ذكرت مصادر صحفية أن مجموعة من الدول التابعة للحلف الأطلسي تخلوا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية في حربها داخل أفغانستان والعراق ضد المجاهدين الإسلاميين، وأرجعت تلك المصادر السبب في تخلي قوات الناتو عن الولاياتالمتحدة إلى القوة التي تتمتع بها قوات طالبان في حربها ضد قوات الاحتلال في أفغانستان وأيضا بسالة المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الدولية هناك. وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في عددها أمس الثلاثاء (12/9) الجاري أنه وبعد 5 أعوام من وقوف العالم "جنبا إلى جنب" مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر، فإن العديد من الدول الغربية على غرار ألمانيا وإيطاليا واسبانيا وتركيا تجاهلت طلبات عاجلة من القوات الدولية في أفغانستان بإرسال المزيد من القوات لديها إلى البلد المذكور، بسبب القوة التي تظهر عليها قوات طالبان في صد تلك القوات.
كما توقعت ذات المصادر أن لا تقدم فرنسا أي مزيد من الدعم للقوات الدولية في كابل، لاسيما بعد أن قررت قيادة قوات دولية تابعة للأمم المتحدة في لبنان.
ومما يزيد من حرج الإدارة الأمريكية ما ذكرته /بي بي سي/ الاثنين (11/9) من أن بريطانيا تراجعت عن قرارها بإرسال 900 جنديا إضافيا إلى جنوبأفغانستان، بعد أن كامنت وعدت بذلك. وبررت الحكومة البريطانية موقفها بعدم مساهمة الدول الأخرى الأعضاء في الحلف بقوات كافية.
ونقلت /التايمز/ أن مجموعة من الدول الحليفة لواشنطن رفضت نداء من الجنرال جيمس جونز، القائد الأعلى للقوات الأمريكية الأوروبية في أفغانستان، بإرسال 2500 جندي إضافي، للقتال إلى جانب القوات الأمريكية والبريطانية والكندية والهولندية في أفغانستان. ولم تبادر أي من الدول 26 الأعضاء في حلف الناتو إلى إرسال ولو جنديا واحد.
ويبدو أن البريطانيين، الذين يشارك حوالي 5500 جنديا منهم في العمليات العسكرية في أفغانستان، أعلموا شركائهم الدوليين أن هناك حاجة إلى مؤيد من القوات في مناطق الجنوب، إذا أرادوا لتلك المناطق الصمود وعدم السقوط في أيدي مقاتلي حركة طالبان. ويذكر أن 33 جنديا بريطانيا قضوا في عمليات عسكرية في أفغانستان منذ يونيو الماضي.
وتعترف قوات الناتو في أفغانستان أن قواتها تعاني من التمزق والتشتت، وأن ذلك يمثل خطرا حقيقيا، بيد أنه لا يزال يعتقد أن الأمر لا يصل حد إمكانية سيطرة طالبان والقاعدة على كابل من جديد.
ومما يثير قلق القوات الدولية في أفغانستان تصاعد العمليات العسكرية ضدهم، لا سيما في مناطق الجنوب، حيث تكبدت القوات الأطلسية خسائر كبيرة في أرواح جنودجها خلال العام الحالي. ومما زاد من الخسائر التحول النوعي في طبيعة العمليات التي ينفذها مقاتلو طالبان، والتي بدت أكثر دقة ونجاعة في ايقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر.
من جهتها تحاول بريطانيا أن تضيق الخناق على مقاتلي طالبان وحرمانهم من الدعم الذي يلقونه من جهات داخل باكستان. وزار الوزير في الخارحية البريطانية كيم هويلز إسلام آباد، حيث التقى بالمسؤولين هناك، مجددا الدعوة لتوثيق التعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب. وقد اقترح هويلز نوعا من الامتيازات للقبائل التي تدعم أو تأوي مقاتلي طالبان مقابل التخلي عن دعم ما وصفه بالإرهاب.