رئيس الوزراء يؤكد موقف مصر الراسخ لدعم القضية الفلسطينية    تراجع أسعار العملات الأجنبية في ختام تعاملات اليوم 23 يوليو 2025    ترامب: سأتخلى عن الرسوم الجمركية في هذه الحالة    إعلام إسرائيلي: حماس تطالب بإطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى    الداخلية السورية تنفي عمليات إعدام جماعية بحق موقوفي النظام السابق    هجوم روسي أدى إلى انقطاع الكهرباء عن 220 ألف أوكراني    برلين تمهد الطريق أمام تصدير مقاتلات يوروفايتر لتركيا    رغبة جارسيا تتحدى عروض الرحيل عن الريال    ليفربول يوقع عقد احتراف مع اللاعب المصري كريم أحمد    بعد الرحيل عن الأهلي.. يحيى عطية الله يقترب من العودة لناديه الأصلي (تفاصيل)    انقلاب ميكروباص وإصابة 10 أشخاص على الطريق السياحي بالجيزة    وكيل تعليم سوهاج يناقش أهم المقترحات للانتهاء من الفترة المسائية بمدارس المحافظة    تجديد الثقة في تامر سمير رئيسا لجامعة بنها الأهلية والمغربي والدش وشكل نوابا حتى 2026    حمدى رزق يكتب: الحبُ للحبيبِ الأوَّلِ    «نوستالجيا» أيامنا الحلوة.. فن إحياء الماضي في الأوبرا    محادثات اقتصادية وتجارية بين الصين والولايات المتحدة.. على أساس مبادئ الاحترام المتبادل    113 شهيدًا في قطاع غزة خلال 24 ساعة    طرح الإعلان الرسمي لفيلم Giant بطولة أمير المصري    مؤشرات تنسيق كلية تجارة 2025 علمي وأدبي في كل المحافظات    خطة استثمارية ب100 مليون دولار.. «البترول» و«دانة غاز» تعلنان نتائج بئر «بيجونيا-2» بإنتاج 9 مليارات قدم    فسخ العقود وإنذارات للمتأخرين.. ماذا يحدث في تقنين أراضي أملاك الدولة بقنا؟    تحرير 7 محاضر لأصحاب أنشطة تجارية في حملة تموينية بالعاشر من رمضان    الأسد من المشاهير والحمل قائد المشاريع.. كيف يتعامل مواليد كل برج مع الحياة الجامعية؟    حقق إيرادات 51 مليون جنيه في 21 يوم.. أحدث أفلام أحمد السقا في السينمات (تفاصيل)    ب2.5 مليون.. افتتاح أعمال رفع كفاءة وحدة الأشعة بمستشفى فاقوس في الشرقية (تفاصيل)    لماذا لا ينخفض ضغط الدم رغم تناول العلاج؟.. 9 أسباب وراء تلك المشكلة    عرضان برتغالي ومصري.. الأهلي يستقر على إعارة لاعبه    رئيس الوزراء يتفقد موقع إنشاء المحطة النووية بالضبعة ويشيد بالتقدم المحقق    برلماني: "23 يوليو" نقطة تحول لبناء دولة العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني    اللون الأخضر يكسو مؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم    محافظ الغربية يتابع أعمال إصلاح كورنيش طنطا: نتحرك بخطوات مدروسة    "المطورين العقاريين" تطالب بحوار عاجل بشأن قرار إلغاء تخصيص الأراضي    ماذا يحدث للجسم عند تناول الحمص يوميا؟    أفضل الوسائل الطبيعية، للتخلص من دهون البطن في أسرع وقت    وزيرا الأوقاف والتربية والتعليم يوقعان بروتوكول تعاون لإطلاق حضانات تعليمية بالمساجد    الأهلي يترقب انتعاش خزينته ب 5.5 مليون دولار خلال ساعات    الحكومة: لا تحديات تعيق افتتاح المتحف المصرى الكبير والإعلان عن الموعد قريبا    تقرير تونسي يكشف موعد انضمام علي معلول للصفاقسي    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر والأصل أن تعود للخاطب عند فسخ الخطبة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كم نتمنى ان نكون مثلكم ?!    