير متوافقة وغير عقائدية وهم الأكثر تعاونا وتبعية للناتو . ثالثا : الاخوان المسلمين أضعف طرف من الناحية العسكرية . وموقف الاخوان السوريين من الغرب بالغ السوء وهم يؤيدون الآن الضربة الأمريكية لبلادهم . ويعترفون باسرائيل ، وقد اندمجوا مع الغرب من كثرة معيشتهم على أرضه منذ السبعينيات ، وأعطوا غطاء لأسوأ العناصر السورية العميلة فى قيادة اسطنبول فى الخارج .
تاسعا : إن الدعوة للثورة ولإسقاط نظام استبدادى أسهل شىء ، ولكن المهم ماهو البديل له . ألسنا نعانى فى مصر من الاجابة على هذا السؤال المحورى ؟ مامعنى وماأهمية سقوط الأسد لكى يحكم سوريا عميل أمريكى صهيونى ؟ بل هل هذا خطوة للأمام أم للخلف ؟ وهل يمكن قيام دولة فى سوريا بقيادة القاعدة التى ضيعت النظام الاسلامى فى أفغانستان ؟ وهى متخصصة فى إضاعة الفرص بتشددها وقلة فقهها وتعرضها للاختراق الغربى . ثم هل يجوز إنجاز ثورة على أساس تهجير أهل البلد بالملايين واستيراد مقاتلين من 80 دولة . من الشيشان حتى كندا وكل دول الغرب وكل الدول العربية والاسلامية . المسألة ليست معركة حربية بل هى ثورة سياسية بالأساس . ولابد أن يكون الثوار من أهل البلد يعرفون لغتهم ولهجتهم وعاداتهم وكيفية التعامل مع المواطن المسيحى والدورزى والعلوى والكردى . هذه الحشود بعشرات الآلاف ليست إلا نوعا من الفوضى . وهى تعطى المبرر للنظام للحديث عن غزو أجنبى وأن يستعين بقوات حزب الله ، خاصة وأن هذه الحشود من المقاتلين يأتون بعد التدريب والتسليح والتمويل من دول تكره إقامة النظم الاسلامية . فكيف لدول الخليج التى تحارب النظامين السنيين فى مصر وتونس ، تقاتل بكل هذه الشراسة لإقامة دولة سنية فى سوريا ، إلا إذا كانت سنية على شاكلتهم بعد أن جعلوا السنة والعياذ بالله وكأنها موالاة لاسرائيل وأمريكا . وأيضا كل هذا التسليح الغربى عن طريق الناتو أهو أيضا لإقامة دولة سنية مجاهدة فى سوريا . إذا كان الأمر كذلك فلماذا لانبايع أوباما خليفة للمسلمين ؟ بل هذا يؤكد السفه الذى يردده الانقلابيون فى مصر أن أوباما عضوبالاخوان وربما فى القاعدة .
عاشرا : ستظل البوصلة واحدة فى مصر وسوريا : القطب المعاكس والمعادى الأصلى هو الحلف الصهيونى الأمريكى ، ويجب أن نتراص داخليا وعربيا على أساس هذا الاستقطاب . فلايجوز أن أكون فى مصر ضد الانقلاب الأمريكى الصهيونى السيسى وأكون فى سوريا مع الجيش الأمريكى واسرائيل .
إحدى عشر : كنا نؤيد الرئيس مرسى فى مبادرته للتوصل لحل سلمى للأزمة ووقف نزيف الدم ، وإعادة المهجرين ، والتعمير ، والانتقال السلمى لنظام ديموقراطى . ولكنه لم يتمسك بها ولم يصبر عليها . وقد قلنا له فى وقتها إن قطع العلاقات مع سوريا والتجييش من أجل الكفاح المسلح قرار غير موفق . وأن التوجه لجنيف 2 حيث اتفق فرقاء سوريا جميعا على التوجه للتفاوض فى ظل وجود النظام السورى ، هو الأفيد للشعب السورى من مواصلة تدمير سوريا .
إثنى عشر : إن الضربة الجوية المحتملة للولايات المتحدة وإن كنا نميل لعدم حدوثها لأنها ستتحول إلى حرب إقليمية تخسر فيها أمريكا وإسرائيل . ( 200 ألف صاروخ موجهة الآن ضد أهداف إسرائيلية من إيران وسوريا ولبنان وغزة كما تقول إسرائيل ). الضربة الجوية المحتملة هدفها كضرب العراق : تحطيم الجيش السورى وخاصة فى فروعه الاستراتيجية : الصواريخ . وبالتالى من يؤيد ضرب أمريكا لسوريا إما أبله وعبيط ولايفهم شيئا أو خائن .
