وجَّه الدكتور محمد سيد طنطاوي- شيخ الأزهر- انتقاداتٍ حادَّةً إلى بينديكت السادس عشر بابا الفاتيكان؛ بسبب تصريحاته المسيئة للإسلام والتي صدرت عنه الأسبوع الماضي خلال محاضرة في تجمُّع ديني ببلدة راتيسبون الألمانية مسقط رأس البابا. وقال شيخ الأزهر يوم أمس الثلاثاء 19 سبتمبر 2006م: إن البابا "سكت دهرًا ونطق كفرًا"، مضيفًا بعد لقاء له مع ممثل الكنيسة الكاثوليكية في مصر الأب يوحنا قلتة أن البابا لم يرفض ما نقله من إساءاتٍ للإسلام وللرسول عليه الصلاة والسلام.
وتابع شيخ الأزهر قائلاً: "كان من الواجب على البابا عندما ذكر هذا الكلام أن يعلِّق عليه وأن يرفضه" مشيرًا إلى أن البابا لم يرفضه ف"يكون في هذه الحالة كأنه هو الذي قاله".
ومن جانبه، ودعا محمد القذافي, نجل الزعيم الليبي معمر القذافي, البابا إلى معرفة حقيقة الإسلام واعتناق الدين الإسلامي. وقال القذافي الابن وهو مدير شركة البريد والاتصالات الليبية في كلمة له مساء الاثنين خلال الاحتفال بتوزيع جوائز المسابقة العالمية لحفظ القرآن التي رعتها شركته "أنا لا أدعو البابا إلى الاعتذار ولكن أدعوه لمعرفة الحقيقة ولاعتناق الدين الإسلامي". وقال "نحن نقول للبابا تعتذر أو لا تعتذر .. فاعتذارك لن ينفعنا وعدم اعتذارك لن يضرنا". وأضاف في كلمته التي نقلها التلفزيون الليبي مباشرة "إذا كان هذا الشخص هو فعلا شخص متعلم وشخص واع لن يقبل أن يكون في مكانه ولو لدقيقة واحدة ولاعتنق الإسلام فورا". وعبر عن امتعاضه من المسلمين الذين ينتظرون اعتذارا أو ينتظرون كلمات من شخص غير مسلم لتريحهم مشددا على ضرورة أن يعتذر المسلمون لدينهم ولضعفهم وعجزهم وان يقهروا هذا العجز بمواجهة من اسماهم بالأعداء ومن يحاول المساس بالدين الإسلامي ونبيه محمد.
وكان بابا الفاتيكان قد قال في كلمة له الأسبوع الماضي في أحد التجمعات الدينية بألمانيا: إن فكرة الله في الدين الإسلامي غايةٌ في السموِّ، زاعمًا أن ذلك يعني أنها لا تتفق مع العقل والمنطق، واقتبس بعض العبارات من مقولات الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني الذي ادَّعى في القرن ال14 الميلادي أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يأتِ إلا "بكل ما هو شرير وغير إنساني".
وقد فجَّرت تلك التصريحاتُ موجةً من الغضب في العالم الإسلامي لم تهدأ، على الرغم من أن بابا الفاتيكان قال خلال عظة الأحد الماضي إن تلك الاقتباسات لا تعبِّر بأي حال من الأحوال عن فكره، ذلك أن البابا أصرَّ على أن الاحتجاجات نتجت عن "سوء فهم" لدى المسلمين، الأمر الذي يعني أنه لم يتراجع عن تصريحاته الأخرى المسيئة، كما لاقت إساءاتُ البابا العديد من الانتقادات من جانب جهات مسيحية لإضرارها بالحوار بين الإسلام والكاثوليكية؛ حيث قالت بعض الشخصيات المسيحية إن تلك التصريحات أعادت الحوار ل"نقطة الصفر".
يُشار إلى أن بابا الفاتيكان له العديد من المواقف التي تعبِّر عن تشدده تجاه الإسلام، ومن بينها إعلانه رفضه دخول تركيا للاتحاد الأوروبي؛ بدعوى الحفاظ على الهوية المسيحية لأوروبا، إلى جانب وصفه أتباع الديانات غير المسيحية أو اليهودية بأنهم "غير المؤمنين".