اعتذرت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى السيناتور "باراك أوباما"الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الإنتخابات الأمريكية،وذلك عقب إقدام موظفين بالخارجية على فحص ملف بيانات جواز السفر الخاص به. وذكرت شبكة "سي ان ان" الأمريكية عن رايس قولها "أعتذر عما حدث، وأخبرته بنفسي أنني قد أستاء للغاية إذا أقدم شخص على فحص بيانات جواز سفري". وقد فتحت الخارجية الأمريكية تحقيقا داخليا عقب اكتشاف عملية الفحص غير القانونية،لملف بيانات جواز سفر أوباما،وهو ما دفع بالخارجية إلى طرد اثنين من موظفيها وإنزال عقوبات تأديبية على ثالث. وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك قد وصف إقدام الموظفين الثلاثة على فحص ملف بيانات جواز سفر أوباما بأنه غير لائق ومدفوع بفضول متهور، نافيا أن يكون كبار المسؤولين على علم بهذا الأمر من قبل مشيرا إلى أن اقتحام ملف أوباما من قبل هؤلاء المستخدمين حدث ثلاث مرات يوم 9 يناير الماضي و21 فبراير الماضي و 14 مارس الجاري. يذكر أن بيل بيرتون، المتحدث باسم حملة أوباما، دعا إلى إجراء تحقيق كامل في الواقعة واعتبره انتهاكا صارخا للأمن والخصوصية من قبل إدارة لم تبد أي اعتبار لأي من هذين الحقين على مدى سنواتها الثماني في الحكم. وتفرض إجراءات أمن صارمة على ملفات مرشحي الإنتخابات الأمريكية بسبب المخاوف من اتخاذها كسلاح ضد المرشح أو تعرضها للتشويه كجزء من الحيل الانتخابية القذرة. كما أبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس السناتور الديموقراطى هيلارى كلينتون أن ملفها القنصلى لدى وزارة الخارجية انتهك عام 2007. وقالت السناتور هيلارى - التى تسعى للفوز بترشيح الحزب الديموقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية - إن رايس اتصلت بها الجمعة وأبلغتها بأن الملف الخاص بجواز سفرها لدى القسم القنصلى بوزارة الخارجية أطلع عليه أفراد لم تحددهم . وأضافت كلينتون ، فى بيان أصدره مكتبها بمجلس الشيوخ الجمعة، أن الخارجية ستطلع مكتبها اليوم على حقيقة الأمر وتفاصيله. وكانت رايس اعتذرت ، فى بيان اليوم ، للسناتور الديموقراطى باراك أوباما عن قيام موظفين تعاقدت معهم الخارجية الأمريكية بانتهاك خصوصية ملفه القنصلى الموجود بحوزة القسم القنصلى بالخارجية ثلاث مرات كان أولها فى يناير الماضى ثم فى فبراير ثم فى مارس الحالى ، مما أسفر عن طرد هذين الموظفين وتوقيع إجراءات تأديبية على ثالث . وتحوم الشبهات في انتهاك ملف السناتور أوباما لدى الخارجية ، والذى أثار جدلا كبيرا فى الأوساط الرسمية والسياسية والشعبية، حول خصومه السياسيين فى الحملة الانتخابية الجارية وهم بالتحديد منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون وخصمه الجمهوري المحتمل السناتور جون ماكين. ووجه النائب هنرى واكسمان، رئيس لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي بمجلس النواب، خطابا يوم الجمعة إلى وزارة الخارجية يطالبها بالكشف عن أسماء الشركات المتعاقدة مع الوزارة والتى يعمل هؤلاء الموظفون لديها، مؤكدا أن هذه المعلومات تخدم الصالح العام . ولا يعرف بعد مدى سلطة المفتش العام بوزارة الخارجية، والذى سيتولى التحقيق فى الواقعة، على هؤلاء الموظفين الذين تم تسريحهم بالفعل فيما يمكن أن تستغرق إجراءات التحقيق أياما عدة. ولا يعرف أيضا ماهية المعلومات التى اطلع عليها هؤلاء الموظفون ، فيما يتضمن الملف الخاص بجواز سفر أوباما الكثير من المعلومات السرية التي لا ينبغي لأحد سوى سلطات التحقيق والخدمات الرسمية الإطلاع عليها وخاصة الرقم القومي الذي يحرص الأمريكيون على سريته حتى لايتسنى استغلاله فى عمليات احتيال.