هشام الششتاوي رئيسًا للجنة الصحة بمجلس الشيوخ    رئيس حزب الوفد: أعددنا خطة ورؤى تشريعية ترتكز على ثوابت الحزب التاريخية وطموح المستقبل    البنك التجاري الدولي وطلبات وماستركارد تطلق بطاقة ائتمان جديدة للجيل الرقمي في مصر    نائب محافظ القاهرة يتفقد أعمال التطوير الجارية بشوارع المنياوى والعسال    محافظ الغربية يتفقد إدارات الديوان العام ويوجه بتسهيل الإجراءات ورفع كفاءة الخدمات للمواطنين    الكرملين: روسيا سترد بقسوة على أي ضربات في عمق الأراضي الروسية    البرازيل تنضم إلى الدعوى الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة    نجمة وادى دجلة هانيا الحمامي تتوج ببطولة كومكاست بيزنس الولايات المتحدة المفتوحة 2025    شوبير: نتائج فحوصات إمام عاشور مبشرة.. وهذا موقف عودته للتدريبات    الأهلي يطالب الكاف بعدم إيقاف نيتس جراديشار    الخطيب يكشف سبب عدوله عن قرار الاعتزال وتفاصيل وضعه الصحي غدا مع لميس الحديدي    مدرب الزمالك 2009: أعد الجماهير بتجهيز 7 نجوم للفريق الأول في نهاية الموسم    من بينهم سورية.. إصابة 3 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص على الطريق الإقليمي    مصرع 4 تجار مخدرات وأسلحة وضبط آخرين عقب تبادل لإطلاق النيران مع الشرطة بأسوان    فتح باب التقديم للدورة السادسة من جائزة المبدع الصغير    الدكتور أحمد رجب: المتحف المصري الكبير شاهد على عبقرية المصريين عبر العصور    6 أفلام من مهرجان أسوان لأفلام المرأة في برنامج خاص بمهرجان لندن بريز    رئيس الوزراء يتفقد مستشفى دار صحة المرأة والطفل بمحافظة السويس    محافظ الشرقية يُهنىء الفرق الطبية المشاركة فى القوافل العلاجية المجانية    محافظ جنوب سيناء يوجه بدعم أبناء المحافظة من أصحاب الإرادة وذوي الهمم    انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية بمدارس بورسعيد    أبو الغيط عن حكومة نتنياهو: لن تستمر طويلا وإرادة الرئيس السيسي الحديدية أفشلت مخطط التهجير    لإعدادهم نفسيًا.. تقرير يكشف طريقة فليك في اختيار تشكيل برشلونة    اتفاق سلام تاريخي بين تايلاند وكمبوديا.. ترامب: أنهينا الحرب الثامنة خلال فترة ولايتي    الهلال الأحمر المصري يدفع بأكثر من 400 شاحنة حاملة 10 آلاف طن مساعدات إنسانية إلى غرة    فيديو.. الأرصاد: طقس خريفي مستقر على مدار الأسبوع    «كنت بربيهم».. تفاصيل ضبط سيدة بتهمة تعذيب طفليها داخل حمام منزلها في الغربية    ربة منزل تنهي حياة ابنها لتعاطيه مخدر الآيس فى بولاق الدكرور    الدعم السريع يعلن السيطرة على مقر للجيش بالفاشر| ماذا يحدث بالسودان؟    الاحتلال يعتقل 13 فلسطينيا من الضفة بينهم أسيران محرران    ماذا على جدول ترامب فى جولته الآسيوية؟.. صفقات وسلام وتهدئة لحرب تجارية    إجازة افتتاح المتحف المصري الكبير.. هل هي ليوم واحد أم ستصبح سنوية؟    عمرو الليثي: "يجب أن نتحلى بالصبر والرضا ونثق في حكمة الله وقدرته"    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم 26 اكتوبر وأذكار الصباح    منح مدير شئون البيئة بمحافظة كفر الشيخ صفة مأمور الضبط القضائي    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    الصحة: اعتماد البرنامج العلمي للنسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    رئيس جامعة المنيا: «وطن السلام» رسالة مصرية تؤكد دور الدولة في صناعة السلام    عاجل- التضامن تخصص 12 ألف تأشيرة حج لأعضاء الجمعيات الأهلية لعام 2026    د. فتحي حسين