يسقط رموز حكومة المالكي أنفسهم بالفخ في الكثير من الأحيان عندما يحلو لهم في بعض المناسبات أن يستعرضوا عضلاتهم الفارغة ويطلقوا التصريحات الرنانة عن بطولتهم ونضالهم في فنادق الخمسة نجوم في بلدان العالم والتي تؤدي في نهاية الأمر الي ادانة أنفسهم ونهجهم في التعامل مع الأمور والأحداث الجارية علي ارض العراق. ومن ذلك ما جاء في كلمة جلال الطالباني أمام طلبة احدي الجامعات البريطانية نهاية عام 2007 حيث استعرض مسيرة (نضاله الثوري) منوهاُ الي قيامه بقيادة تمرد مسلح ضد النظام السابق وخاصة بعد حرب عام 1991، بينما أشار نوري المالكي في كلمة له أثناء تكريم (شهداء المعارضة) في كربلاء أعلن خلالها أن أولئك الشهداء قد (ناضلوا) ضد النظام السابق وساهموا في اسقاطه بالقوة. وفي تصريح آخر لعلي الدباغ المتحدث باسم حكومة المالكي في مؤتمر صحافي ببغداد أن جماعة أحمد عبد الحسن اليماني التي حدثت مواجهات بين عناصرها والقوات الحكومية في البصرة والناصرية مؤخراُ هي فئة ضالة اختارت رفع السلاح بدل العمل الفكري ورفعت السلاح بوجه الدولة وبالتالي فمن حق الحكومة أن تقضي عليها. ويعلم جميع العراقيين أن التنظيمات والأحزاب التي وضعتها قوات الاحتلال في الحكومة الحالية مثل حزب الدعوة والمجلس الاسلامي الأعلي والأحزاب الكردية والتي كانت تخوض حرباُ مسلحة منظمة ضد الدولة وتسببت في مقتل عشرات الالاف من العراقيين سواء من أفراد الجيش أو الحزب أو المدنيين، كما أعلنت تلك التنظيمات علناُ مسؤوليتها عن وقوع الكثير من الخسائر المادية عبر سلسلة من التفجيرات بالسيارات المفخخة التي شنتها ضد المؤسسات العراقية وخاصة خلال الحرب العراقية الايرانية مثل التفجيرات التي وقعت في وزارات الاعلام والتخطيط والاذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء العراقية وغيرها من الأماكن العامة وما نتج عنها من قتلي وجرحي وتخريب. ولا تخفي علي المتتبع محاولات اغتيال بعض مسؤولي النظام السابق ومنها محاولة اغتيال رئيس الجمهورية في منطقة الدجيل التي أعلن حزب الدعوة المسؤولية عن تنفيذها اضافة الي عمليات اغتيال لكثير من عناصر الحكومة وحزب البعث التي أعلنت تلك المنظمات والأحزاب المسلحة المسؤولية عنها. أما عناصر البيشمركة التابعة لبعض الأحزاب الكردية فقد قادت تمرداُ عسكرياُ مسلحة لعشرات السنين في شمال العراق وبدعم من قوي ودول أجنبية معروفة ضد مختلف الحكومات المتعاقبة علي العراق منذ نهاية الاحتلال البريطاني الأول للعراق ووقفت الي جانب جيش أجنبي يقاتل الجيش العراقي في فترات مختلفة، وأدي ذلك التمرد الي سقوط الالاف من العسكريين والمدنيين اضافة لخسائر مادية كبيرة للعراق. ولعل الكثير من العراقيين وخاصة من الاخوة الأكراد يتذكرون العديد من عمليات اعدام عناصر من التمرد الكردي لأسري من الجيش العراقي والمدنيين ومنها مجزرة بشت آشان التي نفذها الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني في الأول من أيار عام 1983 عندما تم اعدام عشرات الأسري من الجنود العراقيين وغيرها من الجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين.