مع حلول اليوم الخامس للعدوان (31-12-2008)، تأكد للعالم أن الكيان الصهيوني أصيب بحالة من الجنون والسادية عبر أهدافه التي بات يستبيحها، ففي هذا اليوم طال العدوان بشكل مباشر طاقماً طبياً ليرتقي منه الشهداء والجرحى، وكان جميع من ارتقوا خلال اليوم من المدنيين، في تعميق لفشل الاحتلال العسكري والاستخباري في القضاء على المقاومة التي استمرت في إطلاق الصواريخ لتدك بلدات ومغتصبات الاحتلال. استهداف مباشر لطاقم طبي
واستهل هذا اليوم بغارة عند الساعة 12:30 فجراً بقصف جوي صهيوني مباشر لسيارة إسعاف، تابعة لوزارة الصحة خلال قيامها بمحاولة إجلاء الشهداء والجرحى في إحدى الغارات الليلية في منطقة تلة الريس، شرقي مدينة غزة، وذلك في تطور خطير للعدوان.
وأسفر هذا الاستهداف عن استشهاد المسعف محمد سعيد أبو حصيرة 21 عاماً، والطبيب إيهاب عمر المدهون 35 عاماً، وإصابة سائق الإسعاف حشمت عجور 30 عاماً، بجراح خطيرة .
وفي ذات اليوم، وسعت قوات الاحتلال دائرة استهدافها للمباني الحكومية في غزة، فطالت مبنى قصر الحاكم في شارع شارل ديغول، بالقرب من مجمع أنصار وسط مدينة غزة، وقد أدى القصف إلى تدميره كلياً. كما طال القصف في ذات اليوم مبنى وزارة العدل في حي تل الهوى في مدينة غزة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، حيث ألحقت أضراراً جسيمة بمبنى وزارة التربية والتعليم المجاورة لها. كما طال القصف مبنى المجلس التشريعي الفلسطيني (الجديد)، الواقع في شارع عمر المختار في مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
المنازل هدف مستمر في الشمال
أما في الشمال فاستمر استهداف المنازل؛ فقصفت منزل المواطن يوسف النجمة في منطقة التوام غرب جباليا وتدميره بالكامل وإلحاق أضرار جزئية بالمنازل المجاورة، واستهداف منزل المواطن جمعة علوش بالقرب من المسجد عمر وسط بلدة بيت حانون, واستشهاد المواطنة فاطمة علوش 65, عاما وإصابة 3 أطفال من العائلة.
الجنون الصهيوني يطال عيادة وعربة كارو في خان يونس
وبدا في هذا اليوم بالفعل أن الاحتلال أصيب بالجنون، فقد استهدف الاحتلال عيادة قيزان النجار الخيرية جنوب خان يونس وتدميرها بالكامل, وقصفت طائرات الاحتلال عربة كارو يجرها حمار في منطقة بني سهيلا في خان يونس ما أدى إلى استشهاد مواطنين كانا يحملان أمتعة عليها، كما قصفت منزل القائد في كتائب القسام، رافع سلامة في حي الأمل -غرب مدينة خان يونس "مرتين", وإلحاق أضرار جسيمة بمنزلين مجاورين وإصابة مواطن تصادف وجوده في المنطقة ساعة القصف. كما قصفت محل صرافة تعود ملكيته للمواطن عماد الخزندار وسط مدينة خان يونس وتدميره بالكامل وإلحاق أضرار بالمحلات المجاورة، وورشة حدادة في شارع الهلال القديم في حي الأمل غرب خان يونس وتدميرها بالكامل, وإصابة مواطنين بجروح.
المنتزهات تحت النار
وفي رفح دمرت غارات الاحتلال ثلاثة منازل لقادة من القسام، فيما جرى استهداف منتزه النجمة في مخيم الشابورة شمال مدينة رفح ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة 48 آخرين, بينهم 15 طفل و15 سيدة, وتضرر للمنازل المجاورة ما بين ضرر كلي وجزئي. واستمر استهداف الأنفاق على امتداد الحدود المصرية بالقنابل الارتجاجية وإلحاق أضرار بالمنازل الواقعة على الشريط الحدودي.
حصيلة الشهداء
وقد بلغت حصيلة الشهداء في صفوف المواطنين لهذا اليوم 12 شهيداً جميعهم مدنيون، من بينهم 4 أطفال، وامرأتان. ومن بين الشهداء 3 متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها في أوقات سابقة خلال العدوان على قطاع غزة.
عمليات ومفاجآت
نجحت كتائب القسام في استهداف بلدات العدو ب (58) صاروخاً وقذيفةً، لتصيب الاحتلال واستخباراته بالإحباط بعد أن روجت أن تقليص كثافة النيران القسامية في اليوم السابق مؤشر على نجاح ضرباتها؛ فجاء الرد عملياً بكثافة نيرانية وتوسيع لدائرة الاستهداف.
وأطلقت كتائب القسام (32) صاروخاً من طراز "قسام", و (14) صاروخ "غراد", و (12) قذيفة هاون، وكان اللافت أن الصواريخ طالت معظم المدن الصهيونية (داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948) التي تقع في دائرة (40) كلم حول قطاع غزة. وفي هذا اليوم سقطت صواريخ الغراد لأول مرة في قلب مدينة بئر السبع المحتلة؛ وبذلك دخل أكثر من مليون صهيوني في دائرة النار.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس، عن قصف مغتصبات صهيونية ب"23 صاروخاً" من طراز "قدس"، وتفجير عبوتين ناسفتين مضادتين للأفراد في قوة صهيونية خاصة، فيما أعلنت كتائب أبو علي مصطفى، عن استهداف 11 موقعاً ومغتصبة صهيونية ب"11 صاروخا"، ومهبطا للطيران وموقعا للمدفعية شرق جحر الديك بقذائف الهاون.
كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى، عن استهدفت مغتصبتين صهيونيتين بثلاثة صواريخ، كما أعلنت ألوية الناصر، إطلاق سبعة صواريخ على أربعة مواقع صهيونية.
خسائر العدو
ونتيجة لهذه الضربات اعترف العدو بسقوط صواريخ الغراد على مدرسة في بئر السبع مما ألحق دماراً كبيراً في المكان، كما ضربت صواريخ القسام شارع (6) الرئيسي الرابط بين كريات ملاخي وعسقلان مما شل الحركة المرورية، فيما سقطت الصواريخ القسامية على مدينة المجدل أثناء زيارة الرئيس الصهيوني لها مما اضطره للنزول للملاجئ.