يكتب: الكلمة.. مسؤولية تبني الأمم أو تهدمها    روزاليوسف.. قرن من الصحافة الحرة وصناعة الوعى    مجلس طب قصر العيني يوافق على إنشاء أقسام تخصصية دقيقة في الجراحة    مصر للتأمين تسدد 200 مليون جنيه دفعة أولى للمصرية للاتصالات    مراسم تتويج مصطفى عسل وهانيا الحمامي ببطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش    ضبط متعهد دقيق يجمع الدقيق البلدي المدعم داخل مخزن بكفر الزيات    بعد تصدره التريند.. التفاصيل الكاملة لمسلسل «كارثة طبيعية» بطولة محمد سلام    القومي للترجمة يقيم صالون "الترجمة وتحديات التقنية الحديثة" في دورته الأولى    أطعمة تعزز التركيز والذاكرة، أثناء فترة الامتحانات    7 ملايين و180 ألف خدمة طبية خلال حملة 100 يوم صحة بالإسكندرية    موعد بدء شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيام الصيام    أسعار الأسماك اليوم الأحد 26 أكتوبر في سوق العبور للجملة    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الأحد 26 أكتوبر    «لأول مرة من 32 سنة».. ليفربول يسجل رقمًا كارثيًا بعد سقوطه أمام برينتفورد    رسميًا.. مواعيد بدء امتحانات الترم الأول 2025-2026 وإجازة نصف العام لجميع المراحل الدراسية    أسعار الفضة في مصر اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    مواقيت الصلوات الخمس في مطروح اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    بداية شهر من الصلابة.. حظ برج الدلو اليوم 26 أكتوبر    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجدي حسين يكتب: أمريكا هى العدو فاحذروه
نشر في الشعب يوم 07 - 08 - 2013

أمريكا قتلت بنفسها أو بمساعدة اسرائيل عشرات الآلاف من المصريين معظمهم عسكريون!!
رواية جديدة من داخل المخابرات العامة لكيفية إسقاط طائرة البطوطى
أمريكا حاربتنا فى اليمن بالأسلحة الأمريكية وبالمرتزقة وبطائرات اسرائيلية
أمريكا كانت شريكا فى احتلال سيناء ونهب ثرواتها وتخريب مدن القناة
الرئيس الأمريكى جونسون فى عهد عدوان 67: قصص التوارة منقوشة فى ذاكرتى وروابطى عميقة بأرض اسرائيل
شب جيلنا ( جيل 23 يوليو ) لايعرف عدوا إلا اسرائيل وأمريكا ، وأمريكا تعادى مصر وتستهدف إضعافها ، لأن مصر القوية تعنى إقامة قوة إقليمية عربية إسلامية فى أهم منطقة من العالم خارج السيطرة الأمريكية . ووجود الكيان الصهيونى عامل استراتيجى إضافى ، فهذا الكيان هو الوكيل المعتمد بحكم الايديولوجية المشتركة ( المسيحية الصهيونية ) ، وهو الذى يعول عليه فى حماية المصالح المشتركة .
من الضرورى أن نروى للشباب قصة أمريكا مع مصر ، ولكن لابد أن أبدا بهذه القصة الرمزية التى تقطع نياط القلب ، ليس حزنا من عدو ، ولكن غضبا من مصريين خونة . وهى قصة طائرة البطوطى الشهيرة ، التى أسقطها الأمريكان فى 31 أكتوبر 1999 وعلى متنها 33 خبيرا عسكريا و3 من خبرا ء الذرة و7 من خبراء النفط ، وكان مجموع القتلى 217 راكبا على متن طائرة مصر للطيران . وقد كتبنا كثيرا حول هذه الحادثة فى زمن مبارك ، وبعد الثورة . وكل الدلائل تشير إلى أن الحادث كان جريمة متعمدة من الأمريكان والموساد للخلاص من هذه النخبة المتميزة من العلماء . ولكن الخلاف كان حول الأسلوب الذى تم به ، الشائع أنها ضربت بصاروخ أرض جو وهى فوق المحيط لتقع حيث لا يراها أحد .
وقد اشتهرت بطائرة البطوطى لأن البطوطى كان قائد الطائرة ، والذى اتهمه الأمريكان بسفاهة وقلة أدب بأنه انتحر لأن التسجيلات كانت تنقل صوته وهو يقول : توكلت على الله !!
