لقي جنديان أمريكيان مصرعهما فيما أصيب عشرة آخرون في هجمات بقذائف الهاون بعد يوم من مقتل أربعة جنود أمريكيين في هجومين فدائيين . وقال جيش الاحتلال الأمريكي - في بيان - إن الجنديين كانا في مهمة جنوبي بغداد الثلاثاء لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل أو يحدد موقع الهجوم. وبالأمس اعترف جيش الاحتلال بمقتل أربعة من جنوده بينهم ثلاثة سقطوا في انفجار عبوة "خارقة للدروع" استهدفت عربتهم شرق العاصمة العراقية. كما قال الاحتلال إن الانفجار أسفر أيضا عن إصابة ستة جنود آخرين ليرتفع بذلك عدد القتلى الأمريكيين خلال الشهر الحالي إلى أكثر من ثمانين جنديا بحسب إحصائيات الاحتلال . من جهة ثانية لقي جندي بريطاني مصرعه متأثرا بجروح أصيب بها في انفجار قنبلة في مدينة البصرة جنوب العراق. يشار في هذا الصدد إلى أن نحو 5500 جندي بريطاني ينتشرون هناك معظمهم بمدينة البصرة وما حولها. وسيتم تخفيض عددهم بنحو 500 جندي نهاية العام. وشهد العراق أمس موجة عنيفة من العنف كان أبرزها وقوع هجومين فدائيين في بغداد أسفرا عن مقتل نحو 70 شخصا. وأوضح مصدر بالشرطة أن 50 شخصا قتلوا بهجوم نفذه شخص يقود شاحنة وقود ملغومة ببغداد. وفي هجوم منفصل قضى 20 شخصا عندما فجّر مهاجم سيارة ملغومة قرب منفذ تجاري بحي الكرادة بالعاصمة وقتل ثلاثة أشخاص آخرين في هجوم آخر بحي الدورة جنوب بغداد. سياسيا أعلنت جبهة التوافق العراقية السنية انسحابها من حكومة نوري المالكي أمس الأربعاء مما أدخل الحكومة في أزمة سياسية كبيرة. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية رافع العيساوي في مؤتمر صحفي لقادة الجبهة ضم عدنان الدليمي ونائب الرئيس طارق الهاشمي إن سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء وخمسة وزراء منتمين للجبهة سيقدمون استقالاتهم اليوم. وأكد الهاشمي -المسؤول في جبهة التوافق- أن الجبهة ستبقى ناشطة في العملية السياسية على أمل إصلاحها وتعديل مسارها بالتخلص من مظاهر وأسباب الانقسام الطائفي والعرقي. وأوضح أن مطالب الجبهة ستبقى قائمة لتكون أجندة للإصلاح والبناء مشيرا إلى أن جبهة التوافق ستعيد حساباتها في جدوى مشاركتها في العملية برمتها إذا وجدت غير ذلك وتبين افتقار الأطراف السياسية الأخرى إلى الجدية. وأضافت الجبهة أنها انسحبت من الائتلاف الذي يقوده المالكي بسبب تقاعس الائتلاف عن تلبية قائمة تضم نحو 12 مطلبا من بينها منحها المزيد من الثقل في الأمور الأمنية. ومن بين الوزراء المستقيلين وزراء الثقافة وشؤون المرأة والتخطيط والتعليم العالي ووزير بوزارة الخارجية. وكانت الجبهة - ولها 44 نائبا في البرلمان- هددت قبل أسبوعين بالانسحاب من الحكومة والبرلمان وجمدت عضويتها الأسبوع الماضي في الحكومة وأمهلت رئيس الوزراء أسبوعا لتحقيق أحد عشر مطلبا وقالت إنه في حال عدم تحقيقها فإنها ستنسحب من الحكومة وتدرس بدائل أخرى لمصلحة الشعب العراقي. وأبرز هذه المطالب إصدار عفو عام عن المعتقلين وتفعيل مشاركتها في اتخاذ القرارات السياسية والأمنية. وقال برهم صالح وهو نائب أخر كردي لرئيس الوزراء في تصريحات – بحسب رويترز - إن انسحاب الكتلة السنية هو على الأرجح أخطر أزمة سياسية يواجهها العراق منذ إقرار الدستور.