فلاديفوستوك (روسيا) (رويترز) - قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة إن الولاياتالمتحدة بصدد إدراج شبكة حقاني التي مقرها باكستان في قائمة المنظمات الإرهابية. ومن شأن ذلك أن يفرض عقوبات على الجماعة المتهمة بشن هجمات كبيرة في أفغانستان وان يزيد الضغط على حكومة باكستان. وقالت كلينتون في بيان إنها أبلغت الكونجرس الأمريكي أنها ستصنف شبكة حقاني كمنظمة ارهابية أجنبية وهو ما سيخضع الجماعة وأعضاءها لعقوبات إضافية تشمل تجميد الأصول. واضافت كلينتون -التي تزور فلاديفوستوك في روسيا لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي- قائلة "نواصل أيضا حملة الضغط الدبلوماسي والعسكري والمخابراتي القوية على الشبكة مما يظهر تصميم الولاياتالمتحدة على تجريد المنظمة من القدرة على شن هجمات عنيفة." وشبكة حقاني -التي تنتمي لقبائل البشتون ولها معاقل في جنوب شرق افغانستان وعبر الحدود في باكستان- متهمة بشن هجمات كبيرة في أفغانستان بما في ذلك هجوم على السفارة الامريكية في كابول. وتتهم الولاياتالمتحدة جهاز المخابرات الباكستاني بدعم شبكة حقاني في أفغانستان بهدف كسب النفوذ في مواجهة النفوذ المتزايد للهند. وتنفي باكستان هذه المزاعم. لكن مسألة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية كانت محل جدل محتدم داخل حكومة الرئيس باراك أوباما حيث يقول بعض المسؤولين إنه لن يكون له أثر حقيقي يذكر لكنه يهدد بانتكاس جهود المصالحة الافغانية. وقالت وزارة الخارجية إن كلينتون وقعت التقرير إلى الكونجرس يوم الجمعة في بروناي مقررة أن الشبكة تنطبق عليها معايير التصنيف كمنظمة إرهابية أجنبية. وقال مسؤول أمريكي إن التصنيف الرسمي سيتم في الايام القادمة. وسيؤدي وصف الشبكة رسميا بانها منظمة ارهابية اجنبية الى تصعيد الضغوط على الحكومة الباكستانية الا ان أي آثار فعلية تتجاوز ذلك لا تزال غير واضحة نظرا لان معظم زعماء حقاني مدرجون بالفعل في القوائم السوداء كأفراد. وقال مسؤول أمني باكستاني كبير إن إدراج شبكة حقاني في القائمة السوداء سيكون غير بناء وسيضع ضغوطا غير ضرورية على اسلام اباد الحليف الاستراتيجي لواشنطن. واضاف قائلا لرويترز "إذا كانت الولاياتالمتحدة تريد علاقة بناءة مع باكستان .. فعندئذ تكون هذه خطوة سيئة. هذا سيضغط على باكستان." وفي يونيو حزيران الماضي قال ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي إن بلاده ضاقت ذرعا بباكستان بسبب وجود ملاذات آمنة هناك تجد جماعات مثل شبكة حقاني موطيء قدم فيها. ومن شأن قيام وزارة الخارجية الامريكية بوصف الشبكة بانها منظمة ارهابية اجنبية ان يفرض عقوبات مثل توقيع جزاءات جنائية على كل من يقدم دعما ماديا للجماعة ومصادرة أي ارصدة في الولاياتالمتحدة. وتواجه الادارة الامريكية مهلة حددها الكونجرس وتنقضي في مطلع الاسبوع القادم لتأكيد ما اذا كانت الشبكة تنطبق عليها المعايير المحددة لمثل هذا التصنيف. وأوضح تقرير شهر يوليو تموز لمركز مكافحة الارهاب ان جماعة حقاني تدير شبكة مالية متطورة ومتنوعة يمكن مقارنتها بشبكات المافيا. ويقول المركز إن الشبكة تجمع اموالا من خلال اعمال الخطف والابتزاز والاتجار في المخدرات لكنها لها ايضا انشطة تجارية منها عمليات التصدير والاستيراد والنقل والعقارات ومجالات التشييد في افغانستانوباكستان ومنطقة الخليج. وقال قادة كبار في شبكة حقاني يوم الجمعة إن قرار الولاياتالمتحدة يظهر أنها غير صادقة في جهود السلام في افغانستان. واضافوا أن هذا الاجراء سيصعب وضع السارجنت الأمريكي باو بيرجدال الذي يحتجزه المتشددون. وفي كابول قال متحدث باسم الحكومة الافغانية إن حكومته ترحب بأي خطوة تتخذها واشنطن ضد شبكة حقاني. وقال صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية "ستكون خطوة كبيرة من جانب الولاياتالمتحدة ضد شبكة حقاني التي لا تزال تنسج المؤامرات لشن هجمات خطيرة ومدمرة ضدنا." (اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية- تحرير وجدي الالفي)