ثالث عشر : على كل من يفتى فى أمور سوريا أن يدرك وضعها الطائفى الخاص ، وأن استخدام العنف المسلح فى بلد كهذا لابد أن يؤدى إلى حالة من التحوصل الطائفى الخطير . فإذا كان المسلمون السنة حوالى 70% فإن 30% ليس بالعدد القليل وهم من الدروز والعلويين والشيعة والمسيحيين بطوائف مختلفة والاسماعيلية والأكراد وإن كانوا سنة فهم يمثلون حالة إنفصالية الآن. وإن تعرض سوريا للتقسيم أصبح خطرا ماثلا وواقعا وليس خطرا محتملا . وهذا ليس من مصلحة الاسلام ولا العروبة . وقد أطالت هذه الحالة من عمر النظام السورى فأصبح ال30% معه + تحييد الأكراد السنة + نسبة لاتقل عن 10% من السنة خاصة فى دمشق وحلب غير المستريحين لممارسات المسلحين المعارضين .
رابع عشر : بندر سلطان هو بلا خلاف عميل أصيل للمخابرات الأمريكية وهو الآن رئيس المخابرات السعودية ، هو قائد معركة الاطاحة بمرسى الاسلامى السنى الحقيقى وهو نفسه قائد المعركة العسكرية " الاسلامية " فى سوريا . على كل عاقل أن يجيب على هذا السؤال : كيف يكون بندر مخلصا للاسلام وللشعب السورى؟ .
خامس عشر : السعودية هى التى تمول وتقود حملة تكفير الشيعة وأنهم هم الخطر الرئيسى على الاسلام وليس اليهود أو اسرائيل أو أمريكا . وحزب النور هو أداتها فى مصر ، وقد نجح فى فترة سابقة فى إشغال بعض الشباب السلفى بهذه القضية . والآن انكشف حزب النور كحزب سيسى أمنى سعودى متآمر على حكم الرئيس مرسى الذى دافعنا عنه وسنظل كحكم شرعى وهو أيضا إسلامى مهما اختلفنا معه فى الاجتهادات .
سادس عشر : اهتمام إيران وحزب الله بسوريا يعود بالأساس إلى أنها معبر وحليف متعاون فى مسألة الربط بين إيران والمقاومة اللبنانية . أما النظام السورى لمن يعرفه فهو نظام علمانى وليس شيعيا ، ولايفهم حاجة فى الشيعة . والمذهب الجعفرى الاثنى عشرى الذى تدين به إيران وحزب الله لايعترف بالعلوية كمذهب شيعى . وهذا لاينفى أن الطائفة العلوية هى العمود الفقرى للنظام وأنها مستفيدة من السلطة وأن عناصرها فى السلطة هى الأقوى والأكثر نفوذا وثراءا . ولكنه وضع مصلحى وليس عقائديا . نقصد أن إقامة نظام شيعى فى سوريا غير ممكن لأن الأغلبية سنية كما ذكرنا حوالى 70 %.
سابع عشر : نحن لا نوافق دائما على السياسات الايرانية فهى ربما لم تبذل جهدا كافيا للضغط على النظام السورى فى البداية لإجراء إصلاحات معقولة ، نختلف مع بعض السياسات الايرانية فى الملف العراقى وإن كنا ندعو لعدم الاستمرار فى الانزلاق لحرب طائفية لن يستفيد منها أحد ، وستظل تضعف العراق . ولكن نشهد من الوقائع المعلومة للجميع أن إيران هى الدولة الوحيدة التى تتعامل مع القضية الفلسطينية بجدية ، وأنها تضع كل إمكانياتها تحت تصرف المقاومة اللبنانية والفلسطينية ، وهذا هو الخلاف الجوهرى مع الولايات المتحدة .
ثامن عشر : نحن فى حزب العمل نعتبر الشيعة الجعفرية الاثنى عشرية مسلمين وفقا لموقف الأزهر القديم والمعروف ، ووفقا لإجماع المسلمين السابق حيث يؤدون مع السنة فريضة الحج والثابت شرعا أن مكة لايدخلها إلا المسلمون بنص القرآن . ونعتبر أن هناك خلافا عقيديا معهم . فنحن لانؤمن بالوصاية للأئمة المعصومين بعد الرسول عليه الصلاة والسلام . وهم مسئولون عن اجتهادهم أمام الله سبحانه وتعالى . وهذا هو الخلاف الجوهرى والحقيقى بيننا . وبعد ذلك ندعو للتعاون معهم فى المواقف السياسية وفقا لنقاط الاتفاق .
ولكننا نقول حتى بالنسبة للذين يرفعون من مستوى الخلاف مع الشيعة فإننا نطالبهم بتتبع مواقف الفقهاء الرسميين للدولة الايرانية وأيضا المواقف الرسمية لحزب الله ( كتابات الراحل السيد حسين فضل الله مثلا ) لا تتبع بعض المواقع والقنوات المشبوهة التى تستهدف الوقيعة . وأيضا نقول لهم بماذا تنصحون المقاومة الفلسطينية السنية ؟ من أين يحصلون على الصواريخ والمساعدات ؟ من الإمارات أم السعودية أم السيسى الذى يدمر الأنفاق ؟ وتركيا لا تقدم أسلحة . إذا جرمتم التعاون مع إيران فكأنكم تؤجلون المقاومة والجهاد لتحرير الأقصى إلى أجل غير مسمى وهذا غير شرعى . ( والحديث متواصل )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.