وفاة شخصين متأثرين بإصابتهما في حادث تصادم سيارتين بقنا    أسرة مريم الخامس أدبي تستقبل نتيجتها بالزغاريد في دمياط    فيريرا يركز على الجوانب الفنية في مران الزمالك الصباحي    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    بالفيديو.. الأرصاد: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد حتى منتصف الأسبوع المقبل    محافظ الفيوم يهنئ وزير الدفاع ورئيس الأركان بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    "الأعلى للإعلام" يُوقف مها الصغير ويحيلها للنيابة بتهمة التعدي على الملكية الفكرية    السيسي: مصر دار الأمن والاستقرار ولدينا 10 ملايين شخص من بلاد كثيرة    رئيس هيئة الرقابة الصحية من مطروح: تحقيق جودة الخدمات يعتمد بالأساس على تأهيل الكوادر البشرية (تفاصيل)    البنك الزراعي المصري يبحث تعزيز التعاون مع اتحاد نقابات جنوب إفريقيا    مرتضى منصور لحسن شحاتة: للأسف أنا مسافر ومنعزل عن العالم    وزير الخارجية يُسلِّم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى رئيس بوركينا فاسو    وفاة 4 أشخاص بطلقات نارية إثر مشاجرة مسلحة بين عائلتين بقنا    أسعار البيض اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025    خريطة حفلات مهرجان العلمين الجديدة بعد الافتتاح بصوت أنغام (مواعيد وأسعار التذاكر)    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    خلال فترة التدريب.. مندوب نقل أموال ينهب ماكينات ATM بشبرا الخيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشحن المذهبى ضد الشيعة شريك أساسى فى جريمة أبى النمرس
نشر في الشعب يوم 29 - 06 - 2013

يؤكد حزب العمل أن الجريمة البشعة التى جرت فى أبى النمرس ضد مواطنين شيعة على رأسهم الشيخ الأزهرى حسن شحاتة إساءة بالغة للإسلام ولمصر، وقد جمعت الواقعة بين عدة جرائم كبرى: اقتحام مسكن شخصى له حرمة، سحل مواطنين عزل حتى الموت، قتل 4 وإصابة آخرين، التمثيل بالجثث، أما السب والقذف فقد أصبح هينا إذا قرن بكل هذه البشاعات التى لايعرفها تاريخ مصر.
ونحن إذ نتهم فلول النظام السابق وأجهزته الأمنية باعتبارها المسئولة عن معرفة وتحريك مجموعات البلطجية، وباعتبارها العمود الفقرى لكل عمليات الفوضى والعنف التى تشهدها البلاد فإن هذا لايعفى بعض العاملين تحت الراية السلفية من المسئولية المباشرة عن هذه الجريمة؛ لأنهم دأبوا فى السنوات الأخيرة على الشحن الطائفى ضد الشيعة دون تمييز بين طوائفهم وقواهم ومواقفهم السياسية، وركزوا على تكفيرهم،على الرغم من أنهم يؤدون الفرائض الخمس ومن بينها أداء فريضة الحج، وما يتطلبه ذلك من دخول مكة المحرمة على الكفار والمشركين، وهو مايعنى إجماع المسلمين على إسلامهم (الجعفرية الاثنى عشرية) عبر القرون، وهو ما يعنى موافقة السلطات السعودية.
من يريد أن يواجه المد الشيعي فليعلن الجهاد في فلسطين أو يساند المقاومة المسلحة السنية فيها
الحرب الطائفية أبادت ثلث الشعب الألماني وثلث الشعب التشيكي.. فهل تريدون مثل ذلك؟!
أبيد نصف رجال ألمانيا حتى دعت الكنيسة لتعدد الزوجات!!
