قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري: إن العراق يريد تأكيدات من واشنطن بأن تقف إلى جوار بلاده في مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية وفقًا لاتفاق ثنائي طويل الأجل تتفاوض الدولتان بشأن تفاصيله. وقال زيباري لوكالة رويترز "ما نريد أن نراه في هذا الاتفاق حقًا هو التزام مستمر من جانب الحكومة الأمريكية للوقوف إلى جوار الحكومة العراقية في مواجهة تهديدات خارجية وداخلية. واستدرك قائلاً "لكن هذا لا يعني حقًا أننا نريد من الولاياتالمتحدة أن تضم قواتها إلى العراق وتخوض حربًا أخرى مع إيران أو أي جيران آخرين. هذا ليس القصد أو الزج بالأمريكيين في شيء هو في غير مصلحتهم." وسئل زيباري عما إذا كان يريد إلزام الولاياتالمتحدة بأن تحمي العراق في حالة التعرض لخطر خارجي فقال "هذا سيترك للمفاوضات. هذه مفاوضات فنية وقانونية بدرجة كبيرة لذلك لا أريد أن أقفز إلى النتائج". وتابع قائلاً: "إنه سيكون نوعًا من (اتفاق) وضع القوات لكنه قد يذهب إلى أبعد من هذا أيضًا." وأصبح فحوى هذا الاتفاق قضية سياسية ساخنة في واشنطن في عام الانتخابات الأمريكية، حيث يطالب الديمقراطيون المعارضون بألا يلزم الاتفاق الرئيس الأمريكي القادم بحماية العراق والإبقاء على القوات الأمريكية هناك فترة طويلة. وتبدأ المحادثات الأمريكية العراقية بشأن الاتفاق هذا الشهر على أن تنتهي قبل أن ينتخب الرئيس الأمريكي القادم في الرابع من نوفمبر. وتعهد كبار المرشحين الديمقراطيين بإنهاء الحرب العراقية التي بدأت قبل خمس سنوات ولا تلقى تأييدًا في الداخل وإعادة 150 ألف جندي أمريكي يتصدون لمقاتلين وأعمال عنف طائفية إلى الوطن. وتعمل قوات الاحتلال الأمريكية في العراق بموجب تفويض من الأممالمتحدة ينتهي بنهاية عام 2008 . ولا يريد العراق تمديد هذا التفويض ولذلك تحتاج الدولتان للاتفاق على مبادئ تسمح للقوات الأمريكية بالبقاء في العراق بعد هذا التاريخ. ويقول سياسيون أمريكيون: إن أي ضمانات دفاعية سترفع الاتفاق إلى مستوى المعاهدة وهو ما يتطلب موافقة من مجلس الشيوخ الأمريكي يصعب الحصول عليها. وصرح زيباري أيضًا بأن أي رئيس أمريكي ديمقراطي قادم قد لا يسحب القوات الأمريكية بالسرعة التي وعد بها السناتور باراك اوباما والسناتور هيلاري كلينتون اللذان يتصدران السباق الديمقراطي لانتخابات الرئاسة القادمة. وكان اوباما قد أعلن أنه سيسحب كل القوات الأمريكية من العراق في غضون 16 شهرًا. بينما قالت كلينتون: إنها ستبدأ في إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن. واستطرد زيباري قائلاً: "المسألة ليست مجرد العراق، إنها الخليج والنفط وإيران وعملية السلام في الشرق الأوسط، ولذلك لا أعتقد شخصيًا أن يحدث أي فصل سريع بغض النظر عمن يفوز في السباق (الرئاسي الأمريكي).