نفذت نقابات مهنية وأحزاب سياسية اعتصاما للتنديد باستمرار تدفق بضائع إسرائيلية على الأردن، مطالبة الحكومة والتجار بالتوقف عن دفع ثمن "رصاص يطلق على صدر الشعب الفلسطيني"، على حد وصف نقيب المهندسين الزراعيين عبد الهادي الفلاحات. الاعتصام الذي دعت إليه لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية أمام السوق المركزي للخضار جنوب العاصمة عمان حضره المئات من النشطاء النقابيين والحزبيين. وحذر رئيس اللجنة المهندس بادي الرفايعة التجار الذين قال إن عددهم قليل من الاستمرار في استيراد الفواكه الإسرائيلية وتقديمها للمواطن الأردني دون بيان مصدرها. وقال "هذا التحرك أولي وسنعلن أسماء التجار المتعاملين مع العدو على الملأ إذا لم يكفوا عن التعامل مع العدو الصهيوني". وتابع "نحن سنقوم بتحركات موازية لمطالبة وزارتي الزراعة والصناعة والتجارة بوقف منح رخص استيراد أي منتجات زراعية من الكيان الصهيوني (...) لا نقبل أن يساهم بعض التجار في دعم المزارعين الصهاينة ودعم المجهود الحربي الإسرائيلي". وحسب الفلاحات فإن كميات الخضار والفواكه المستوردة من إسرائيل "قليلة نسبيا لكننا نرفض دخول ولو حبة فاكهة واحدة يزرعها من يقتل ويحاصر إخواننا في فلسطين". وقال للجزيرة "خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري لم تتجاوز كمية الخضار المستوردة من العدو 3400 طن، و1800 طن من الفواكه". ولفت إلى أن السلع المستوردة "ثانوية ولا تدخل على مائدة فقراء ومتوسطي الدخل من أبناء شعبنا"، مشيرا إلى أن غالبية البضائع المستوردة هي من المانجو والكاكا والكيوي والجزر والبطاطا والعنب. وأضف أن "جميع كميات المانجو الموجودة في الأسواق الأردنية مصدرها الكيان الصهيوني، وبالتالي يجب الامتناع عن شراء هذه المادة". وطالب من وصفهم ب"الفئة القليلة التي تتعامل مع العدو بأن تنصاع لرغبة الشارع الأردني الذي يرى أن كل دولار يدفع للمزارع الصهيوني يساهم في صناعة طلقة تقتل إخواننا في فلسطين". غير أن أحد أبرز التجار المستوردين من إسرائيل رفض دعوة النقابات والأحزاب له بالتوقف عن التعامل مع إسرائيل. تاجر مطبع ونقلت وكالة عمون الأردنية عن بسام مصلح مدير شركة باب العامود أنه لن يتوقف عن الاستيراد من إسرائيل لكونه لا يخالف القانون. وأقر مصلح باستيراد نحو خمسة آلاف طن من المانجو الإسرائيلية، و10 آلاف طن من البطاطا، واصفا البضائع الإسرائيلية بأنها "من أجود الأنواع". ويؤكد الرفايعة أن المواطن الأردني لا يعلم مصدر المنتجات المعروضة في السوق، مشيرا إلى قيام المستوردين بتغيير العبوات الإسرائيلية بأخرى "مضللة"، على حد وصفه. وفي ذات الإطار قال أمين سر جمعية مصدري الفواكه والخضار الأردنية عبد الرحمن غيث إن الجمعية لا تلزم التجار بالتعامل مع إسرائيل، وإنها تترك لكل تاجر تقدير موقفه بنفسه. وأضاف "في رأيي الشخصي أنه لا يمكن فصل التجارة عن الموقف الديني والأخلاقي والسياسي". منتجات الكيبوتسات وأقر بأن الكميات المستوردة والمصدرة لإسرائيل "قليلة"، وكشف للجزيرة نت عن أن معظم المستوردات "من منتجات الكيبوتسات وبالتالي فإن من يستوردها يساهم في دعم الاستيطان والمجهود الحربي الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني". ورفع المعتصمون يافطات تندد باستيراد الفواكه والخضار من إسرائيل، منها "ثمن كل حبة فاكهة من مزرعة شارون تساوي ثمن رصاصة في صدر كل فلسطيني"، و"التطبيع الزراعي طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني"، كما أحرقوا عبوات منتجات إسرائيلية بيعت في الأسواق الأردنية. يشار إلى أن عددا من التجار الأردنيين قاموا مطلع العام الجاري بتصدير أكثر من ثلاثة آلاف طن من البندورة إلى إسرائيل، بعد أن ضرب الصقيع كميات البندورة المزروعة هناك.