القول بخطر السياح الإيرانيين في تشييع المصريين إهانة للسنة والشعب المصري
شيخ شهير قال لي: ياريت نبيد كل الشيعة!
دور مصر أن تكون الحكم.. والقائد.. والمايسترو.. لا دور القزم الغضبان!!
ومع ذلك ترعى هذه الحملات التكفيرية للشيعة، رغم وجود مواطنين شيعة يمثلون أغلب سكان شرق المملكة وعددهم قرابة 4 ملايين، ومن باب حرية الفكر يمكن لبعض المسلمين السنة أن يكفروا الشيعة كما يكفر بعض الشيعة السنة، فلايمكن الحجر على الأفكار، ولكن المسألة المرفوضة إطلاقا هى ربط ذلك بالدعوة للعنف، وترديد مقولة "إن الشيعة هم الخطر الأعظم، وهم أخطر من اليهود"، بخلاف النص القرآنى الصريح:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}. وهو مايعنى فى الواقع التحالف مع الصهاينة والأمريكان لضرب الشيعة، والحقيقة فإن الهدف من ذلك ضرب إيران وحزب الله باعتبارهما خطرا على إسرائيل، وهذه هى السياسة الأمريكية والإسرائيلية المعلنة، ليس لحماية إسرائيل فحسب بل من أجل تفتيت الأمة العربية والإسلامية إلى مزيد من الدويلات المتناحرة.
إن القرآن الكريم يعلمنا أن القتل مشروع فى حالتين فقط: القتل - الفساد فى الأرض:{مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، أى لايوجد قتل مشروع على أساس الفكر والاعتقاد وإلا تحولت الدنيا إلى غابة وإلى بحار من الدماء، وهذا ماحدث فى أوروبا فى حروبها الدينية بين البروتستانت والكاثوليك، ففى حرب الثلاثين عاما وحدها بين 1618 و1648 حدث التالى:
كان الأثر الرئيسى لحرب الثلاثين عاما التى استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع، تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء من نهب الجيوش، وانتشرت خلالها المجاعات والأمراض وهلاك العديد من سكان الولايات الألمانية، وبشكل أقل حدة الأراضى المنخفضة وإيطاليا، بينما أُفقرت العديد من القوى المتورطة فى الصراع، استمرت الحرب ثلاثين عاما ولكن الصراعات التى فجرتها ظلت قائمة دون حل لزمن أطول بكثير، انتهت الحرب بمعاهدة مونستر، وهى جزء من صلح وستفاليا الأوسع عام 1648م.
وخلال الحرب انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30٪ فى المتوسط، وفى أراضى براندنبورغ بلغت الخسائر النصف، فى حين أنه فى بعض المناطق مات مايقدر بثلثى السكان، وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا، كما انخفض عدد سكان الأراضى التشيكية بمقدار الثلث.
وقد دمَّر الجيش السويدى لوحده 2000 من القلاع و18000 قرية و1500 مدينة فى ألمانيا، أى ثلث عدد جميع المدن الألمانية.
وجاء فى موسوعة "قصة الحضارة" تحت عنوان: "إعادة تنظيم ألمانيا (1648-1715)": "هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر مليونا ونصف المليون، وبعد عام أفاقت التربة التى روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجىء الرجال، وكان هناك وفرة فى النساء وندرة فى الرجال، وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد فى العهد القديم، ففى مؤتمر فرنكونيا المنعقد فى فبراير 1650 بمدينة نورنبيرغ، اتخذوا القرار الآتى:- "لا يقبل فى الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا.. ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيرًا جديًّا، وينبه مرارًا من منبر الكنيسة إلى التصرف على هذا النحو فى هذه المسألة".
وبعد أن تجاوزت أوروبا هذا الجنون يريدون أن يورثونا إياه، هذه هى نتائج الشحن الطائفى.
