حذَّر باتريك بوكانان الذي عمل مستشارًا رفيعًا لثلاثة رؤساء أمريكيين سابقين من أن الولاياتالمتحدة ترتكب نفس "الأخطاء الفادحة" التي ارتكبها الساسة البريطانيون في القرن الماضي، والتي أدَّت إلى قيام الحربين العالميتين وانهيار الإمبراطورية البريطانية. وأكد بوكانان أنه لا يوجد خطأ فادح واحد بالكاد للإمبراطورية البريطانية لم تكرره الولاياتالمتحدة. وفي كتابه الذي صدر مؤخرًا تحت عنوان "تشرشل وهتلر والحروب غير الضرورية عدّد بوكانان بعض الأمور التي اعتبرها أخطاء فادحة ارتكبها الساسة البريطانيون وأدت إلى حدوث الحربين العالميتين، وبالتالي انهيار الإمبراطورية البريطانية. ومن بين هذه الأمور القرار السري الذي اتخذته مجموعة صغيرة داخل مجلس الوزراء البريطاني في عام 1906م بالدخول في حرب ضد ألمانيا في حال قيام الأخيرة بغزو فرنسا. واعتبر المؤلف أيضًا أن معاهدة فرساي (1920) كانت خطأً فادحًا أيضًا؛ وذلك بسبب استبعادها ألمانيا وفرضها بنودًا انتقامية على ألمانيا المهزومة في الحرب العالمية الأولى، وهو ما دفع الألمان إلى الاستجابة لتطرف أدولف هتلر. ومن هذه الأخطاء أيضًا، كما يقول الكتاب، العقوبات التي فرضتها بريطانيا في عام 1935 على إيطاليا، والتي دفعت الأخيرة إلى الانضمام إلى دول المحور مع هتلر. جدير بالذكر أن (باتريك بوكانان) شارك مرتين في الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري للحصول على ترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة في عامي 1992 و1996م.