السفير الأمريكي لدى الأممالمتحدة يؤكد أن الخطب الغاضبة في مجلس الأمن لن تساعد في إقامة الدولة الفلسطينية. شككت الولاياتالمتحدة الثلاثاء في قيمة الاجتماعات الشهرية لمجلس الأمن الدولي بشأن الشرق الأوسط قائلة إن الخطب الغاضبة التي تلقى خلالها كثيرا ما تزيد المشكلة سوءا. وقال السفير الأمريكي زلماي خليل زاد في اجتماع هذا الشهر كثيرا ما يتبدى الاستقطاب والانقسامات بين أعضاء الأممالمتحدة بشأن الصراع في صورة تصريحات سياسية تتسم بالانفعال. وأضاف قوله أمام المجلس المكون من 15 دولة إن هذه الأمور لا تساعد في تقدم قضية السلام أو تساعد الشعب الفلسطيني بأي صورة ملموسة. وعقدت الاجتماعات على مدى السنوات الست الأخيرة وتركزت على الصراع الصهيوني الفلسطيني ولبنان. وهي تتمثل في العادة في إفادة من مسئول كبير بالأممالمتحدة تتبعها كلمات من أعضاء المجلس وأطراف أخرى لها اهتمام مباشر بالموقف. وقال خليل زاد إن الولاياتالمتحدة تريد أن ترى تغيرا على أرض الواقع في الشرق الأوسط وجهدا من أجل التفاوض على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وقال ما لم يسهم هذا النوع من الاجتماعات في هذا الجهد أو أسوأ من ذلك إذا كان يزيد التوتر الذي يعوق الحوار البناء فعلينا أن نسأل أنفسنا هل الصيغة العلنية للنقاشات في نيويورك تساعد حقا في خلق البيئة اللازمة للحل. وقال خليل زاد للصحفيين في وقت لاحق إن بعض البلدان تستغل الاجتماعات لاتخاذ مواقف مصطنعة وتوجيه الاتهامات واثارة مزيد من الاستقطاب وتسجيل النقاط... علينا أن نسأل أنفسنا حقيقة ما هو الغرض المفيد الذي تقدمه مثل هذه الصيغة. وكانت تصريحات خليل زاد موجهة أساسا إلى المتحدثين من العرب على ما يبدو. ولم يصل إلى حد الدعوة إلى وقف الاجتماعات وإنما دعا الدول إلى استخدامها في النهوض بالسلام من وجهة نظره. غير أن ملاحظات السفير الأمريكي يبدو أنها لم يكن لها تأثير حيث انتهى الاجتماع مثل اجتماعات أخرى سابقة بتبادل الاتهامات من الكيان الصهيوني إلى سوريا والسودان التي كانت تمثل العرب وكوبا التي كانت تمثل دول عدم الانحياز. وكان رئيس مجلس الأمن في الشهر الحالي -وهو السفير الروسي فيتالي تشوركين- قد هون من أهمية تعليقات خليل زاد إذ قال إن السفير الأمريكي كان عليه أن يدلي بها في بداية الجلسة بدلا من الإدلاء بها قرب نهايتها. وفي وقت سابق في اجتماع الثلاثاء انتقد الممثل الفلسطيني رياض منصور السياسات غير المشروعة والمدمرة للكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية. واتهم السفير الصهيوني دان جيلرمان حركة المقاومة الإسلامية حماس بإحداث بم وصفه دمار وإرهاب يومي بإطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني من غزة التي سيطرت عليها في العام الماضي متجاهلاً الإرهاب الصهيوني المتواصل. غير انه أشاد بالسلطة الفلسطينية المعتدلة والشرعية ومقرها الضفة الغربية. ودعا المتحدثان المجتمع الدولي لعمل المزيد لدعم محادثات السلام بين الزعماء الفلسطينيين والصهاينة التي أظهرت تقدما ضئيلا منذ إعادة إطلاقها في مؤتمر في الولاياتالمتحدة في نوفمبر الماضي. وقال منصور للصحفيين إن جهود السلام في موقف حرج للغاية. وقال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في افتتاح الاجتماع انه يأمل أن تحقق المحادثات هدفها بالتوصل إلى اتفاق بنهاية العام الجاري. وقال بان هذه العملية هامة للغاية بحيث يجب ألا يسمح لها أن تفقد الزخم من خلال العجز أو اللامبالاة أو أن يطغى عليها العنف. من الضروري أن تحصل على دعم المجتمع الدولي بما فيه هذا المجلس. وأصيب المجلس بالشلل هذا العام في محاولته إصدار بيانات رسمية عن العنف بين الصهاينة والفلسطينيين بسبب الاختلاف بين الولاياتالمتحدة والعضو الجديد ليبيا. ويتعين أن تصدر تلك البيانات بالإجماع. وعبر منصور عن دعمه للجهود الجديدة من قبل روسيا لدعوتها إلى مؤتمر خاص بالشرق الأوسط في موسكو وقال انه سمع انه يمكن أن يعقد في يونيو.