أثار البابا بنديكتوس السادس عشر استهجان المسلمين بتعميده الصحافي المصري مجدي علام الذي اعتنق المسيحية خلال قداس الاحتفال بعيد الفصح. وبعد ساعات من تعميده نشرت صحيفة كوريير ديلا سيرا مقالا لعلام جدد فيه هجومه علي الإسلام وقال فيه إن جذور الشر متأصلة في إسلام سمته العنف وتسوده تاريخياً الصراعات . وفي تحرك مفاجئ ليلة الأحد قام البابا بتعميد علام المصري المولد (55 عاما) خلال قداس عشية عيد القيامة في كاتدرائية القديس بطرس، وجري بث وقائع التعميد إلي كل أنحاء العالم. وظل تحول علام إلي المسيحية سرا إلي أن كشف الفاتيكان الأمر في بيان قبل اقل من ساعة من بدء التعميد. واتخذ علام اسم كريستيان للتعميد. وصدم تعميد علام علي يد البابا علنا المسلمين في ايطاليا ودفع بعض الزعماء إلي التساؤل علنا عن أسباب تسليط الفاتيكان للضوء بهذه الصورة علي تحوله إلي المسيحية. وقال يحيي سيرجيو ياهي بالافتشيني نائب رئيس الطائفة الإسلامية الإيطالية ما يدهشني هو الدعاية الكبيرة التي أولاها الفاتيكان لهذا التحول. لماذا لم يفعل ذلك في أبرشيته المحلية.. . ويعيش علام وهو مؤيد قوي للكيان الصهيوني حتى إن صحيفة صهيونية وصفته مرة بأنه صهيوني مسلم تحت حماية الشرطة بعد تلقيه تهديدات لاسيما بعد أن انتقد موقف إيران من الكيان الصهيوني. حملة صليبية ومن بين أشهر كتب علام عاشت إسرائيل إلي جانب أعمال أخري وضعها عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وجاء يوم تحوله إلي المسيحية الذي وصفه بأنه اسعد يوم في حياتي بعد يومين من اتهام أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة للبابا بأنه جزء من حملة صليبية جديدة ضد الإسلام. وبدا أن الفاتيكان يبذل جهودا كبيرة لتفادي انتقادات العالم الإسلامي بشأن تحول علام إلي الإسلام. وقال الكاردينال جيوفاني ري لصحيفة إيطالية التحول إلي المسيحية هو أمر شخصي .. ونأمل ألا يتم تفسير التعميد سلبيا من قبل الإسلام . ودافع علام عن البابا في عام 2006 عندما القي كلمة في روزنبرغ بألمانيا رأي كثير من المسلمين أنها تصور الإسلام علي انه دين عنف. وقال انه اتخذ قراره بعد سنوات من البحث الروحي المتعمق وأكد أن الكنيسة الكاثوليكية تتحلي بالحصافة فيما يتعلق بتحول المسلمين إلي المسيحية. وفي قداس عيد القيامة صباح أمس الأحد بعد ساعات من تعميد علام تحدث البابا في القداس دون الإشارة إلي علام عن المعجزة المستمرة للتحول إلي المسيحية بعد نحو ألفي عام من قيامة المسيح. وقال بيان الفاتيكان الذي أعلن تحول علام إلي المسيحية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية فان أي شخص يطلب التعميد بعد بحث شخصي متعمق وخيار حر تماما وإعداد كاف له الحق في الحصول عليه . وقال إن كل الداخلين الجدد في الدين مهمون علي نحو متساو أمام محبة الله وموضع ترحيب في الكنيسة . وفي مقاله في كوريري ديلا سيرا ، ذكر علام أن مواقفه العلنية ضد مازعمه التطرف الإسلامي أدت إلي إطلاق تهديدات بالموت ضده واضطرته للعيش تحت حماية منذ خمس سنوات. وكتب أدركت انه بعيدا عن ظاهرة المتطرفين والإرهاب الإسلامي علي المستوي العالمي، فان جذور الشر ملازمة لإسلام عنيف ماديا ومصدر نزاعات تاريخيا . وأكد علام أن فكره تحرر علي مر السنين من ظلامية عقيدة تعطي شرعية للكذب والتستر والموت العنيف الذي يؤدي إلي القتل والانتحار والخضوع الأعمى للاستبداد ما سمح لي بالانضمام إلي الديانة الأصيلة، ديانة الحقيقة والحياة والحرية . وتابع أن البابا بموافقته علي تعميده علنا وجه رسالة واضحة وثورية إلي كنيسة لزمت حتى الآن الحذر حيال اعتناق المسلمين ديانتها خوفا من ألا تتمكن من حماية هؤلاء من الحكم عليهم بالموت بسبب ارتدادهم عن الإسلام.