في تطور سياسي لافِتٍ ومهمٍّ تقدَّمت كتلةُ جبهة التوافق العراقية (عربية سُنِّيَّة) والكتلة الصدرية (شيعيَّة) في البرلمان العراقي بمشروع قانون يطالب بوضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال الأجنبية من البلاد, وفيما لا تزال موجةُ العنف تضرب العراق- حيث قُتِل 8 أشخاص وأُصيب 48 آخرون في انفجار بجوار إستاد رياضي بوسط العاصمة العراقية بغداد وهجوم بالهاون على مركز متطوعي الشرطة بالمثنَّى صباح اليوم الأربعاء 13 سبتمبر 2006م- أجرى رئيس الوزراء الدكتور جواد نوري المالكي محادثاتٍ خلال زيارته الحالية للعاصمة الإيرانيةطهران، وقد تمحورت هذه المحادثات حول عدد من القضايا الأمنية. ونقلت إخبارية (الجزيرة) الفضائية عن عضو الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) عن جبهة التوافق ظافر العاني- في مؤتمر صحفي مشترك- مع رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان حسن شنشل أنَّ مشروع القرار حَظِيَ بتوقيع 104 من أعضاء الجمعية.
وطالب العاني أيضًا بوضع جدول زمني لإعادة بناء قوات الأمن العراقية وتأهيل الجيش, مُعتبرًا أنَّ هذا التحالف الجديد داخل البرلمان العراقي خطوةٌ أولى باتجاه "موقف سياسي مناهض للاحتلال", وأنَّه لا يمثل كتلةً معينةً وإنَّما قوى متعددة داخل البرلمان، واتَّهَمَ العاني هيئة رئاسة البرلمان بالتسويف حيال طرح المشروع, داعيًا إلى نقاشاتٍ جادَّةٍ حوله, وبرَّرَ مشاركة "التوافق" في العملية السياسية بأنَّها كانت لإنهاء الاحتلال بالوسائل السياسية.
على صعيد آخر أجرى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مباحثاتٍ مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في طهران وصفت بالجيدة, كما تعهَّدت طهران بتقديم "أية مساعدة لإحلال الأمن كاملاً في العراق" في إشارةٍ وجدها العديد من المراقبين لافتةً للنظر.
وقال نجاد- في مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي-: "إنَّنَا نُقَدِّم دعمَنا الكامل لإخواننا العراقيِّين، وسنمدُّهم بكل خبرتنا في عملية إعادة الإعمار", إضافةً إلى مساعدتهم في "إحلال الأمن كاملاً", مُعتبرًا أنَّ "أمن العراق من أمن إيران".
المالكي من جانبه قال إنَّ جميع الاتفاقات السياسية والأمنية والاقتصادية الموقعة مع إيران سوف تُطَبَّق, مؤكدًا أنَّ إيران "دولة مهمة"، وأنَّ زيارته تُعَدُّ "نقطة تحوُّل" في مسار العلاقات بين البلدين، وقال عدد من مساعدي المالكي إنَّه سوف يطلب من قادة إيران "عدم التدخل في الشئون العراقية"، بالإضافة إلى منع تسلل المسلحين من أراضيها وهي نفس المطالب الأمريكية, غير أنَّ المالكي وأحمدي نجاد لم يتطرَّقا خلال المؤتمر الصحفي إلى تفاصيل ما دار بينهما من محادثاتٍ.
وجاءت تلك التطورات فيما شهد العراق أمس الثلاثاء 12 سبتمبر أعمال عنف في أنحاء متفرقة منه, حصدت أرواح نحو 30 شخصًا، وكانت أبرز عمليات العنف تلك التي أدَّت إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين في هجوم لمسلحين على مسجد شيعي في خان بني سعد جنوبي بعقوبة ببغداد، كما شهدت نفس المدينة مقتل 11 آخرين في انفجارات عدة هزت أرجاء متفرقة منها.
وشهدت العاصمة بغداد مقتل ستة مدنيين وإصابة نحو 15 آخرين في انفجار قنبلة كانت تستهدف قافلةً أمريكيةً بالقرب من مطعم شعبي في ضاحية المنصور غرب المدينة.