قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن رجال الشرطة المدججين بالسلاح يطلقون وابلاً من الرصاص وقنابل الغاز على الطلبة الذين يشكلون أحدث جبهة لمناهضة السلطة القائمة، مشيرة إلى إنه منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي قبل نحو خمسة أشهر، اتكأ القادة الانتقاليون لمصر، بقوة على الشرطة واستخدموها للقضاء على المعارضين وإعادة الاستقرار للشارع باستراتيجية بدت جوفاء. ولفتت الصحيفة، إلى أنه منذ اندلاع ثورة يناير وحتى الآن، لا تزال المظاهرات مستمرة، ويرفض المتظاهرون دائمًا السكوت، حتى عندما تستخدم السلطة آلة القتل ضدهم، حيث باتت مصر بلدًا يعيش فيه السلطات تحت خطر كبير، حيث شهدت الفترة الماضية، وتحديدًا منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، مقتل أكثر من 150 رجل شرطة، ما أثر سلبًا على الروح المعنوية لرجال الشرطة، الذين أعربوا عن شكهم في قدرة الحكومة على مواصلة تأمين البلاد. ونقلت الصحيفة، تصريحات عن أحد كبار المسئولين في جهاز الشرطة، قوله إنه "في السابق كان فقدان ضابط شرطة يعد حدثًا دراميًا، لكن الآن بات الأمر وكأنه طبيعي. ومضت الصحيفة تقول إنه يتضح من خلال الهجمات المتكررة من قبل الجهاديين، علاوة على المظاهرات الاحتجاجية التي لا تتوقف، بدا جهاز الشرطة المصرية، وكأنه يفتقر للتدريب والعتاد، وباتت الهجمات ضد معسكرات الشرطة وكأنها حدث شائع مألوف. وألقت الصحيفة الضوء على ما وصفته ب"سحب الشرطة" من مهامها المعروفة، وتوجيهها إلى منطقة جديدة، وهي متابعة التظاهرات أو التوجه في أوقات مفاجئة لتأمين منشآت قومية ضعيفة التأمين، كما يتم استدعاء الشرطة لضمان امتثال المواطنين لقانون التظاهر الجديد الذي يجرم التجمعات غير المرخص بها، وهو القانون الذي وصفه أحد المسئولين بجهاز الشرطة نفسه بأنه "غير قابل للتنفيذ". وفي علامة على تزايد الغضب داخل جهاز الشرطة، نظم المئات من ضباط الشرطة فعالية احتجاجية هذا الشهر، للمطالبة برفع رواتبهم، وهو أول احتجاج من نوعه منذ عزل مرسي. وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن تاريخ الشرطة مليء بالاتهامات الموجهة لها بالفساد واستخدام سلاح التعذيب ضد المواطنين، ما أكسبها سمعة في غاية السوء، وقد ساعدت انتهاكات الشرطة في إزكاء نيران الثورة ضد نظام مبارك في يناير 2011، ومنذ ذلك الحين، لم تبذل أي قيادة مصرية جهدًا في إصلاح هذا الجهاز. ولفتت إلى أنه في الوقت الذي كانت تقوم فيه الشرطة بقمع التظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول مرسي، كان هناك قليل من الحديث عن انتهاكات الشرطة، وكان أنصار مرسي يوصفون بأعداء الوطن، إلا أنه عندما طالت يد البطش الشرطي متظاهرين غير محسوبين على التيار الإسلامي، هرع مسئولو الشرطة إلى وصف هؤلاء المتظاهرين بالمتآمرين، وتحدثوا بنبرة قوية عن قدرتهم على احتواء حالة الاضطراب التي تشهدها البلاد. وأضافت أنه منذ عودة المجلس العسكري لتولي الحكم في البلاد بعد عزل مرسي، حرصت الشرطة على ترديد نغمة عصر جديد في العلاقة بالمواطنين، لكن إخفاقاتها استمرت، بل وزادت (حسب الصحيفة)، ومع ذلك، اكتسبت الشرطة دعمًا من قطاع من المصريين الذين يخشون من عدم الاستقرار الأمني وتزايد معدل الجريمة.