فيما حذر من أن العواقب ستكون وخيمة إذا لم تحل هذه الأزمة. وكان المالكي اعتبر يوم الاثنين تهديد الجبهة بالانسحاب من الحكومة بأنه غير موفق. وأوضح مكتب المالكي أن رئيس الوزراء العراقي تحدث مع الرئيس الأمريكي جورج بوش عبر دائرة تلفزيونية مغلقة وأكد له أن الحوار مع جبهة التوافق لن يتوقف رغم المقاطعة. ودعا بوش المالكي إلى العمل بجدية لإبقاء حكومته موحدة ووضع حد للاقتتال الطائفي بالبلاد. وقال توني سنو المتحدث باسم البيت الأبيض في واشنطن عقب المحادثة إن بوش شدد على أن الشعبين العراقي والأمريكي بحاجة إلى رؤية أفعال وليس مجرد أقوال... على الصعيد السياسي. وأضاف سنو أننا نتابع الوضع لكن يجب أن نتذكر أن هذا ليس انسحابا كاملا من العملية السياسية مقرا بأن ذلك يظهر بعضا من الصعوبات على مستوى العمل في المجال السياسي بالعراق. هذا وقد اعترفت واشنطن بحدوث انتكاسة حيث قال فيل ريكر المتحدث باسم سفارة الاحتلال الأمريكي في العراق إن الديمقراطية صعبة... هذا مخيب للآمال.. نعم. هذا مخيب للآمال بالنسبة لنا.. مخيب للآمال بالنسبة لهم.. مخيب للآمال بالنسبة للشعب العراقي. وقال حيدر العبادي عضو البرلمان المقرب من المالكي إن جبهة التوافق تحاول إقناع الأمريكيين بسحب دعمهم لرئيس الوزراء. وأضاف أن الجبهة تبعث برسالة إلى واشنطن مفادها أن المالكي لم يعد مقبولا وتحاول إعادة العملية السياسية إلى المربع الأول. وقال إنها لن تنجح في ذلك. وقد تلحق الانتكاسات السياسية في العراق الضرر أيضا ببوش الذي يخوض الشهر القادم مواجهة بالكونجرس عندما يرفع قائد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق تقريرا بشأن التقدم بعد إرسال 30 ألف جندي إضافيين للعراق هذا العام. وكانت أطراف شيعية وأخرى كردية تحاول التحاور مع جبهة التوافق لإقناعها بتأجيل فكرة انسحابها من الحكومة والبرلمان والسماح بمفاوضات اللحظة الأخيرة لنزع فتيل الأزمة السياسية. تجدر الإشارة إلى أنه سبق أن انسحب من الحكومة ستة وزراء من التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر في يونيو احتجاجا على رفض المالكي تحديد جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق ولم يحل أحد محل أولئك الوزراء. في هذه الأثناء اقترحت الولاياتالمتحدة وبريطانيا في محاولة منهما لتخفيف ما يتعرضان له من خسائر فادحة في العراق دورا سياسيا موسعا بشكل كبير للأمم المتحدة. ويدعو مشروع قرار وزع على أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء إلي إعطاء دفعة مهمة لنطاق عمل بعثة الأُمم المتحدة للمساعدة في العراق بالترافق مع تمديد مهمتها لعام آخر. ومنذ إنشائها قبل أربع سنوات ركزت بعثة الأممالمتحدة في العراق بشكل أساسي على المساعدة في الانتخابات ومراقبة حقوق الإنسان. وتعمل الأممالمتحدة بحذر في العراق منذ تفجير مكتبها في بغداد في عام 2003 الذي أودى بحياة 22 شخصا. لكن زلماي خليل زاد السفير الأمريكي لدى الأممالمتحدة وهو سفير سابق لدى العراق قال انه يريد أن تشارك المنظمة الدولية بشكل أكبر في عملية المصالحة في البلاد. ويؤيد الأمين العام بان جي مون أيضا دورا أكبر للأمم المتحدة. ويقول المشروع الذي قدمته الولاياتالمتحدة وبريطانيا انه ينبغي لبعثة الأممالمتحدة من الآن فصاعدا أن تقدم النصح والدعم والمساعدة للعراق بشأن السير قدما في حوار وطني شامل ومصالحة سياسية ومراجعة وتنفيذ الدستور. ويضيف المشروع انه ينبغي أيضا لبعثة الأممالمتحدة أن تدعم الحوار بين العراق وجيرانه بشان أمن الحدود والطاقة واللاجئين. ويدعو المشروع إلي أن تساعد البعثة العراق في استيعاب عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من العنف وتنسيق برامج إعادة الأعمار والمعونات ودعم الإصلاح الاقتصادي. وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه انه في حالة صدور القرار فان الأمر سيكون متروكا للأمم المتحدة لتقرير هل ستحتاح إلي زيادة موظفيها في بعثتها في العراق الذين يبلغ عددهم حاليا حوالي 300 . وينتهي التفويض الحالي للبعثة في العاشر من أغسطس.