قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، إن إقصاء صدام حسين عن السلطة فى العراق كان خطوة صحيحة، إلا أن الولاياتالمتحدة ارتكبت أخطاء فى أعقاب ذلك. وأقرت فى مقابلة تليفزيونية مع شبكة "سى إن إن" الدولية" للأخبار تبث يوم "الاثنين" القادم خلال برنامج "كونيكت زا وورلد" بالفشل فى التركيز على جهود إعادة البناء فى مختلف أنحاء العراق ونسبت ذلك إلى عدم تفهم الأمر. وقالت رايس "أعتقد أنى كنت سأقوم بإقصاء صدام مرة أخرى، ولكن بالنسبة لإعادة بناء العراق فإننى كنت سأقوم بأشياء بشكل مختلف"، وأضافت: "أعتقد أننا ركزنا بشكل كبير على بغداد، ولم نركز بالقدر الكافى على الأقاليم"، ربما لأننا لم ندرك تمامًا إلى أى مدى سيبدأ المجتمع فى التفكك نتيجة لوقوعه تحت سيطرة طاغية على مدى كل هذه السنوات". وفى نفس الوقت قالت رايس، التى شغلت منصب وزيرة الخارجية فى المرة الثانية لولاية الرئيس جورج دبليو بوش الثانية، التى استمرت أربع سنوات: "لا يزال من المبكر جدًا الحكم بشكل كامل على نجاح أو فشل تلك الحرب أو غيرها من قضايا السياسة الخارجية فى إدارة جورج دبليو بوش". وأضافت: "أحيانا تبدو الأمور التى كانت رائعة فى وقت ما سيئة عندما نسترجعها فى وقت لاحق، والعكس صحيح، وفى نهاية المطاف فإن هذه القصة سيسجلها التاريخ". وكان الرئيس الأمريكى، باراك أوباما قد انتقد إدارة بوش بسبب تحويل التركيز من الحرب فى أفغانستان إلى العراق، مشيرًا إلى أن ذلك أوقف الجهود التى كانت مبذولة لقهر تمرد طالبان ومنع أفغانستان من أن تصبح مرة أخرى ملاذًا آمنًا لتنظيم القاعدة وغيره من الإرهابيين لشن هجمات ضد الولاياتالمتحدة. وتحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، عن العراق مرة أخرى خلال مأدبة فى نادى الصحافة القومى، مشيرة إلى أن الغرض من الغزو الذى قامت به الولاياتالمتحدة للعراق كان التخلص من التهديد الذى كان يمثله صدام، وقالت "لم نذهب إلى الحرب فى العراق لإحلال الديمقراطية هناك"، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة لم تحارب أدولف هتلر فى الحرب العالمية الثانية لإحلال الديمقراطية فى ألمانيا. وقالت: "إنك تذهب إلى الحرب عندما يكون هناك خطر أمنى، وصدام حسين كان يعتبر تهديدًا لمصالحنا وأمننا"، وأضافت: "كان بإمكاننا أن نقوم بأشياء عديدة بشكل أفضل بكثير"، مشيرة إلى أن إقصاء صدام غير العراق إلى الأفضل". وتساءلت رايس قائلة "ما هو الحديث الذى يدور اليوم عن عراق اليوم؟"، وقالت إنه ليس عما إذا كانت العراق لديها أسلحة دمار شامل ولا عن غيرها من الأمور فى عهد صدام، وقالت إننا نتحدث بدلا من ذلك عما إذا كان أى من الفصائل السنة أو الشيعة يمكنها تشكيل حكومة ائتلافية. من ناحية أخرى قالت رايس ، أول أمريكية من أصل إفريقى فى التاريخ تتولى منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، إن العلاقات بين الأعراق فى أمريكا تحسنت بشكل هائل فى حياتها، مشيرة إلى أنه" ليس هناك قضية أكثر حساسية أو أكثر صعوبة فى الولاياتالمتحدة أكثر من الأعراق". ورداً على سؤال حول مستقبلها السياسى، أوضحت رايس أنه ليس لديها خطط للترشح لمنصب فى أى وقت قريب، وقالت ربما لن يأتى الوقت المناسب لذلك، وقالت: "وصلت إلى منصب وزيرة الخارجية".. هذا كاف تمامًا". وعلقت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس خلال مقابلتها مع "سى إن إن" على بعض القضايا المحلية فى الولاياتالمتحدة، فقالت ردًا على سؤال حول حركة حفل الشاى المحافظة، "لا يوجد سبب للخوف من مثل هذا التعبير الديمقراطى على المستوى الشعبى" وأضافت حتى ولو أنها تختلف مع أنصار الحركة حول بعض القضايا.وقالت" "إن حركة حفل الشاى بطبيعة الحال مجموعة كبيرة جدًا من الناس، وهناك الكثير من وجهات النظر التى لا أشاركهم الرأى فيها، لكن أفضل طريقة لفهم حركة حفل الشاى حقًا هو أن نصفها بأنها حركة شعبية، ومن هذا المنطلق فإنها ظاهرة صحية".وحول خليفتها على رأس وزارة الخارجية، قالت رايس إن هيلارى كلينتون "تقوم بعملها بشكل رائع"، وأشارت إلى أنها "مهمة صعبة"، ومن يشغل هذا المنصب يكون دائمًا على متن طائرة، ولا يعرف أحيانا ما هى الدولة التى يوجد بها، ويتمنى دائما ألا يقع فى الخطأ ويقول إنه فى بلد غير البلد الذى يتواجد فيه بالفعل، وقد حدث ذلك بالنسبة لى مرة واحدة فقط، ولكن أرجو ألا يكون أحد قد لاحظ ذلك".