وأبدأ المقال بشهادة خاصة لى حول هذا الحادث لم أنشرها من قبل ، ومن المؤسف أننى لم أكتبها على الورق فور سماعها فربما كانت أكثر تفصيلا .
منذ عدة سنوات ساق لى القدر مسئولا بجهاز المخابرات العامة ، الذى روى لى هذه الرواية الخطيرة ، عن كيفية إسقاط الطائرة ، ولنستمع إليه :
تم انتدابى ضمن اللجنة التى ذهبت من مصرإلى الولايات المتحدة للتحقيق فى أسباب الحادث وكان معنا خبراء طيران . وقد اشترطنا على الجانب الأمريكى أن يتركنا نحقق بمفردنا . ووسط تفاصيل عديدة ذكر لى أنه تم الحصول على عينة من البنزين الذى تم وضعه فى طائرة البطوطى ، وقمنا بتحليلها فى معمل أمريكى بعد أن تخلصنا من المراقبة الأمريكية ، واكتشفنا وجود مادة ( ...) لا أذكر اسمهما الآن . وهى مادة تساعد على الاشتعال السريع والقوى للبنزين إذا حلقت الطائرة بسرعة شديدة فى بداية الاقلاع ، وبالتالى يمكن أن تؤدى إلى حريق وإنفجار الطائرة . وكانت الخطة تقوم على ضرورة الطيران بسرعة فائقة فى الاقلاع لتحقيق المطلوب . والمعروف أن المطارات الأمريكية تكون مكتضة بالطائرات الصاعدة والهابطة وأن الطائرات تلتزم بسرعات بطيئة فى عملية بالغة الدقة حيث يكون الممر الجوى مزدحم بالطائرات ، ولكن واحدة فوق الأخرى وهكذا . وهذا لايسمح بالسرعة الكبيرة فى الاقلاع . ولكن مع هذه الرحلة تم إخلاء الممرات فى ساعة إقلاع طائرة البطوطى ، وتم إبلاغه بهذه المعلومة حتى ينطلق بأقصى سرعة له ، ويحدث التفاعل المطلوب . والطيار يسعد بهذا لأنه يريد أن يقلع سريعا ، وهو فى كل الأحوال يلتزم بتعليمات برج المراقبة . والتفاعل الكيماوى محسوب بحيث يكون الاحتراق والانفجار فوق الأطلنطى .
ولكن الأهم من كل هذه التفاصيل الفنية فإن كل مسئولى المخابرات المصرية متأكدون أن الحادث مدبر للخلاص من هؤلا العلماء والخبراء المصريين . والأهم من ذلك أنهم تعلموا التبلد وقلة القيمة ونقص الكرامة والعبودية للأمريكان ، على حساب الدين والوطنية . إن الاعتداء على طائرة مصر للطيران هو اعتداء على أرض وسيادة مصر . ولكن هل سمعتم أن علاقات مصر مع أمريكا تأثرت بعد عام 1999 بسبب هذا الحادث . بل هناك بلاغ عند النائب العام المخلوع ( عبد المجيد ) يتهم مبارك بالمشاركة فى هذه الجريمة أو بالتستر عليها على أقل تقدير بعد أن حدثت .
قتل 217 معظمهم من المصريين وكلهم يحتمون بطائرة مصرية ، يعنى أن بيننا وبين أمريكا دم . وهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم . ولكن تاريخ علاقتنا مع أمريكا يؤكد أن هذا الحادث الدنىء الحقيرليس حادثا عرضا . ولكن هذا الحادث مثير جدا لأنه يؤكد عمق الخسة الأمريكية كيف يقتلون عشرات المصريين بينما مصر فى حالة صداقة وتبعية وتعاون مع أمريكا . أمريكا ليس لها صاحب وكما ذكرت : لا مبدأ ولادين ولا أخلاق .
نهر من الدم
ليس صحيحا أن هذا الحادث كان عرضيا وسط علاقة سلمية مسالمة بيننا وبين أمريكا .
لقد نهانا الله عز
وجل عن مصادقة صنفين من البشر لا ثالث لهما ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوا فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فألئك هم الظالمون ), وكان الأمريكان معنا هم الصنف الثانى ، فقد ظاهروا على إخراجنا . ونحن لانتحدث عن فلسطين فى هذا المقال رغم أن عقيدتنا تدخل فلسطين فى صميم دائرة العقيدة . فقد سلحوا اسرائيل ودعموها سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا فقتلت من المصريين عشرات الآلاف ودمرت ديارهم وأخرجت مئات الالاف من ديارهم بهذا السلاح والدعم الأمريكى .
