رأت مجلة "فرونت بيدج" الأمريكية أن إدارة الرئيس باراك أوباما لن تسير على خطى الحكومة الانقلابية في مصر في اتخاذ مثل هذا الإجراء حيال الجماعة حتى ولو كانت معايير الإرهاب تنطبق عليها. وقالت المجلة أن إعلان الحكومة المصرية جاء لاتهام جماعة الإخوان بالمسئولية عن التفجير بسيارة مفخخة الذي استهدف مقر مديرية أمن الدقهلية في المنصورة يوم الثلاثاء الماضي، وذلك برغم عدم وجود أية أدلة تثبت تورط الإخوان في تنفيذ هذا التفجير، ولاسيما أن جماعة تطلق على نفسها "أنصار بيت المقدس" أعلنت مسئوليتها عنه. وأضافت أنه ليس هناك أي مجال على الإطلاق لأن تتخذ وزارة الخارجية الأمريكية قرارا بإدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، حتى وإن كانت تنطبق عليها معايير الجماعات الإرهابية، متوقعة أن تقوم إدارة أوباما في وقت لاحق بإدانة قرار الحكومة المصرية في هذا الصدد. واتهمت المجلة الإدارة الأمريكية بالسباحة ضد التيار السائد في المنطقة، وهو مناهضة جماعة الإخوان (حسب قولها)، حيث قالت إن إدارة أوباما فضلت الوقوف في صف الإخوان، وهو ما سيتسبب في ارتماء العالم العربي في أحضان روسيا بعد نبذ الولاياتالمتحدة ، على حد تعبير المجلة. ونقلت المجلة عن وزارة الخارجية الأمريكية قولها إن هناك ثلاثة معايير لإدراج أي جماعة في قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية، حيث اعتبرت المجلة أن هذه المعايير تنطبق بالفعل على جماعة الإخوان، ومع ذلك توقعت عدم إقدام واشنطن على وصف الإخوان بالإرهاب. ومضت الصحيفة في تعديد هذه المعايير، وأولها أن تكون المنظمة المذكورة "أجنبية"، موضحة أن هذا الشرط ينطبق بالفعل على جماعة الإخوان باعتبارها أجنبية بالنسبة للولايات المتحدة، فهي جماعة مصرية في الأساس امتدت إلى تونس، وباتت تركيا محورها الإقليمي، وتستضيف قطر بعض قياداتها. وأضافت أن المعيار الثاني هو أن تشكل المنظمة تهديدا للمواطنين الأمريكيين أو للأمن القومي أو الاقتصاد الأمريكي، معتبرة في ذات السياق أن هذا المعيار ينطبق هو الآخر على الإخوان، حيث أن الجماعة تتطلع للخلافة الإسلامية (حسب قول المجلة). لا يدع ذلك مجالا للشك في أن الجماعة تهدد الأمن القومي الأمريكي، كما أن الجماعة ترحب بالهجمات ضد الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان، وتدعم حركة "حماس" وغيرها من المنظمات المدرجة بالفعل كمنظمات إرهابية في الولاياتالمتحدة، بحسب المجلة. أما المعيار الثالث - وفقا للمجلة - فهو ثبوت تورط المنظمة المراد إدراجها في قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية في أعمال إرهابية أو السعي امتلاك القدرات على ارتكاب أعمال إرهابية أو ثبوت نيتها في تنفيذها، معلقة بقولها إن إثبات ذلك على جماعة الإخوان في غاية السهولة. وتابعت القول إن "حركة حماس مدرجة بالفعل في قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية لدى واشنطن، وحماس تعد في الأصل الجناح الفلسطيني لجماعة الإخوان، وبالتالي فجماعة الإخوان متورطة في أي أعمال إرهابية ترتكبها حماس" (وفق المجلة). واستطردت "قد يزعم المدافعون عن جماعة الإخوان أنها غير مسئولة تنفيذيا عن إرهاب حماس ..وأن ارتباطها بحماس هو ارتباط فكري وحسب .. لكن ذلك خطأ .. فعلى سبيل المثال، قامت وزارة الخزانة الأمريكية بإدراج أحد الكيانات كمنظمة إرهابية لمجرد أنه يمول حماس." وخلصت الصحيفة إلى القول إن جماعة الإخوان تنطبق عليها معايير الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، لكن هناك أسباب لئلا تتخذ إدراة أوباما قرارا بإدراجها بالقائمة، زاعمة أن هناك "لوبي" إخواني له نفوذ سياسي هائل في واشنطن، علاوة على أن إدراجها كمنظمة إرهابية قد يتسبب في فوضى وارتباك. وأضافت أن ذلك سيتطلب القيام بعمليات أمنية على عشرات المساجد في الولاياتالمتحدة، وقد يتم إغلاق العديد من المنظمات الإسلامية أو إحالتها للتحقيق، مما سيعلي أصوات الشجب والإدانة ضد "الإسلاموفوبيا" (الخوف المرضي من الإسلام) المنتشرة في الغرب. وقالت المجلة إن جهاز جماعة الإخوان سيقود حملة لمناهضة الولاياتالمتحدة، وقد يدفع ذلك الممتنعين عن العنف إلى إعادة النظر في الأمر، وقد يثير غضب الحكومات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، ولاسيما من جانب قطر (التي تعد حليفا للولايات المتحدة) وتركيا (التي تعد عضوا بحلف شمال الأطلسي). واختتمت المجلة بالقول إن جميع هذه الأعذار ليست مقبولة، فإذا كانت هناك جماعة إرهابية تجب معاملتها على هذا الأساس دون النظر بعين الاعتبار إلى أية مواءمات.