بقلم: محمد ملكاوي منذ قامت الحرب الصهيونية على لبنان تحديدا، لم نعرف أي تباين في موقف أمريكا مع تصريحات الكيان الصهيوني، رغم كون أمريكا تحاول الظهور العلني كوسيط محايد، الأنكى من هذا كله نجد أن الملامة تقع دوما على من يخالف الصهاينة حتى لو بكلمة حق لمصلحتهم!، فانتقادات رئيس وزراء اسبانيا قادته إلى دائرة العداوة للسامية بحسب تأويلات الصهاينة، و بعد القصف المتعمد لمواقع الأممالمتحدة التي تضم قوات دولية اعتذر الكيان الصهيوني للسيد عنان بحجة أن القصف خطأ غير متعمد، بينما فشل مجلس الأمن باتخاذ قرار إدانة!.
تأسفت الأممالمتحدة لمجزرة قانا، دون إدانة القاتل، و حتى ما بعد قانا لم يطلب بوش و لا كوندي التي أعطت اوامرها للصهاينة بتنفيذ المجزرة وقفا لإطلاق النار!، في الوقت الذي كانت فيه العديد من الأنظمة العربية تستجير من الرمضاء بالنار، مطالبة أمريكا بوقف إطلاق فوري للنار،و مباحثات رايس لم تتضمن غير التحدث بالنيابة عن اولمرت و شروطه للخروج من الدمار الذي أوقع نفسه فيه، لترفض وقف إطلاق النار، بل و تدعم الكيان الصهيوني بصواريخ من جيل جديد للنموذج الذي قصف فيه ملجأ العامرية العراقي زمن السيد كلينتون، بل إن كل الملامة توجه للمقاومة في فلسطين و لبنان بكونهما سبب البلاء!، و حينا آخر يتم توجيه الاتهام لسوريا!.
هل وجد هذا الانحياز السافل من عدم أم هل بقي لمدعي وجود نظرية المؤامرة ضد العرب و المسلمين و من يعيش بين ظهرانيهم أي شك؟ في وجود توجهات مشتركة صهيو_انجلو سكسونية للنيل من الوجود العربي، و الإسلامي في العالم أجمع، و ليس لبنان أو العراق أو أفغانستان، ولا الشهيدة الحية فلسطين!
لنراجع قليلا بعض الأخبار السابقة علنا نقف على خبر من يحرضون ضد الإسلام و المسلمين في العالم: أخر الإساءات للمسلمين تتوجت على يد السيد بوش بتعيين الجنرال بانز كرادوك في منصب قائد منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو، ليست هنا المشكلة، بل المشكلة أن الأمر يعد تكريما للقائد السابق لمعتقل غوانتناموا سيء الصيت، الذي أهين فيه القرآن مرارا إلى جانب تعذيب الأسرى الذين كلهم من المسلمين، و قتل من يقترب موعد الإفراج عنه، بل و تسليم جثته مجوفة إلى أهله، لكيلا يتم التعرف على سبب الوفاة!.
بول وولفويتز المشهور بشدة ولاءه للكيان الصهيوني و النائب السابق لوزير الدفاع الأمريكي، الذي يوصف بكونه مهندس الحرب على العراق، يتم تعيينه رئيسا على البنك الدولي في إطار تقديم الشكر و المباركة لجهوده في الحرب على العراق و توسعة هذا النفوذ لتنفيذ باقي خططه في هدم أكبر كم من المؤسسات الدولية كما وعد!
إلى جانب رديفه جون بولتون الذي يسعى بدوره لتقويض الأممالمتحدة من خلال معارضته لأي قرار لا يتماشى مع المصالح الأمريكية في العالم، و المشرق العربي خاصة!، علما بأن بولتون هذا حاز درع الأرز اللبناني مقدم له من قبل مجلس القوات للبنانية، و في نفس الوقت و بحسب القرار الاممي رقم 1680 الذي اشترعه بولتون، يتم تطويق الحدود السورية اللبنانية بقوات دولية، الخصوص، لتعميق التدخل في لبنان و الاستقواء على سوريا، و بالخلاصة تمكين وجود الكيان الصهيوني!
و بعد وقف قصف لبنان يتم تأسيس اللوبي الصهيوني في أوروبا لدعم المجازر ضد العرب، كما يؤسس في الولاياتالمتحدة و على يد أحد زعماء المحافظين الجدد دانيال بايبيس من زعماء حزب الشيطان، معهدا لمكافحة الإسلام، يستهدف الإسلام عبر إعادة صياغة الدين الإسلامي بما يلبي الشروط الصهيونية، عبر أعادة كتابة القرآن الذي بدأت تتسرب إلى أيدي أطفالنا نسخا منه، علاوة على إعداد فتاوي تحلل ما حرم الله!
في ذات الزمان تكرم الشبكة الدولية لحقوق رسامي الكاريكاتور CRNI في كولارادو الأمريكية، رسامي الكاريكاتور الأحد عشر الذين أثاروا موجات احتجاج عالمية برسومهم التحريضية ضد الإسلام ممثلة بالاعتداء على شخصية الحبيب المصطفى صلوات الله و سلامه عليه، و هذا التكريم جاء بحجة أن الرسامين قد أدوا عملهم بشجاعة! فهل يقدر هؤلاء القتلة على ممارسة شجاعتهم ضد الكيان الصهيوني في غزة و لبنان!
الحكومة الهولندية سقطت احتجاجا على مسعى وزيرة الهجرة الهولندية لتطبيق قانون الجنسية، من خلال سحب الجنسية من النائبة صومالية الأصل (أعيان حرسي علي)، لاعترافات الأخيرة بتقديمها معلومات كاذبة لنيل الجنسية من اتهامات مسيئة وجهتها للإسلام بزعم الاضطهاد الديني، بل و تظهر متحررة حتى من ملابسها في الشريط التصويري الذي أودى بحياة ثيو فان غوخ عن اضطهاد المرأة في الإسلام!، ليتم بعد تخليها الشخصي عن مركزها في البرلمان الهولندي و عن الجنسية الهولندية، أن تحتضنها أمريكا لتعمل في الأميريكان انتربرايز The American Enterprise كخبيرة في الإسلام!