وكان عهد الرئيس ليندون جونسون نقطة تحول مهمة فى العلاقات بين الكيان الاسرائيلى وأمريكا ، وبداية تحول التسليح من بريطانيا وفرنسا إلى أمريكا ، ولكن بعض البدايات بدأت فى عهد جون كيندى قبل جونسون ، وترصد ذلك درية شفيق
( ارتفعت مؤشرات التوتر فى العلاقات الأمريكية العربية فى عهد كينيدى عقب ذيوع أنباء عن صفقة الصواريخ هوك أرض جو التى قدمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل فى ختام مباحثات دارت ما بين جولدامائير ودين راسل فى منتصف عام 1962 وإذا كنا قد أشرنا من قبل إلى أحجام الحكومة الأمريكية عن التدخل المباشر والصريح فى حرب اليمن إلا أن هذه الحرب عقدت العلاقات الأمريكية بكل من مصر والعراق وسوريا لمبررات عدة أهمها
1- تعضيد المملكة العربية السعودية للإمام البدر فى حربه ضد نظام المشير عبدالله السلال المعضد بدوره من قبل الحكومة المصرية مما صعب من مهمة الجيش المصرى فى اليمن فرغم كثافة الوجود العسكرى المصرى باليمن والذى بلغ تعداده قرابة سبعين ألف جندى إلا أنه لم يتسن له إحباط هجمات القبائل اليمنية الموالية للإمام البدر والمدججة بالسلاح الأمريكى المتطور الذى قدمته لها المملكة العربية السعودية
2- وبالسلاح الأمريكى أيضا حارب المرتزقة الذين جندتهم وكالة المخابرات الأمريكية والبالغ عددهم فى وقت ما اثنا عشر ألفا الجيش المصرى فى اليمن للحيلولة دون إحرازه نصرا عسكريا حاسما يتدعم معه التيار الناصرى على نحو يفضى إلى إذكاء المشاعر القومية الراديكالية المناهضة للولايات المتحدة هذا فضلا عن استنزاف الإمكانيات المصرية العسكرية والبشرية معا فى حرب طويلة لم يدرك مداها الساسة المصريون فى بداية الأمر، وقد تمكنت المخابرات المركزية الأمريكية من الحصول على مساعدة إسرائيل لهؤلاء المرتزقة، إذ تكفل الطيران الإسرائيلى بعمليات إسقاط المؤن والذخائر لهم فى مواقعهم الأمر الذى صعد من جولات حرب اليمن بصورة غير متوقعة .
3- مع احتدم حدة الحرب اليمنية تزايدت الاحتياجات المصرية للعتاد والذخيرة السوفيتية فتوطدت العلاقات المصرية السوفيتية على حين تدهورت العلاقات المصرية الأمريكية فى المقابل ويذكر أن الاتحاد السوفيتى قد أحسن استغلال الظروف المواتية وسارع بتقديم معونات اقتصادية وعسكرية إلى الأنظمة العربية المناوئة للولايات المتحدة الأمريكية بلغت فى مجموعها 2 بليون دولار، ومنذ ذلك الحين تحول العالم العربى بدوره إلى مسرح للحرب الباردة الدائرة سجالا بين القوتين الأعظم وعلى الرغم من انشغال المسئولين المصريين بحرب اليمن إلا أن ذلك لم يصرفهم عن متابعة هدفهم الأهم ألا وهو إعادة بناء القوات المسلحة المصرية على أسس حديثة ومتطورة لذا استعانوا بخبراء عسكريين من ألمانيا الديمقراطية لتصنيع صواريخ مصرية أرض أرض وقاذفات قنابل فضلا عن النهوض بمستوى التسلح المصرى كما وكيفا وهو الأمر الذى لم تتقبله الولايات المتحدة الأمريكية بل اعتبرته متعارضا مع مخططها المستهدف ضمان التفوق العسكرى الإسرائيلى على سائر دول الشرق الأوسط عامة والعالم العربى خاصة والتزاما بالمخطط قدمت حكومة كيندى دبابات من أحدث طراز إلى إسرائيل إلى جانب صفقة ضخمة من الأسلحة التقليدية المتطورة وقد رغب كيندى تطبيقا لتكتيك المكافأة والعقاب فى تقديم