رخصت سلطات بلدية مدينة إشبيلية الأسبانية للجمعيات الإسلامية بتشييد مسجد في منطقة كارتوخا والذي سيكون من أكبر المساجد في البلاد، وذلك بعد سنوات من الانتظار، بينما تعاني الجالية الإسلامية في هذا البلد من غياب مساجد مناسبة. واتخذت البلدية القرار خلال الأيام الماضية، وستعلن عنه في صحيفتها الرسمية ليصبح ساري المفعول. وكانت الجمعيات الإسلامية قد اختارت في البدء موقعًا في منطقة براميخو بهذه المدينة الأندلسية، ولكن السكان اعترضوا ونظموا تظاهرات عديدة وجمعوا توقيعات سلموها للسلطات. وبعد أربع سنوات من المفاوضات بين ممثلي الجالية الإسلامية مع البلدية التي يديرها الحزب الاشتراكي منحت الأخيرة للمسلمين قطعة أرض في منطقة كارتوخا التي كانت قد احتضنت المعرض العالمي سنة 1992، وتعتبر من أجمل مناطق المدينة. وأكّدت مصادر الجالية الإسلامية الإسبانية أن المسجد سيقام على مساحة قدرها ستة آلاف متر مربع وسيكون مكتملاً سنة 2010. ومن المنتظر أن تساهم في ميزانية بناء المسجد تبرعات أفراد الجالية الإسلامية أنفسهم وكذلك بعض الدول العربية من الخليج المغرب العربي. وقال خالد نييتو وهو إسباني اعتنق الإسلام وكان من محاوري البلدية: إن المسجد يجب أن يكون من مكونات هذه المدينة؛ لأن الإسلام هو جزء من تاريخ إشبيلية والذي ترك بصماته واضحة عبر التاريخ، فالإسلام له جذور هنا ويظهر في كل مكان. وتعيش إسبانيا مفارقة كبيرة مقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى، فهي البلد الذي به أكبر عدد من مآثر المساجد التي تعود إلي حقبة تواجد المسلمين فيها، ولكنها في الوقت نفسه البلد الأوروبي الذي به أقل عدد من المساجد مقارنة مع حجم الجالية الإسلامية الذي يقارب المليون مسلم. فإشبيلية، وهي أكبر المدن الإسبانية، لا تتوفر على مسجد كبير شبيه بمسجد مدريد أو ماربيا أو غرناطة أو فالنسيا، وهو حال كثير من المدن الإسبانية التي شهدت خلال العشر سنوات الأخيرة ارتفاعًا للجاليات الإسلامية وخاصة المغربية منها، وتجد صعوبات في بناء المساجد.