الفاخورة والداية والأنوروا.. مجازر شاهدة على إجرام الصهاينة

تصاعدت حدة عمليات القصف والعدوان التي نفذتها قوات الاحتلال خلال اليوم الحادي عشر للعدوان (6-1-2009)، وكان سقوط عشرات المدنيين الأبرياء شهداء وجرحى، وخاصة المهجرين من منازلهم إلى مراكز الإيواء، أبرز معالم ذاك اليوم.

الفاخورة تشهد على المجزرة

وكان من أبرز المجازر التي اقترفها الاحتلال خلال ذلك اليوم، ما بت يعرف بمجزرة الفاخورة، عندما قصفت في حوالي الساعة 3:35 مساءً، قصفت الدبابات الحربية لقوات الاحتلال الصهيوني المتمركزة في منطقة التوغل شرق جباليا، أربع قذائف مدفعية باتجاه مخيم جباليا، سقطت إحداها في فناء منزل المواطن سمير شفيق ديب، 43 عاماً، أدت إلى استشهاد 13 من سكان المنزل، بينهم المواطن المذكور والدته، شمة سالم ذيب، 65 عاماً؛ وثلاثة من أنجاله، وهم عصام، 13 عاماً؛ محمد، 24 عاماً؛ وفاطمة، 23 عاماً، وخمسة من أنجال شقيقه معين، وهم: نور، 3 اعوام؛ مصطفى، 12 عاماً؛ محمد 17 عاماً؛ أسيل، 10 أعوام، بالإضافة إلى زوجة معين وهي المواطنة آمال مطر ديب، 34 عاماً.

كما أطلقت القوات الحربية المحتلة عدة قذائف في محيط مدرسة الفاخورة، من الناحية الجنوبية الغربية، والتي نزح إليها عشرات العائلات من مناطق سكناها في بيت لاهيا، ما أدى إلى استشهاد 32 مواطناً، بينهم ثمانية أطفال . وكان من بين الشهداء شقيقان، وأب ونجله كما أصيب في هذه الجريمة 11 مواطناً، كان من بينهم مصابون بجراح خطيرة.

مدارس الأنروا تحت الضرب

استهداف مراكز الإيواء بشكل مباشر كان بدأ فجراً عند الساعة 1:00 عندما قصفت طائرة حربية للاحتلال بصاروخ مدرسة تابعة للأنروا في مخيم الشاطئ، في طريقهم لجلب مياه للشرب لذويهم. وهم من العائلات التي كانت قد نزحت عن مناطق سكناها إلى مدارس الوكالة. أسفر القصف عن استشهاد ثلاثة منهم، وهم: عبد سمير السلطان، 17 عاماً؛ حسين محمود السلطان، 24 عاماً؛ وروحي جمال السلطان، 26 عاماً.

وفي نفس التوقيت كانت طائرات أخرى تستهدف منزل المواطن / عبد الله أحمد قدورة صالح الكائن فى معسكر جباليا مما إلى استشهاد 4 من أفراد العائلة بينهم المذكور وزوجته وابنته وزوجة ابنه إبراهيم كما و أدى القصف إلى إصابة 4 من و تدمير المنزل تدمير كلى .

عائلة الداية : إبادة عائلة

وعلى نفس منوال تدمير المنازل على قاطنيها وارتكاب مجازر بشعة أقدمت طائرات الاحتلال في حوالي الساعة 6:00 صباحاً، على قصف منزل مكون من 4 طوابق في حي الزيتون، شرقي غزة يعود لعائلة الداية. أسفر ذلك عن استشهاد 22 من سكان المنزل، هم صاحب المنزل صاحب المنزل فايز مصباح الداية، 59 عاماً، وأبناءه وزوجاتهم وأحفاده .

توسيع العدوان البري

وفي إطار توسيعها لدائرة العدوان على قطاع غزة، اندفعت قوات الاحتلال الصهيوني في توغلها البري من المحور الجنوبي لقطاع غزة . وقد باشرت منذ ساعات فجر ذلك اليوم بالتوغل في جنوب القطاع، معززة بعدد من الدبابات والجرافات شرق منطقة القرارة، الزنة، عبسان الجديدة وخزاعة، وسط قصف مدفعي عنيف جداً . وقامت الجرافات العسكرية العملاقة والدبابات الحربية، تساندها الطائرات من الجو، بعمليات تجريف طالت نحو 30 منزلاً، ودمرتها كلياً أو جزئياً، في حي أبو طعيمة في المنطقة . وفي دير البلحقتلت قوات الاحتلال الصهيوني مجموعة من أفراد المقاومة، شمال غرب معسكر دير البلح، حين اشتبك المقاومون مع أفراد مجموعة من القوات الخاصة المحتلة، تساندها الطائرات جواً والزوارق البحرية .أسفر ذلك عن استشهاد عشرة مواطنين، وإصابة عشرة آخرين بجراح .