مساعدات عسكرية إلى النظامين السعودى والأردنى باعتبارهما محافظين خلافا للأنظمة الراديكالية المصرية والسورية والعراقية، إلا أن الكونجرس الأمريكى اعترض على هذه الرغبة بدعوى أن كافة الأنظمة العربية محافظة كانت أم راديكالية هى فى حالة حرب مع إسرائيل، وجاء اغتيال كيندى ليرجح رأى الكونجرس ولتزداد العلاقات الأمريكية العربية ترديا. فى عهد الرئيس ليندون جونسون سعى إلى تدجيج الترسانة العسكرية الإسرائيلية بكل جديد ومتطور فى مضمار السلاح ليتخذ منها نقطة وثوب إلى دول المنطقة لإخضاعها بأسلوب القهر العسكرى إذا ما اقتضت الضرورة ذلك وهو ما اتضح جليا من الموقف الأمريكى العدائى أبان حرب يونيو 1967 فمن وجهة نظر جونسون مثل جمال عبدالناصر تحديا صريحا للنفوذ الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط، وقد انتهى إلى استخلاص علاقة عكسية ما بين ازدهار الزعامة الكريزماتية الناصرية وأفول نجم الهيمنة الأمريكية فى الشرق الأوسط مما دفع به إلى وقف مبيعات القمح إلى مصر تطبيقا لنص القانون (480) السابق الإشارة إليهثم جاءت أحداث يونيو عام 1967 متيحة لإدارة جونسون فرصة تسديد ضربة قاصمة للنظام الناصرى فمن الثابت أن المساعدات الأمريكية لإسرائيل فى عهد جونسون قد سارت فى خطين متوازين: الأول: كفالة التفوق العسكرية الإسرائيلى على سائر الجيوش العربية الثانى: تقديم ضمانة أكيدة إلى إسرائيل بموازينها عسكريا حتى تنتزع النصر فى أية حرب نخوضها ضد الدول العربية وقد أكدت الوقائع التاريخية أن المخابرات المركزية الأمريكية قد غذت نظيرتها الإسرائيلية بكل ما تحتاجه من معلومات عن تحركات الجيش المصرى قبيل وقوع الحرب وأنها جندت آلاف المتطوعين من جنوب أفريقيا وروديسا ليحاربوا فى صفوف الجيش الإسرائيلى وذلك لموازنة التفوق العددى للجيوش المصرية والسورية والأردنية معا، وأخيرا عضد الأسطول الجوى الأمريكى الجهد الحربى الإسرائيلى بفيض من العتاد الحربى، وبناء على هذه الاعتبارات انقلبت الموازين لصالح إسرائيلى التى تمكنت من إلحاق هزيمة شائنة بالجيوش العربية كانت لإدارة جونسون اليد الطولى فيها بحيث هبط الخط البيانى للعلاقات الأمريكية العربية عشية حرب يونيو 1967 إلى مستوى لم ينحدر إليه
وحول خسائر مصر العسكرية فى حرب 67، نقل هويدى عن كتاب الفريق أول محمد فوزى أن الخسائر بأعداد قوة الطيارين كانت 4% و17% من القوات البرية، وكانت الخسائر فى المعدات 85% فى القوات البرية، وكانت خسائر القوات الجوية من القاذفات الثقيلة أو الخفيفة 100%، و87% من المقاتلات القاذفة والمقاتلات، وكان عدد الشهداء والمفقودين والأسرى هو 13600 عاد منهم 3799 أسيرا من بينهم 481 ضابطا و38 مدنيا والباقى جنود وصف ضابط واتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات مائتا دبابة تقريبا دمر منها 12 دبابة واستشهد منها 60 فردا وتركنا للعدو 188 دبابة !!
القيادة السياسية والعسكرية مسئولة عن هذه النتائج المزرية ولكن مانبحثه الآن هو أننا فى حالة حرب مستمرة مع الولايات المتحدة التى تسلح عدونا وتدعمه سياسيا واقتصاديا .
والخسائر لاتتوقف عند تدمير 80% من الجيش المصرى بل تمتد إلى تدميرمدن خط القناة وتهجير مئات الآلاف من سكانها واحتلال سيناء بأهلها وخيراتها .
