رفضت هيئات شعبية ومدنية أردنية مؤتمر أنابوليس بشأن الشرق الأوسط الذي نظمته الإدارة الأمريكية، باعتباره اجتماعاً "للتطبيع الرسمي العربي والإسلامي مع العدو الصهيوني". وفي هذا الإطار؛ نظّمت الفعاليات النقابية والحزبية اعتصاماً أمام مجمع النقابات المهنية، شارك فيه المئات للتعبير عن رفضهم واستنكارهم لانعقاد اجتماع. كما أدان مجلس النقباء الذي يضم أربع عشرة نقابة مهنية وكذلك نقابة المحامين والحركة الإسلامية، في بيانات منفصلة عن رفضها للمؤتمر وإدانتها له. ونادى المشاركون في الاعتصام الفصائل الفلسطينية للعمل على الوحدة ونبذ الخلافات واللجوء الى الحوار. وأدان رئيس مجلس النقباء، نقيب المهندسين، وائل السقا، في كلمة النقابات في الاعتصام، مؤتمر "أنابوليس والمشاركة العربية الرسمية فيه"، معرباًٍ عن رفضه "لما ينتج عنه من تنازلات كارثية". واعتبر السقا أنّ المؤتمر "محاولة مكشوفة لإتمام الترتيبات السياسية على صعيد المنطقة لتمرير الاستحقاقات المستقبلية لتصفية القضية الفلسطينية، وتقسيم العراق، وتفتيت لبنان، وتوطين اللاجئين (...)، والتآمر على عناصر القوة والمنعة في الأمة؛ المتمثلة في المقاومة التي أحبطت وما تزال تحبط مشاريع الهيمنة الصهيو - أميركية". ورُفعت في الاعتصام لافتات كُتب عليها "أنابوليس ومدريد وأوسلو .. محطات للتآمر على فلسطين العربية الإسلامية"، بينما تساءلت لافتة "هل ضحّى أسرانا للوصول إلى أنابوليس!"، كما هتف البعض لغزة وبيروت وبغداد ك"مثلث ثورة وأمجاد". وكانت نقابة المحامين أصدرت بياناً في هذا السياق دعت فيه إلى وحدة الصف الفلسطيني و"رفع الحصار الظالم المفروض أبناء شعبنا الفلسطيني"، كما أهابت بالحكومات العربية قطع علاقاتها مع العدو الصهيوني وإغلاق سفاراته. الهدف من المؤتمر تشكيل مرجعية جديدة وفي كلمة لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة؛ اعتبر الناطق باسمها الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي الأردني "حشد"، أحمد يوسف، أنّ "دعوة واشنطن تأتي في سياق سعي الولاياتالمتحدة لكسب تأييد فلسطيني وعربي وإسلامي يخرجها من مأزقها بفعل سياسيتها العدوانية الاحتلالية للعراق وأفغانستان". وقال يوسف إنّ الهدف من المؤتمر هو استحداث مرجعية جديدة بديلة لقرارات الشرعية الدولية، تخفض سقف الحقوق الوطنية الفلسطينية وبما ينسجم مع رسالة الضمانات الأميركية لإدارة بوش (وعد بوش لشارون) إلى حكومة شارون في 14 أبريل 2004 وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم حسب القرار 194، وبحيث يقود الأمر إلى "حل تصفوي للقضية الوطنية الفلسطينية يقوم على الدولة ذات الحدود المؤقتة"، حسب تحذيره. وطالب يوسف ب"رفض ومجابهة أي محاولات للتطبيع العربي المباشر وغير المباشر مع دولة الاحتلال الصهيوني، خاصة وأنّ أحد الاستهدافات الرئيسة للقاء أنابوليس؛ هو خلق حالة من التطبيع مع هذا العدو". كما طالب المتحدث الجامعة العربية وجميع القوى الشعبية العربية ب"إسناد الجهود الوطنية الساعية لإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، على قاعدة إزالة جميع المسببات التي أدّت إلى هذه الحالة، وعلى قاعدة الحوار الوطني الشامل، وعلى أساس وثيقة الوفاق الوطني، ورفض أي محاولات لاستحضار واستغلال هذه الحالة في لقاء أنابوليس". الفلاحات: القدس مقدسة لدينا ومتمسكون بيافا والجليل أيضاً من ناحيته؛ أدان المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين، سالم الفلاحات، مؤتمر أنابوليس ومشاركة الحكومة الأردنية والحكومات العربية فيه. وحذّر الفلاحات من أن تكون بعض استحقاقات مؤتمر أنابوليس على حساب الأردن من ناحية توطين اللاجئين، كما أكد الفلاحات أنّ القدس مقدسة لدى الحركة الإسلامية بموجب مرجعيتها الاسلامية، وكذلك يافا والجليل وباقي فلسطين ولا يجوز التنازل عنها بتاتاً. وكانت جماعة الإخوان المسلمين أشارت الى أنّ المؤتمر يُعقد في أجواء مناسبة يحقق فيها العدو الصهيوني مكاسب كبيرة، وفي سياق يستهدف القضية الفلسطينية بأهم عناوينها ومحاورها، كحق العودة واللاجئين والقدس والاستقلال والوحدة، سواء وحدة الشعب أو الأرض أو القضية. تحذير من تطبيع يشمل السعودية وعن مخاطر المؤتمر؛ نبّه رئيس "لجنة مقاومة التطبيع" بالنقابات المهنية في الأردن، بادي رفايعة، إلى هدف العدو الصهيوني الأساس وهو "توسيع دائرة التطبيع مع الدول العربية، ودمج نفسه في المنطقة بالرغم من الرفض القاطع له من طرف الشعوب العربية، وكذلك الوصول إلى كافة الأسواق العربية ومؤسساتها الأهلية بما فيها السعودية". وكان رئيس حكومة الاحتلال أيهود أولمرت دعا المملكة العربية السعودية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما دعا الدول العربية والإسلامية إلى إنهاء مقاطعتها للكيان.