· من الذى أوصل شباب فى مقتبل العمر إلى اليأس والاضطراب بدلا من اقامة دعائم الأمة؟! · الشباب المصرى خير أجناد الأرض لو وجد قواعد عادلة وقيادات وطنية واعية.. · ملتقى" التطوع انتماء وتنمية" نموذج للمشاركة العلمية الجادة التى تحتاج إلى تفعيل.. · المجتمع فى حاجة إلى تفعيل طاقات الشباب فى إطار قيم ومبادئ على القماش لعل أخطر ما فى أحداث المحلة ما جاء فى تصريحات المسئولين: إن الذين قاموا بالمظاهرات والاحتجاجات وما صاحبها من حرائق واعتداءات ليسوا عمال المحلة بل هم شباب فى بداية العشرينات من سائقى" التوك توك" والطلاب الحرفيين وغيرهم.. وفى تقديرنا أنه لو كان الذين قاموا بالمظاهرات عمال المحلة( ونحن نعتقد أن بعضهم شارك فى المظاهرات بعد أن تقدموا بطلبات مشروعة للحكومة لم نجد سوى مماطلة وتسويق وتجاهل ولكننا نفترض صحة تصريحات المسئولين!) لكان الأمر أقل خطورة رغم تأثير هذا على الإنتاج والمعدات وغيرها.. إذ إن مشكلات العمال يمكن حلها من خلال لقائات والاستجابة لمطالبهم خاصة إنها عادة ما تكون مطالب معقولة ومشروعة.. مع ملاحظة أنه لم يعد هناك تجمعات عمالية بعد" الخصخصة" و" تحزيم" النقابات العمالية عن طريق تزوير الانتخابات من المنبع أى بوضع عراقيل أمام المرشحين غير المرغوب فيهم من البداية فيتم منعهم من خوص الانتخابات من الأساس وهو أسلوب انتهجته الحكومة التى تدعى الديمقراطية خاصة فى انتخابات المجالس المحلية وربما يتم تعميها فى مواقع أخرى! فيرضى صحة التصريحات بأن القائمين بالمظاهرات والاحتجاجات والحرائق والاعتداءات هم شباب فى بداية العشرينات فإن الأمر خطير للغاية لأنه يعنى ببساطة ووضوح أن الشباب فى هذا السن والمفترض فيه أن تقام دعائم الأمة على سواعده شباب يائس وتائه ومضطرب وهو ما يريده أعداء الوطن.. وهذه الصفات إن كانت تضر بالأفراد وبالوطن على المستوى القومى فإنها تهدد الحكومة والنظام وأن المواجهة الأمنية أشد حظرا إذ يجب بحث الأمر من خلال نظرة علمية يتصدرها علماء الاجتماع والنفس والاقتصاد ومنظمات العمل المدنى وليس من خلال الاعتقالات مثلما حدث مع" الشابة" سارة والتى كان يجب الإفراج عنها واعتقال من أوصلوا الشباب إلى هذه الحالة!.. إن الشباب المصرى بخير حتى مع اليأس بل ومع تأثير الإعلام غير الهادف وبالأدق الهادف لضياعه وميوعته خوفا من" شيخ" الانحراط فى الدين" والانصياح" لجندات الضرب بأنمه سيتحول إلى إرهاب أو" أجندات" الحكومة بأنه سينضم لجماعات إسلامية غير مرخص لها..مع هذا كله هو شباب من خير أجناد الأرض لو وجد من يوجهه.. وحتى مع أبسط الأمثلة فيما حدث فى الدورة الافريقية لكرة القدم شاهدنا شباب يؤدى مباريات بحماس وأداء جيد عندما وجد مدرب وقائد جيد واختيار مبنى على الكفاءة وحدها وهى صفات يمكن أن تقود الشباب المصرى فى أى وقت للنجاح والتفوق على كل أمم الأرض وكأنهم يبحثون عن أمل ومشروع قومى.. ومن هنا يجب التصدى للفساد الحكومى والأهلى وما صاحبه من نشر المحسوبية و" الواسطة" فى كافة المواقع فانتشر النفاق وتوارت المواهب وهو ما يولد الاحتقان ويهدد أمن الوطن بأكمله.. وعلى الجانب الآخر أو فى الوقت نفسه يجب الاحتفاء بالندوات العلمية الجادة التى تهدف حقيقة وليس من أجل" الشو" والمظهر و" البروبجندا" بالمساهمة فى حل مشكلات الشباب.. ومن هذه الندوات الجادة المنتدى الذى حمل عنوان" التطوع انتماء وتنمية" الذى