اتسع نطاق الاحتجاجات على ارتفاع اسعار الوقود التي تشهدها اوروبا لتشمل مزيدا من الدول ومع انضمام الالاف من الصيادين الى الاضراب. ومن المتوقع ان يؤدي اضراب الصيادين في إسبانيا، التي تعد من اكبر البلدان انتاجا للاسماك، الى توقف العمل في قطاع الصيد البحري. وكان سائقو الشاحنات البريطانيون والهولنديون قد شنوا حركة احتجاجية مماثلة هذا الأسبوع. ويعكس الاضراب الغضب من ارتفاع اسعار الوقود بعدما تجاوز سعر برميل النفط 130 دولارا. وتقول النقابات إن ارتفاع سعر الديزل أصبح لا يطاق بعد أن ناهز 300 في المائة خلال خمس سنوات، بينما ظلت أسعار السمك على حالها منذ 20 سنة. وقد تعهدت اللجنة الأوروبية بالمساعدة على إعادة تنظيم صناعة الصيد البحري، لكنها أوضحت أن صرف مساعدات مالية لتعويض الخسارة الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود غير قانوني. كما اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن يفرض الاتحاد الأوروبي حدا أعلى لضريبة القيمة المضافة التي يفرضها على مبيعات الوقود لمساعدة الدول الأعضاء في التعامل مع أسعار النفط المرتفعة.
مسيرة الصيادين ويتوقع أن يتوجه صيادو الأسماك في مسيرة إلى مقر وزارة الزراعة بمدريد حيث سيوزعون عشرون طنا من السمك مجانا على الجمهور في محاولة لجلب الانتباه لأوضاع قطاع الصيد البحري. وتقول نقابات العمال الاسبانية انها ايضا ستقوم بغلق الموانيء بعد يوم من ازاحة الشرطة الفرنسية للصيادين الذين اغلقوا طريق مخازن النفط.
ونقلت وكالة فرانس برس عن احد زعماء نقابات العمال قوله " ينبغي علينا ان نحتشد مثل الفرنسيين واذا كان علينا ان نغلق الموانيء فسنقوم باغلاقها". وقد قامت السلطات الفرنسية بتوزيع مساعدة قدرها 100 يورو مما حدا ببعض الصيادين على العودة للعمل. كما قامت قوات مكافحة الشغب الفرنسية فجر الثلاثاء الماضى بإزاحة المحتجين بالقوة وذلك من امام مخزنين للنفط على ساحل البحر المتوسط. واشتبكت قوات الشرطة اليوم نفسه مع المحتجين الذين قاموا باحراق الاطارات في ميناء لورين. كما قام مئات من المزارعين باغلاق طرق محطات النفط في مدينتي تولوز وديجون. ومن المتوقع ان يضرب 5000 صياد على الاقل في ايطاليا، حسبما اعلنت نقابة العمال الرئيسية في البلاد، في الوقت الذي رفضت فيه الحكومة الايطالية تقديم مساعدات طارئة لصناعة الصيد. كما يعتزم سائقو الحافلات في بلغاريا الاضراب لمدة ساعة يوم الجمعة وذلك في اعقاب الاحتجاجات التي قام بها سائقو الشاحنات الاربعاء. وكانت أسعار النفط، قد شهدت في الاونة الاخيرة ارتفاعات صاروخية وسجلت مستويات قياسية غير مسبوقة، إذ تجاوزت 135 دولارا للبرميل الاسبوع الماضي. وقد ادى ذلك الى ارتفاع اثمان مشتقات النفط من البنزين والديزل خاصة مع خضوع عدد من المصافي في العالم لعمليات صيانة روتينية حالت دون تدفق كميات من المشتقات الى الاسواق.