نهب مقدرات مصر التعدينية:
عندما احتلت إسرائيل سيناء فى 5 يونيو 1967 ، وقامت بنهب ثروة مصر التعدينية والبترولية وخاصة فى منطقة أبو أرديس ومنطقة بلاعيم والمحاجر فى العريش ، حيث تم نهب معادنها وبترولها، ولم يكتف الأمر بذلك إذ أن جبل المغارة فى شمال سيناء الملىء بالفحم ، تم نهبه كاملة ً، وقد تنعمت إسرائيل بتلك الموارد كمخزون إستراتيجى لها لمدة عشرون عاماً تقريباً بعد نصر أكتوبر 1973 .
4 -– سرقة آثار مصر .
فقد نجحت الحكومة المصرية فى الحصول على 20 ألف قطعة إسرائيلية نهبتها
إسرائيل من تل الفضة وتل أكير بسيناء ، وذلك بعد مفاوضات بدءت من 1987 إلى1993 ، ولكن أن هناك عدد من الأسرائيليين قد تسللوا إلى مخازن تل بسطة الأثرية بالشرقية وقاموا بسرقة 2185 قطعة أثرية فرعونية نادرة تم العثور عليها فى منطقة بئر يوسف التى تم اكتشافها حديثاً فى محاولة منهم لفك رموز الحقبة الزمنية التى عاشها اليهود فى مصر خاصة فى الفترة التى عاصرها موسى ويوسف ، وقد تم تهريب هذه القطع إلى تل أبيب مباشرة عن طريق سيناء ،وقامت بالسرقة الوفود الإسرائيلية التى كانت تأتى لزيارة تلك المنطقة ، بل أن هناك بعثات أمريكية أثرية تتم حالياً فى شمال سيناء وتمولها تل ابيب للبحث والتنقيب عن أثار تعود لحقبة سيدنا موسى، وكذلك في الضبعة بالشرقية فهناك عالم آثار نمساوى يهودى يقوم بالبحث والتنقيب عن نفس الغرض
ومن ملفات هذا العدوان قتل 250 أسير مصرى وفقا لاعترافات بن اليعازر المسئول الصهيونى . وقد كتب كثيرا فى هذا الملف الإجرامى ولم نسمع أى صوت لمنظمات أمريكا المهتمة بحقوق الانسان ولا طبعا أى جهة رسمية . فمهمة أمريكا التستر على كل جرائم اسرائيل .
وهناك تقديرات ترفع عدد الأسرى المغتالين بالمخالفة للقانون الدولى إلى 4 آلاف اسير مصرى . وبعضهم تم دهسه بالدبابات أو تم دفنهم وهم أحياء . بل يرتفع عددهم فى إجالى الحروب مع اسرائيل إلى 50 ألف فى بعض التقديرات .
ونعود مرة أخرى لأهم عنصر وهو بداية التسليح الأمريكى لاسرائيل ، ومن يسلح طرفا يصبح مسئولا مباشرة عن أفعاله واستخداماته لهذا السلاح :
خلال أوائل الستينات، سعت الحكومة الأميركية لإنشاء نظام إقليمي لاتفاق حد التسلح في الشرق الأوسط. المبادرة فقدت قوتها في أوائل عام 1965 بعد أن تكشف ان الولايات المتحدة كانت غير مباشرة توريد الأسلحة إلى إسرائيل عبر ألمانيا الغربية منذ عام 1962 ،بموجب شروط اتفاق سري لعام 1960 لتزويد إسرائيل بلأسلحة قيمتها تصل إلى نحو 80 مليون دولار.ما تبقى من اتفاق تم الوفاء به علنا، وإسرائيل تلقت شحنات دبابات M48 باتون في عام 1965 وألف - 4E طائرة مهاجمة سكاي هوك في عام 1968.
المشروع الاسرائيلى هو نفسه المشروع الأمريكى وقد أوضحت ذلك فى كتابى ( أمريكا طاغوت العصر ) وهو بالمناسبة هو الكتاب الأكثر مبيعا بين كتبى وطبع 3 أو 4 طبعات وهذا ليس إعلانا ، ولكن إشارة لوعى الناس بأن هذا هو الموضوع الرئيسى .
