كان لدى الرئيس الأمريكى جون كيندى الكثير من الحلول والمبادرات لحل مشكلة الصراع العربى الإسرائيلى ولكن جهوده لم تتم بسبب اغتياله، وتحاول دراسة قام بها الباحث إمام محمود غريب كبير معدى البرامج السياسية فى قناة النيل تى فى حول إدارة الرئيس جون كيندى والصراع العربى الإسرائيلى لنيل درجة الدكتوراه - تحاول الدراسة الوصول إلى قراءة متأنية لفترة حكم كيندى والتى أراد خلالها حلاً عادلاً للمشكلة الفلسطينية مما أدى فى النهاية إلى اغتياله. وتجرى الدراسة عملية مراجعة تاريخية لما حدث للمنطقة خلال فترة حكم كيندى ومواقفه الحميدة من القضايا العربية خاصة القضية الجزائرية والقضية الفلسطينية وقد وضحت رؤية كيندى من خلال انتهاجه سياسة معتدلة لقضايا الشرق الأوسط. يعالج الفصل الأول للدراسة سياسة كيندى المعتدلة تجاه الأحداث لخلق تقارب مع مصر أكبر البلدان العربية وزعيمها جمال عبد الناصر ذلك أن كيندى اتجه لبلدان العالم الثالث بسياسة سميث «الآفاق الجديدة» كما تناول الفصل الأول المراسلات بين الزعيمين كيندى وناصر ومحاولات كيندى التقارب مع مصر من خلال زيارات مبعوثية إلى مصر وزيارات مسئولين مصريين لأمريكا ولقد قوبلت هذه السياسة بمعارضة من اللوبى الصهيونى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. هنا بالذات يتوقف الباحث عند طبيعة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية باعتبارها تحالفا طبيعيا وجوديا والباحث يصل بالتحالف الاستراتيجى بين البلدين إلى حملات جماهيرية وعامة ليس بوسع الإدارة الأمريكية أياً كانت أن تتخلص منها أو أن تخفف من وهجها وقوتها لاسيما فيما يتعلق بحفظ الولاياتالمتحدة لأمن إسرائيل ويتناول الفصل الثانى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وتم فيه إلقاء الضوء على الوزراء اليهود فى حكومة كيندى وزيارات المسئولين الإسرائيليين إلى أمريكا خاصة رئيس الوزراء بن جوريون ووزيرة الخارجية جولدا مائير ويسرد الباحث فى هذا الفصل المساعدات الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل وأخيراً يقدم الباحث تقييماً لموقف كيندى من إسرائيل ومحاولة تفنيد مقولة إن كيندى كان مسانداً لإسرائيل. لما كانت قضية اللاجئين الفلسطينيين من أهم قضايا الصراع العربى الإسرائيلى فقد تعين أن يفرد الباحث لها الفصل الثالث وتناول فيه موقف الإدارة الأمريكية فى ذلك الوقت من خلال توضيح دور بعثة جوزيف جونستون وهو الممثل الخاص لبعثة التوفيق من أجل حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وزياراتها لمنطقة الشرق الأوسط وتبيان فشل البعثة فى ظل الرفض العربى والإسرائيلى. يعود الباحث فى الفصل الرابع للحديث عن موقف جون كيندى من تسليح إسرائيل وبرنامجها النووى وتم التركيز فى هذا الفصل على صفقة أسلحة الهوك الشهيرة من أمريكا لإسرائيل والسبب فى تلك الصفقة أنها جاءت من أجل صرف إسرائيل عن التفكير فى برنامجها النووى وتم أيضاً فى نفس الفصل توضيح محاولات إسرائيل لإفشال مهمة العلماء الألمان فى مصر إضافة إلى محاولة خداع البعثات التى أرسلها كيندى إلى إسرائيل للتفتيش على برنامجها النووى فى ديمونة. ويأتى فى خاتمة الرسالة محاولة الباحث إيضاح دور إسرائيل فى اغتيال كيندى حين أصر على التفتيش على مفاعل ديمونة القاتل «لى هارفى أوزولد» كان يهودياً كما يقرر وزير الخارجية المصرى «محمود رياض» ومن قتل «أوزولد» أيضاً «جاك روبنشتاين» كان يهودياً واللجنة التى أمر الرئيس «ليندون جونسون» بتشكيلها للبحث فى اغتيال كيندى كان أغلب أعضائها من اليهود وقد عهد مسئول التجسس فى وكالة الاستخبارات الأمريكية «جيمس إنجلتون» إلى إخفاء كثير من الحقائق عن لجنة تقصى الحقائق.