يجب لعقلاء الأمة أن يتصدوا لغلاة المتطرفين والحمقى على الطرفين الشيعى والسنى، ويجب أن يكون واضحا أن الخلافات جوهرها سياسى وليس مذهبيا، من لايعرف الواقع لا يصلح للعمل السياسى أو الدعوى، من لايعرف أن الخطر الرئيسى على أمة العرب والإسلام هو الحلف الصهيونى الأمريكى، فهو إما ساذج لايصلح للعمل السياسى أو الدعوى أو ضالع ومتواطئ من خلال دول الخليج التى تنفذ جدول أعمال أمريكى صهيونى باسم السنة، وإسرائيل تتحدث عن التحالف مع السنة (تقصد الأنظمة العميلة فى الدول السنية) ضد الشيعة الذين يحاربون إسرائيل.
إن إيران وحزب الله -وبالوقائع المعروفة وبالأرقام وبمستندات العدو والصديق- هما الطرف الداعم الرئيسى إن لم يكن الوحيد للمقاومة المسلحة ضد إسرائيل فى غزة وفلسطين المحتلة ولبنان، وايران تسلح وتدعم المقاومة الأفغانية ضد الاحتلال الأمريكى (أخيرا زار وفد من طالبان إيران زيارة رسمية معلنة)، وفى السنوات الأخيرة للاحتلال العراقى تم تأسيس مقاومة شيعية فى جنوب العراق، وعملت بكثافة ضد القوات البريطانية والأمريكية (عصائب الحق)، وكانت تمد المقاومة السنية بالسلاح بصورة غير مباشرة.
ومع ذلك اختلفنا مع السياسة الإيرانية فى العراق فى المرحلة الأولى للاحتلال الأمريكى وهذا معروف ومنشور، ومعروف أن إيران كانت هى الطرف الأساسى الذى كان يهرب السلاح لمجاهدى البوسنة فى ظروف بالغة الصعوبة، وقد أعلن على عزت بيجوفيتش زعيم البوسنة الراحل عن ذلك فى سراييفو، وقال فى حضور مندوب السيد خامنئى: لولا إيران لضاعت سراييفو،والبوسنة سنة وغزة سنة، وكل فلسطين سنة، وأغلب لبنان غير شيعة، المقصود أننا نتفق ونختلف مع السياسات الإيرانية باعتبارها سياسات بغض النظر عن الموقع المذهبى، كما يحدث مع كل دول العالم الإسلامى وغير الإسلامى، فحلفاؤنا فى الصراع ضد الحلف الصهيوأمريكى يمتدون من كوريا الشمالية، إلى الصين وروسيا وماليزيا إلى السودان وفنزويلا وكوبا والبرازيل وجنوب إفريقيا والأكوادور وبوليفيا، ومع الأسف ليس من بين هذا الحلف دول الخليج المحتلة من الأمريكان.
إن إلتزام إيران بالقضية الفلسطينية مسألة لا مراء فيها، ومن لايعجبه ذلك من الدول العربية، فليتفضل ويدعم المقاومة بالسلاح المتطور والصواريخ وينافس إيران فى هذا الصدد، والحقيقة فإن المد الشيعى أتى وسيأتى من تخاذل حكام السنة وعدم وجود نظام سنى مجاهد ضد إسرائيل وأمريكا ينافس النظام الشيعى الإيرانى فى هذا الخير، أما الخلافات بين مدرسة الخلفاء (كما يسمينا الشيعة) ومدرسة الإمامة (اعتبار أن الله قد افترض الوصاية بعد الرسول فى آل البيت) فالله يفصل بيننا يوم القيامة فيها، أما الذى سنأثم عليه بصورة مؤكدة الآن فهو موالاة أعداء الله، وترك الأقصى فى يد الصهاينة مهددا بالهدم والاقتحام كل يوم، وترك الأرض التى بارك الله حولها فى قبضتهم، وترك الأمريكان ينهبون ثرواتنا، وينتهكون أعراضنا ويحتلون أراضينا ويقتلون المسلمين السنة كل يوم فى أفغانستان وباكستان واليمن والصومال بطائرات دون طيار.