وأكتفى الآن بعرض فكر ليندون جونسون الرئيس الأمريكى فى عهد حرب 1967:
اغتيل الرئيس كيندي في ظروف غامضة، وتولى الرئاسة من بعده ليندون جونسون الذي أعاد السياسة الأميريكية إلى سابق عهدها، حيث لم يتوان عن تقديم كافة الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري لإسرائيل.
وهناك تصريح لجونسون، أدلى به في سبتمبر 1968 أمام جمعية بنات برث (أبناء العهد) ربما يلقي الضوء على أثر الأفكار والتنبؤات التوراتية على سياسته تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.. حيث قال فيه: "إن بعضكم، إن لم يكن كلكم، لديكم روابط عميقة بأرض إسرائيل، مثلي تماماً، لأن إيماني المسيحي ينبع منكم، وقصص التوراة منقوشة في ذاكرتي، تماماً مثل قصص الكفاح البطولي ليهود العصر الحديث، من أجل الخلاص من القهر والاضطهاد".
عندما عبر الرئيس جونسون عن قناعاته الدينية التي تدفعه لدعم إسرائيل، فإنه لم يكن الوحيد الذي ينظر إلى الصراع العربي الإسرائيلي هذه النظرة الدينية، بل إنه كان يعبر عن وجهة نظر عامة سادت الأوساط الشعبية المتدينة في أمريكا، وبالذات بعد الانتصار الإسرائيلي في حرب 1967، حيث ساهم هذا الانتصار إلى حد كبير في تزايد التيار المسيحي البروتستانتي المؤيد لإسرائيل ، باعتبار أن ما حدث على أرض فلسطين ما هو إلا تحقيق لنبوءات توراتية ولمشيئة إلهية.
لهذا لم يكن من المستغرب أن نجد عناوين الكتب والمقالات التي نشرت في أمريكا وبعض الدول الأوروبية، في أعقاب حرب 1967، من هذا الطراز الديني المستمد من النصوص التوراتية، مثل "وانتصروا في اليوم السابع"، "حرب إسرائيل المقدسة"، "عملية السيف البتار"، "داود وجوليات"، "أضربي يا صهيون" وغيرها.
وفي الإطار نفسه، قامت بعض الجماعات الدينية المسيحية، بتوزيع منشورات وكراسات بعناوين مثل، "مستقبل إسرائيل والعالم" و"الخطط المقدسة للتاريخ"، حاولت فيها إظهار انتصار إسرائيل في عام 1967، وكأنه ينبثق عن الإرادة الإلهية، إذ تبر بوعدها لشعب الله المختار، وتقوم باستباق الأحداث لتجعلها مطابقة لما جاء في النصوص الدينية، ونبوءات العهد القديم من الكتاب المقدس. ( سنواصل تاريخ حرب أمريكا على الشعب المصرى بعد 1967 إن شاء الله )
********
بعد ذلك إذا قال لى أحد : لاقبل لنا اليوم بجالوت ( أقصد لا قبل لنا اليوم بأمريكا ) فأقول له أنت تقع فى أحد هذه الخانات واختار ماتريد منها : ضعيف الايمان - ضعيف الإرادة - لاتفهم فى السياسة ( مع استبعاد العملاء فهؤلاء لا أوجه الحديث لهم أصلا ) . ولكن ضعفاء الايمان والإرادة وجهلاء السياسة ليسوا هم الذين يتصدرون المشهد الشعبى الآن : لذلك فإن حديثى موجه أساسا لأهل رابعة والنهضة والمنتفضين فى كل ربوع مصر ضد الطاغوت العسكرى الفرع المحلى لطاغوت العصر ( أمريكا ) .
أحرقوا الأعلام الأمريكية واهتفوا بسقوط أمريكا واسرائيل وأعلنوا جمهورية مصر المستقلة.
لقد طالبت الوزير باسم عودة أن يعيد تشكيل الحكومة الشرعية ، وطالبت رئيس مجلس الشورى بانتظام اجتماعاته ، ومواصلة محاولة الاجتماع فى مقر المجلس الأصلى . وأطالب السيد عماد عبد الغفور أو السيدة بكينام بممارسة مهام الرئاسة . كذلك لابد من اختيار محافظين شعبيين لتنظيم الحياة فى المحافظات . وتشكيل لجان شعبية للأمن فى أى حى أو قرية أو مدينة لايقوم فيها الأمن بواجبه .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.