أعرب الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف عن استيائه وأسفه الشديدين لما استمع المسلمون إلى ما ذكره بابا الكنيسة الكاثوليكية في إحدى الجامعات الألمانية، وما نقله نسبة عن الإسلام ورسول الإسلام أنه كانت له دعوات شريرة أساءت إلى العالم، ورسخت العنف في العالم، مؤكدا أن هذا القول لا شك انه ينبئ عن عدم فهم لحقيقة الإسلام، وعن تأثر بما قاله من جهل حقيقة الإسلام في الكتب التي نقل منها في كلمته، وما تضمنته من إساءة بالغة للإسلام، ولرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. وقال الوزير: "إن مصدر خطورة هذا الكلام أنه نقل بعناية، واختير أيضا في معرض لقاء في جامعة علمية يتسم الإلقاء بالمنهجية وبالدقة، ولذلك فنحن نعبر عن استيائنا البالغ لهذه الإساءة للإسلام وللمسلمين، ولحقائق الدين الإسلامي، كما نعتبر أن فيه إثارة للضغائن وإذكاء لموجات الكراهية، والبغضاء بين الناس في العالم، وهو الأمر الذي يرفضه شرعنا الحنيف ورسولنا الكريم ،مشيرا إلى أن الإسلام بعيد كل البعد عن الدعوات الشريرة التي نسبها بابا الفاتيكان للإسلام كدين وعقيدة.
وأبدى استغرابه من أنه على مدى عدة عقود من الزمن كانت هناك لجان للحوار بين الإسلام والمسيحية عبر الأزهر، وعبر رابطة العالم الإسلامي، وعبر مؤتمر العالم الإسلامي، وبين الفاتيكان، وكانت هذه اللقاءات بهدف إيضاح الصورة للجانبين، صورة الإسلام كما اتضحت فيها ما نرغب أن يكون، ولذلك فإننا ندعوا جميع علماء ودعاة الإسلام إلى مزيد من التعريف والدعوة إلى الإسلام، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط.
ودعا الشيخ صالح آل الشيخ المؤسسات العلمية في الغرب أن تقوم بدورها في إيضاح حقيقة الإسلام، كما عرفتها هي من واقع منهج البحث العلمي، ومن واقع البحوث التحليلية التي يكون فيها الباحث بعيدا عن التأثيرات السياسية، أو التأثيرات الاستعمارية، أو التأثيرات العنصرية أو المذهبية.
وناشد وزير الشئون الإسلامية والأوقاف المؤسسات والمراكز والهيئات الإسلامية إلى مضاعفة جهدها والقيام بدورها خير قيام بتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وإبراز سماحة الدين الإسلامي، ويسره، والذب عن الإسلام وعن رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم، مشيرا إلى أن من الأهداف الرئيسية للمؤسسات الإسلامية، وخاصة الموجودة في الغرب نشر الدين الإسلامي، والدفاع عنه، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين، من خلال العلماء والدعاة، وعقد المؤتمرات والندوات العلمية، وتوثيق الصلات مع المؤسسات العلمية في الدول الغربية، وإقامة برامج علمية مشتركة لتوضيح الصورة الحقيقية لدين السماحة والإنسانية، وتدشين الحملات الإعلامية باللغات الأوروبية للتعريف بدين الإسلام ورسوله وعقيدة التوحيد.