وفى كل الأحوال كان من المفترض أن تنأى مصر بنفسها عن مستنقع فتنة السنة والشيعة؛ لأن مصر سنية بنسبة 100%، والحديث عن مخاطر المد الشيعى تهويل عجيب يعكس عدم ثقة بالنفس، وكأن موقفنا العقائدى هش وهزيل، إلى حد أن يأتى سائح إيرانى لمدة 5 أيام فيشيع المصريين جميعا،على الرغم من أنه لايتحدث العربية!! هل يوجد استهزاء بأنفسنا أكثر من ذلك؟ وفى أى مكان فى العالم أصبحت السياحة ترتبط بالعقائد! إذا حدث ذلك انتهت صناعة ومهنة السياحة ولقبع كل شعب فى مكانه، ولقبعت كل طائفة فى مكانها داخل الوطن الواحد، فمثلا يحظر على اللبنانى الشيعى المقيم بالضاحية الجنوبية فى بيروت من زيارة بيروت الشرقية أو مواضع الجبل التى يوجد فيها مسيحيون أو دروز.. والعكس بالعكس، ويحظر على السعودى الشيعى المقيم فى شرق المملكة أن يزور جده، أرأيتم كيف أضحكتم العالم علينا! وجعلتم مصر أكثر شعوب العالم تخلفا،على الرغم من أننا نحن الذين علمنا العالم التسامح والحضارة والاستيعاب الإنسانى، نحن الذين حولنا الخواجة كوستا اليونانى إلى مصرى أصيل يقيم فيها ويحبها أكثر من اليونان، نحن الذين أدخلنا أعداءنا فى ديننا، حتى يروى التاريخ أن الإسكندر الأكبر آمن بآمون ودفن فى مصر.
قرر الإسكندر القيام برحلة روحية لمعبد الإله آمون، المقابل لزيوس عند الإغريق، فى واحة سيوة بالصحراءولمّا وصل المعبد ودخله، قوبل بالترحاب من قبل الكهنة المنتظرين، الذين نصبوه فرعونًا على مصر وأعلنوه ابنًا لآمون كبير الآلهة المصرية، وألبسوه تاجه وشكله كرأس كبش ذى قرنين، فلقب بذلك «الإسكندر ذو القرنين». ومنذ ذلك الحين، أخذ الإسكندر يزعم بأن زيوس-آمون هو والده الحقيقى، وظهر نقش رأسه لاحقًا على العملات المسكوكة مزينًا بقرون كبش، وهى علامة الخلود(ويكيبديا).
حتى مينو الحاكم الفرنسى خلال الحملة الفرنسية دخل الإسلام، ربما ليتزوج مصرية ولكنه أسلم على أية حال، وهذا مالا يجوز أن يفعله الحاكم المحتل، وعلى الرغم من أن مصر حكمها الفاطميون (وهم إسماعيلية وهم غير الاثنى عشرية) وعلى الرغم من أنهم هم الذين بنوا القاهرة والأزهر إلا أن مصر لم يكن فيها شيعى إسماعيلى واحد بعد انتهاء حكم الفاطميين.
كان يتعين لمصر أن تنأى بنفسها عن الفتنة الطائفية المذهبية؛ لأن مصر دولة أم وكبيرة، والمفترض أن تكون فى موقف الحكم والقائد والمايسترو فى المنطقة،وأن تقوم بدور فض المنازعات ولم الشمل، لامجرد رقم فى الأجندة الأمريكية كما هبط بها حكم المخلوع.
وكما ذكرنا فإن مصر نسيج متفرد لايعرف الفسيفساء التى تعانى منها دول المشرق، فلماذا يريد بعض الجهابذة المحسوبين على السلف (لأننى أعتبر حزب العمل سلفيا) أن يفتتوا مصر بلا داع وبصورة مفتعلة؟ عدد الشيعة فى مصر وفقا لإحصاء أمريكى يتراوح بين 12 ألفا و25 ألفا، وأيا كان العدد فهو لن يتجاوز 1%، فلماذا كل هذا القلق؟ وهذه الضجة الكبرى.. علام؟!
