أكد مستشار أمريكي عمل مع ثلاثة رؤساء سابقين أن الولاياتالمتحدة دخلت مرحلة من "تدمير الذات"، وتقترف نفس الأخطاء التي اقترفتها الإمبراطورية البريطانية وأدت لنهايتها. وقال باتريك بوكانان في كتابه "تشرشل وهتلر والحروب غير الضرورية" والذي من المتوقع صدوره بالولاياتالمتحدة في ال 27 من الشهر الجاري إن الولاياتالمتحدة ترتكب نفس الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الساسة البريطانيين القرن الماضي، وأدت لقيام الحربين العالميتين وانهيار الإمبراطورية البريطانية. ويصف الكتاب الذي من المتوقع ان يغضب المحافظين في الحزب الجمهوري، كيف أن الغرور والكبرياء وتدليس الحقائق أدت الى سقوط الإمبراطورية البريطانية والغرب في تلك الحربين, ويبين الكتاب أن الحربين العالميتين اللتين دمرتا الحضارة الأوروبية بدأت عندما أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا ومن ثم جرت إليها حلفاؤها، مشيرًا إلى أن هذا كان خطأ استراتيجيًا لا مثيل له في التاريخ، ونتج عنه أن خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية مجرد تابع لأمريكا بعد أن كانت إمبراطورية. ويقول المؤلف إن تشرشل هو أول من خرق بشكل متعمد القاعدة الأساسية بالحرب المتحضرة، والتي تنص على عدم استهداف المدنيين، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة اعتمدت بسرعة تلك السياسة، وبلغت ذروتها عندما هاجمت هيروشيما وناجازاكي بالأسلحة النووية مما أدى لمقتل الآلاف، فيما ارتكبت مجازر عديدة بين المدنيين بفيتنام، وما زالت تمارس قتل المدنيين بحروبها اليوم الأربعاء بالعراق وأفغانستان. ويشكك المؤلف في الأسطورة الأمريكية التي تقول إن "الجيل العظيم" من الأمريكيين أنقذ العالم من النازية، حيث يقول إن حقيقة الأمر هي أن غزو نورماندي في يونيو 1944 لعب دور بسيط ، إن وجد بهزيمة ألمانيا", وأوضح أنه بنهاية العام 1942 كان هتلر قد خسر الحرب في ستالينغراد أي قبل أن يصل أي جندي أمريكي، وكل ما فعله الجنود الأمريكان بنورماندي كان منع الجيش الأحمر من اجتياح أوروبا. ورغم أن المؤلف كان يتحدث عن كيفية تدمير البريطانيين لأنفسهم ، إلا انه ربط ذلك بالسياسة التي تسير عليها الولاياتالمتحدة حاليا، حيث يبين في ختام الكتاب كيف أن حكومة بوش أخلت بالسياسات السليمة التي سار عليها الرؤساء منذ رونالد ريجان، ويكرر "حماقات" تدمير الذات التي سارت عليها بريطانيا، حيث يوضح بشكل مفصل أن الولاياتالمتحدة تقترف نفس الأخطاء التي اقترفتها بريطانيا "ولا يكاد يوجد خطأ لم نكرره".