كشفت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوي ان الولاياتالمتحدةالأمريكية أعربت عن قلقها البالغ من أن يؤدي الوضع في قطاع غزة الي توتر العلاقات المصرية الإسرائيلية، وأيضا بسبب استمرار تهريب الأسلحة من سيناء الي قطاع غزة. وقال مسئولون أمريكيون لنظرائهم الإسرائيليين انه يتحتم علي حكومة ايهود اولمرت العمل بكل ما أوتيت من قوة من اجل منع تدهور العلاقات مع مصر، لأن الأمر قد يؤدي الي أزمة كبيرة بين الدولتين. وأضافت الصحيفة ان نائب وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد وولش، قد نقل رسائل مطمئنة من المصريين للاسرائيليين جاء فيها أنهم عاقدون العزم علي محاربة تهريب الأسلحة الي قطاع غزة، كما تطالب اسرائيل، وكشفت المصادر النقاب عن أن تل أبيب والقاهرة تجريان في الأيام الأخيرة مفاوضات مكثفة للغاية بهدف التوصل الي تهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي وبين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولفتت الي أن الحديث يجري عن تهدئة طويلة الأمد بين الطرفين. وأضافت المصادر، كما أكد المراسل العسكري لصحيفة (هآرتس) الإسرائيلية عاموس هارئيل، أن رئيس القسم السياسي والأمني في وزارة الأمن الجنرال المتقاعد عاموس جلعاد، قام يوم الثلاثاء بزيارة الي القاهرة، حيث اجتمع هناك الي كبار صناع القرار، وفي مقدمتهم وزير المخابرات المصرية عمر سليمان. وأكدت الصحيفة أن جلعاد سيواصل زياراته المكوكية الي مصر للتوصل الي التهدئة المنشودة، علي حد تعبير المصادر. ولفتت الصحيفة الي أنه في الأسابيع الأخيرة تدور في الجنوب، أي في قطاع غزة، حرب بين الاحتلال وبين فصائل المقاومة ولكن علي نار هادئة للغاية، وأشارت الي أن الفصائل الفلسطينية قللت جدا من إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية في الجنوب. وكشفت المصادر الاسرائيلية النقاب عن ان حركة حماس أوقفت القصف الصاروخي، وبالمقابل تلقي الجيش الاسرائيلي تعليمات جديدة من المستوي السياسي تنص علي عدم التعرض للمقاومين من حماس. وزادت الصحيفة قائلة ان الجنرال غلعاد اجتمع الي الجنرال عمر سليمان، الذي أجل زيارته الي الدولة العبرية للمرة الثالثة علي التوالي، ورجحت المصادر السياسية في تل أبيب ان سبب التأجيل يعود الي رغبة الجنرال سليمان بالوصول الي الدولة العبرية والي مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية بعد الاعلان عن التوصل لاتفاق التهدئة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية. وتابعت المصادر ذاتها قائلة ان المفاوضات التي تجريها القاهرة مع اسرائيل من جهة ومع قيادة حماس في قطاع غزة من جهة ثانية تهدف الي حصول موافقة الطرفين علي التوصل الي هدنة طويلة الأمد بين الطرفين. وقال المراسل الاسرائيلي ان حركة حماس تطالب المصريين بالضغط علي اسرائيل لرفع الحصار الاقتصادي المفروض علي قطاع غزة، ولكن اسرائيل علي ما يبدو تعارض ذلك، ولكن بموازاة ذلك، تدرس اسرائيل امكانية فتح معبر رفح بشكل جزئي للتسهيل علي الفلسطينيين، علي حد قول المصادر. وحسب المصادر الاسرائيلية فان المصريين أكدوا للاسرائيليين أنهم كثفوا من ملاحقة مهربي الأسلحة من شبه جزيرة سيناء الي قطاع غزة، وأنه لتحقيق هذا الغرض حصلوا علي تكنولوجيا أمريكية متطورة للغاية. وأردفت المصادر الاسرائيلية قائلة، كما أكدت صحيفة (هآرتس) أنه من أجل اعادة فتح معبر رفح، فان الأمر يتطلب اعادة المراقبين الأوروبيين الذين تركوا معبر رفح قبل حوالي السنة، وزادت أن الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني يفحصان عن طريق المصريين عددا من القضايا من بينها: من يسمح له باستعمال معبر رفح للانتقال الي مصر، وهل ستكون للمراقبين الأوروبيين الصلاحية والمسؤولية للتفتيش ومصادرة الأموال التي قد تقوم بتهريبها حركة المقاومة الاسلامية عن طريق المعبر، لافتة الي أنه في الماضي قام قياديون من حماس بتهريب الأموال الطائلة من خارج البلاد الي قطاع غزة عن طريق معبر رفح، والتي استخدمت لتسيير أعمال الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية، وأيضا لصرف الأموال علي حركة حماس نفسها. وحسب المصادر الاسرائيلية، فان حركة حماس تطالب بوجود عناصر الحركة علي المعبر، ولكن الحركة توافق أيضا علي أن تكون مرابطة عناصرها بشكل قليل للغاية في المعبر كحل وسط، ازاء التعنت الاسرائيلي، أما القوات الفلسطينية التي ستكون مسيطرة علي المعبر، فوفق المصادر الاسرائيلية، ستكون تابعة لحكومة تسيير الأعمال في رام الله برئاسة الدكتور سلام فياض. ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن مصادر أمنية رفيعة المستوي في تل أبيب قولها ان الحكومة الاسرائيلية عرضت خلال المفاوضات مع المصريين مواقف متشددة للغاية، ولكن بموازاة ذلك، يري الاسرائيليون أن حركة حماس معنية بالتوصل الي تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال الاسرائيلي.