وما المطلوب إذن؟ أن نقتلهم جميعا؟ ليقل لنا الأستاذ برهامى ماذا نفعل بهؤلاء "الأشرار"؟ وبعد تصفيتهم ماذا نفعل بمن يقولون بأن المسيح هو ابن الله، بل الله نفسه؟ لابد أن نصفيهم أيضا، وهذا يعنى تحويل مصر إلى بحيرات دموية، ولكن هل هذا هو الإسلام؟ وبأى دليل شرعى.
كنت فى مؤتمر بجوار شيخ مشهورعلى المنصة ودار بيننا حوار هامس، وقال لى: أنصحك بالابتعاد الفورى عن الشيعة؟ قلت له: نريد أن نجلس ونتحدث وأسمع لنصيحتك. قال: نعم. قلت أعطينى رقم هاتفك. قال: ليس الآن. بعد قليل هتف بعض الشباب دون مناسبة: الشيعة كلاب. فهمست فى أذن الشيخ: هل توافق على هذا الهتاف؟ قال: لا أسمع الهتاف. قلت له: يهتفون الشيعة كلاب، هل هذا من أخلاق الإسلام؟ قال: عندهم حق. قلت له: ومالذى سنفعله بهم هل نبيدهم جميعا؟ قال: ياريت!
وبمنطق أن الدماء رخيصة سنبيد إذن 25 ألف شيعى مصرى، ولكن ماذا سنفعل فى العراق هل سنبيد 60% من الشعب العراقى، و60% من الشعب البحرينى، وربع الشعب اللبنانى وهكذا.
لنتناقش إذن فى المواقف السياسية ونحدد مواقفنا على هذا الأساس، ففى سوريا مثلا لايوجد مشروع شيعى ولايحزنون، فالمشروع الشيعى لايقام بالدماء، وقادة إيران وحزب الله أذكى من أن يتصورا ذلك ولنعترف بذكائهما على الأقل، الشيعة يمثلون 1% من المجتمع السورى، والعلويون ليسوا شيعة، والنظام السورى علمانى وليس شيعيا، النظام السورى ديكتاتورى استبدادى ويعتمد عموده الفقرى على العلويين كطائفة، والاثنى عشرية تكفر العلوية ولاتتصالح معها، سوريا على مدار 3 عقود هى ممرلدعم المقاومة اللبنانية، حلوا هذه المشكلة لإيران وحزب الله، ثم حاسبوهما بعد ذلك على تدخلهما فى سوريا، المعارضة المسلحة فى سوريا تقول منذ اليوم الأول إنها ستقطع كل العلاقات مع ايران وحزب الله إذاوصلت للسلطة، والمعارضة المسلحة أصبحت موجهة أو مخترقة من حلف الناتو الذى يقدم كل التسليح بتمويل خليجى وعبر كرواتيا عدوة الإسلام والمسلمين!!
من الأفضل لمصر أن تعود للمبادرة الأولى للرئيس مرسى؛ لأن هذا هو التوجه الإقليمى والعالمى، وأيضا توجه المعارضة السورية الشريفة، والمبادرة ستؤدى بطبيعة الحال لتغيير النظام السورى عبر مرحلة انتقالية تحقن الدماء.
ليس هذا كل الكلام فى هذا الموضوع الخطير: استباحة دماء الشيعة فى مصر والفتنة الطائفية فى عموم المنطقة؛ لأن هذه هى الخطة الأمريكية الصهيونية للمنطقة التى بدأت والتى لم تنته فصولا، ولابد من مواجهتها، وهى فى مصر جزء لايتجزأ من مؤامرة تفكيك مصر وتحويلها إلى دولة فاشلة، فهذا أفضل لهم من أن تكون دولة قوية أو إسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.