أثار الكشف عن تصدير الأردن كميات من الخضار والفواكه لإسرائيل موجة من الاستنكار الشعبي، في الوقت الذي استمرت فيه عمليات استيراد كميات من الفواكه الإسرائيلية من قبل عدد محدود من التجار. وحسب بيانات جمعية مصدري الفواكه والخضار الأردنية، فإن تجارا أردنيين صدروا في شهر فبراير الماضي 3700 طن من الخضار والفواكه، في حين استورد تجار أردنيون نحو 922 طنا من المنتجات الزراعية معظمها لأصناف من الفواكه. ودفع الكشف عن هذه الأرقام نقابات أردنية وتجارا يعملون في تصدير المنتجات الزراعية لدعوة الحكومة إلى وقف كافة أشكال التعامل الزراعي مع إسرائيل. حصار غزة أمين سر جمعية مصدري الفواكه والخضار عبد الرحمن غيث قال للجزيرة نت إن الكميات التي جرى تصديرها تعتبر محدودة جدا من حجم صادرات الأردن الزراعية. ولكنه مع ذلك شدد على رفضه التعامل التجاري مع إسرائيل، وأضاف "لا أقبل وغالبية مصدري الفواكه والخضار أن يتم تصدير منتجات زراعية لإسرائيل في الوقت الذي يتم فيه تجويع وحصار وقتل أبناء الشعب الفلسطيني". وكشف أن الحاجة الإسرائيلية للمنتجات الزراعية الأردنية جاءت بعد أن تم إغلاق قطاع غزة ومنع توريد منتجات القطاع الزراعية لإسرائيل. ومن جانبه حمل رئيس لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية المهندس بادي الرفايعة الحكومة مسؤولية تصدير منتجات زراعية "للعدو الصهيوني". وقال للجزيرة مع رفضنا المبدئي لأي تعامل مع العدو إلا أننا نرى أن تصدير المنتجات الزراعية لهذا الكيان يحل أزمات يعاني منها، كما يساعد على استمرار الضغط على أهلنا المحاصرين في قطاع غزة". ولفت الرفايعة إلى أن العدو يحكم حصاره على قطاع غزة ويمنع خروج المنتجات الزراعية من القطاع ويوفر البديل لفقدان هذه المنتجات من السوق الأردني. وأقر الناشط النقابي بأن حجم التعامل الزراعي بين الأردن وإسرائيل "محدود"، وأوضح أن هناك اثنين من التجار فقط يقومان باستيراد أنواع من الفواكه لا سيما العنب والمانجا والكاكاو من "دولة العدو"، أما التصدير من الأردن فهو قليل "ومع ذلك فإننا نرفض أي تعامل حتى وإن كان محدودا". وقالت الجزيرة أن نقابة المهندسين الزراعيين ستعقد مؤتمرا صحفيا للكشف عن حجم التطبيع الزراعي بين الأردن وإسرائيل، في حين أكد الرفايعة أن لجنة مقاومة التطبيع تدرس خطوات تصعيدية ضد التجار المتعاملين مع "الكيان الصهيوني". وزاد من حجم الاستنكار الشعبي لخطوة تصدير المنتجات الزراعية أنها جاءت في وقت ارتفعت فيه أسعار الخضار بنسب كبيرة محليا زادت عن 100% لبعض المواد. لكن أمين سر جمعية مصدري الفواكه والخضار عبد الرحمن غيث نفى أن يكون التصدير لإسرائيل سببا لارتفاع الأسعار كون التصدير "كان بكميات محدودة". وقال غيث "السبب الرئيسي لغلاء أسعار الخضروات هو أن العرض أقل من الطلب، إضافة إلى أن هناك ارتفاعا عالميا في أسعار المنتجات الزراعية نظرا لارتفاع مدخلات الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار الطاقة".