أعلن الجيش الأمريكي مقتل أحد جنوده في هجوم بنيران أسلحة صغيرة، جنوب غربي العاصمة بغداد السبت، لترتفع حصيلة قتلى الشهر الجاري إلى 19 جندياً. وأوضح الجيش الأمريكي في بيان أن الجندي كان يشارك في عمليات قتالية عندما تعرض للهجوم. وجاء في البيان أن الجندي أصيب من قِبل مقاوم.. وجرى نقله إلى مستشفى ميداني للتحالف، إلا أنه توفي متأثراً بجراحه ويعد الجندي، الذي لم يُكشف عن هويته وفق الأعراف العسكرية المعمول بها، الضحية رقم 19 الذي يسقط بين صفوف القوات الأمريكية في مارس الجاري. وتعد الحصيلة الحالية مرتفعة بكل المقاييس، خاصة بالمقارنة مع الفترة الماضية التي يزعم جيش الاحتلال أنها شهدت تراجعاً ملحوظاً في أعمال العنف. ويعد الاثنين الفائت من أكثر الأيام دموية للجيش الأمريكي منذ فترة، إذ شهد ذلك اليوم مقتل ثمانية جنود، سقط خمسة منهم في هجوم وقع بالعاصمة بغداد، بينما سقط الآخرون في هجوم مماثل بمحافظة ديالى. ولقي 29 جندياً أمريكياً مصرعهم في فبراير الفائت، وهي ثالث أدنى حصيلة خسائر بشرية بين صفوف القوات الأمريكية منذ غزو العراق في مارس عام 2003. اعتقال العشرات أما في الكوت فقد اعتقلت الشرطة العراقية العشرات من عناصر جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بعد ساعات من مقتل اثنين من عناصرها في اشتباكات مسلحة بين الجانبين في هذه المدينة الواقعة جنوب شرق بغداد. وقال متحدث باسم الشرطة إن هذه العملية بدأت في الصباح الباكر واعتقل 25 مطلوبا حتى الآن من جيش المهدي. وقال مسئول آخر بالشرطة إنه جرى اعتقال 70 شخصا، وتنتشر القوات العراقية والأمريكية بصورة كبيرة في المدينة. وتقول الشرطة إن 13 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات منذ بدئها يوم الثلاثاء. وفي الكوت أيضا أفادت الشرطة بأن رجلين لقيا حتفهما كما أصيب ستة آخرون عندما انفجرت قنبلة يدوية في حافلة صغيرة قرب هذه المدينة. وعلى صعيد أمني متصل، زعمت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في تقرير نشر الأربعاء حول الوضع في العراق الأربعاء، إن المراقبين رصدوا تحسناً "محدودا ًلكن مهماً" على المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية في العراق خلال الأشهر الثلاثة الماضية، غير أن التحسن على المستوى الأمني يبقى "هشاً" إلى حد بعيد. واعتبر التقرير أن تنظيم القاعدة ما يزال يشكل تحدياً أمنياً حقيقياً في شمالي البلاد، حيث تتركز المواجهات بينه وبينه القوى الأمنية، في حين أن الدور الإيراني في دعم المسلحين الشيعة في المناطق الجنوبية "يشكل تهديداً ملحوظاً للاستقرار." وعلى الصعيد ذاته، أجمع مسئولون أمريكيون أن التنظيم قادر على التأقلم والتكيف وأنه سيظل في العراق رغم الضربات الموجعة التي ينزلها به الجيش الأمريكي هناك.