فشلت محاولات الاتحاد الأفريقي للتفاوض مع المتمردين في جزر القمر، وحذر مسئول في الاتحاد أمس الاثنين من أن الخيار العسكري أصبح الخيار الوحيد لإنهاء التمرد في جزيرة أنجوان. وقال وزير الخارجية التنزاني برنارد ميبي متحدثاً عن جهود الوساطة التي يقوم بها الاتحاد والتي شارك فيها مع نظيره الجنوب أفريقي إن الجولة الأخيرة من المحادثات مع المتمردين لم تسفر عن شيء. وصرح ميبي للصحفيين في موروني بأن الوساطة قد انتهت ولم يعد هناك غير اللجوء للخيار العسكري. وأضاف يتعين على زعيم المتمردين محمد بكار الذي أعلن نفسه رئيسا من جانب واحد في جزيرة أنجوان أن يحمل حقائبه، وأن يسلم نفسه لقوات الاتحاد الأفريقي التي سوف تنتشر في أنجوان، وإلا فعليه المقاومة واللجوء للحرب. وتخطط الحكومة الفدرالية في جزر القمر لاجتياح أنجوان، وقد عرضت تنزانيا والسنغال وليبيا والسودان تقديم دعم عسكري لها تحت مظلة الاتحاد الأفريقي حتى تحكم سيطرتها على الجزيرة. وتقع جزر القمر في المحيط الهندي شرق السواحل الأفريقية وتتمتع كل منها بحكم ذاتي طبقا لاتفاق السلام الذي تم توقيعه عام 2001، الذي يكفل أيضا التناوب على الرئاسة. ويبلغ عدد سكان دولة جزر القمر نحو 700 ألف نسمة، وقد شهدت نحو 19 محاولة انقلابية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1975. يذكر أن العرب هم أول من اكتشف جزر القمر وقطنوها قبل نحو ألف عام، لكنها تحولت فيما بعد إلى ملاذ للقراصنة.