وقد بدا واضحاً أن جنود الاحتلال تعمدوا إيقاع ضحايا في صفوف المدنيين بكل الطرق، بما فيها استهداف الطواقم الطبية العاملة في الميدان، ما أوقع العديد منهم بين شهداء وجرحى . وفي المقابل استمرت مظاهر إطلاق النار الكثيف والعشوائي من قبل قوات الاحتلال على المواطنين وهم داخل منازلهم، أو قصفها بطائرات اف 16 ، أو إطلاق الصواريخ على كل منيتحرك في الشارع، أو إطلاق وابل من القذائف المدفعية باتجاههم أينما كانوا . وباتت جميع مناطق قطاع غزة بدون استثناء تحت مرمى النيران، بما فيها مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والأسواق المركزية والأحياءالسكنية والمساجد . وخلف ذلك ارتفاعاً مضاعفاً في أعداد الضحايا من المدنيين الأبرياء العزل، وقتل العديد من العائلات في مناطق مختلفة من القطاع، وفي مشاهد مرعبة لأحداث قتل وإعدامات ميدانية وهدم بيوت على رؤوس قاطنيها . وبلغ الأمر ذروته باحتجاز القوات الحربية المحتلة للأحياء والأموات من المدنيين معاً في غرف مغلقة، حرمت خلالها السكان من حقها في الحصول على أدنى مقومات الحياة والبقاء، بما في ذلك الغذاء، مياه الشرب والدواء .

حصيلة الشهداء :

بلغت حصيلة الشهداء لهذا اليوم 118 من المواطنين، من بينهم 106 مدنيين، ومنهم 41 طفلاً و 21 امرأة . ومن بين الشهداء كان 7 مواطنين آخرين متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها خلال الأيام السابقة من العدوان على القطاع .

عمليات ومفاجآت

تمكن المجاهد القسامي الشهيد محمد بشير خضر، من الاشتباك مع قوة خاصة صهيونية شرق جباليا ) وتمكن من قتل عدد منهم واستولى على سلاح أحدهم ومن ثم قام بالانسحاب إلى أحد المنازل، وبعد ذلك انقطاع الاتصال به حيث قامت الطائرات بقصف المنزل الذي لجأ إليه المجاهد ليلقى الله شهيداً .

كما تمكن مجاهدو القسام من استهداف (10) جنود بإطلاق نار مباشر وبعضها بالقنص ، فيما نفذت كتائب القسام عملية قنصلجندي يعتلي دبابة شمال القطاع وتم تصوير العملية وعرض التصوير على وسائل الإعلام .

واستمر إطلاق الصواريخ، حيث نجحت كتائب القسام في إطلاق (16) صاروخاً من طراز " قسام " و (4) صواريخ " غراد " ، و (17) قذيفة هاون وقذيفتي RBG.
أما سرايا القدس، فأعلنت عن قصف كل من مغتصبات "سديروت، وعسقلان، وكفار عزا، وبيئري" بثلاثة عشر صاروخاً من طراز "قدس"، فيما أعلنت كتائب أبو علي مصطفى عن
إطلاق 4 صواريخ، و3 قذائف على المغتصبات، مما أدى لاشتعال حرائق وإصابات في صفوف العدو.

بدورها أعلنت كتائب شهداء الأقصى "مجموعات الشهيد أيمن جودة" عن إطلاق خمسة صواريخ من طراز "أقصى 3 المطور" صوب مغتصبات الاحتلال، كما قصفت مبنى المخابرات الصهيونية في كسوفيم بأربع قذائف هاون، بينما أعلنت ألوية الناصر عن إطلاق صاروخين "ناصر2" وقذيفتي هاون على تجمع آليات جيش الاحتلال في موقع "كسوفيم" العسكري. كما أعلنت عن وقوع اشتباك مسلح بين عناصر الألوية، وقوات خاصة بحرية على شاطئ دير البلح.

بيان خسائر العدو :
-
القسام يقتل (3) جنود صهاينة ويصيب (9) آخرين .