أقامه لجنة التطوع بالاتحاد العام للجمعيات الأهلية والمعهد العالى للخدمة الاجتماعية بالقاهرة برئاسة د. اقبال السمالوطى وهى رائدة مشهود لها بالخلق والكفاءة والنزاهة وقد عملت مستشارة لعدد من المحافظين والوزراء دون أجر مقابل واشترطت أن يشمل قرار العمل تنازلها عن مكافآتها المالية بناء على رغبتها وهو نموذج نتمنى أن ينتقل إلى لجان المجاملات" وشيلنى واشيلك" " ونص أنا ونص انت" التى استشرت فى كافة المواقع على حساب ميزانية اللدولة المستباحة والمطحونة.. وحسنا أن شارك فى المؤتمر عدد من منظمات العمل المدنى والجمعيات الأهلية ومئات الشباب خاصة من طلاب المعهد وكذلك المسئولين المختصين بما تتناوله محاور برنامج المنتدى وأهدافه.. فمنتدى أو ملتقى التطوع أكد على عدة أمور استراتيجية منها: مواجهة التحديات الانمائية وقيمة الشراكةة وقيمة مشاركة الشباب خاصة من خريجى المعهد ومردود العمل التطوعى على الوطن بأكمله ووضع هذه الرؤية من خلال حفز الجهود التطوعية وتفعيلها ومشاركة المجتمع المدنى مع الدولة والطلاب لتحقيق أوسع مشاركة لمواجهة التحديات والتى تتضمن مكافحة الفقر وتطوير التعليم وتحسينه ودعم الخدمات الصحية ودور المرأة ومشاركتها وهذه التعبئة التطوعية ليست من أجل العمل الخيرى فقط مع التقدير ولكن لتحقيق أكبر قدر من التنمية. أما عن أهداف الملتقى فمنها عرض ومناقشة دراسة اتجاهات الشباب نحو التطوع وقد لوحظ مشاركةة واسعة للطالبات.. وبدء انشاء ملتقى للمتطوعين بالمعهد لدعم رسالة التطوع بالاتحاد العام.. وعرض نماذج رائدة فى مجال تحفير الشباب والنشىء وتعزيز روح الوطنية وتعميق روح الانتماء لمواجهة الخطر داخليا وخارجيا.. وعمل علاقات تعاون مع مئات المؤسسات الأهلية ومشروعات مع جهات داخلية مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى ووزارة الصحة وهيئات الشباب والطفولة والمرأة وغيرها.. وكذلك التعاون مع جهات خارجية مثل برنامج الأممالمتحدة للمتطوعين ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة( اليوتسيف) وغيرها وكلها تسعى لتحقيق أدوار للملتقى كدور رائد وابتكاء ينبع من احتياجات المجتمع المحلى وإنشاء أنشطة ومشروعات جديدة تتسم بالمرأة وكذلك دور مكمل من خلال القيام بخدمات تسد الثغرات الموجودة فى الخدمات الحكومية والبعد عن البيروقراطية والتلائم مع الموقف والمجتمع فى مشروعات تتناول مجالات الثقافة والتوعية والرعاية الاجتماعية والبيئية والتدريب والتعليم والصحة والإغاثة وغيرها.. وبالطبع تحقيق هذه الأهداف وأداء الأدوار والمشاركة الفعالة فى المشروعات تطلب صفات للمتطوعين( خاصة من الطلاب) منها النضج العقلى وسلامة التفكير وتقدير عواقب الأمور وكذلك النضج الإنفعالى والمتمثل فى قدرة الفرد على اشباع حاجته الانفعالية دون أن يجعلها تتخلل حياة اآخرين والنضج الزمنى للمرحلة العمرية للمتطوع والبصيرة اللإجتماعية بعمق النظر للتعامل مع المشكلات الاجتماعية قبل تفاقهما والرغبة فى عمل يستهدف غاية وقدرة المحافظة على صلات ديمقراطية من خلال توجيه المتطوع للناس دون استقطاب فئة على حساب فئات أخرى.. إن المجتمع فى حاجة ماسة إلى المشاركة الشعبية الإيجابية وإلى تفصيل طاقات الشباب فى إطار قيم ومبادئ.. وهذا فى تقديرنا مشروع قومى وطنى قبل أن نلوم الشباب اليائس وتكتفى الحكومة بالحل الأمنى من خلال القبض عليهم وملاحقاتهم والاعتقالات!..