فضيحة من العيار الثقيل؛ ففور قيام قوات الجيش بتفجير منازل أهلنا فى سيناء قرب المنطقة الحدودية مع غزة، عرضت القناة الإخبارية الثانية الإسرائيلية كليب (تسلم الأيادى) محبة فى الفريق السيسى والانقلاب العسكرى وإشادة به بعد هدمه المنازل فى رفح!. القناة الثانية الإسرائيلية كتبت على شاشة القناة وهى تعرض أغنية "تسلم الأيادى" تقول: "أغنية جديدة للجيش المصرى احتفاء بإزاحته لحكم الإخوان المسلمين"! وقد وصف الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك فى مقال له تدمير الجنرال السيسى أنفاق غزه بأنه يستهدف الضغط على إسرائيل للضغط على السلطات الأمريكية للكفّ عن وصف ما جرى فى مصر بانه انقلاب عسكرى! واحتفلت الفضائيات والصحف الصهيونية بتفجير منازل أهل سيناء فى رفح ونشرت صورا للتفجيرات والدخان يتصاعد فى السماء، مشيدة بما يفعله السيسى، ومعتبرة أنه ينفذ ما عجزت عنه طائرات إسرائيل خلال الهجمات المتتالية على أنفاق غزة، حيث يجرى تفجير الأنفاق وإغراقها بالمياه القذرة، وتفجير المنازل التى تخرج منها الأنفاق، والسعى لإنشاء منطقة عازلة على الحدود تقدر بحوالى كيلو متر من الناحيتين فى رفح المصرية والفلسطينية. كما أبدى إعلام تل أبيب سعادته بتصاعد العداء من جانب سلطة الانقلاب لحماس وحصار الانقلابيين لأهل غزة، معتبرة أن هذا يزيح عن كاهل الصهاينة تهمة حصار غزة ويلصقها بالسيسى الذى يدعمه حكام دول الخليج وإعلام عربى تسيطر عليه دول الخليج. وقال "فيسك" إن دول الخليج أدركت متأخرا أن الانقلاب لن يمر مرور الكرام كما وعدهم الجنرالات فى مصر، وبدأو يُمسكون عن الإنفاق على الانقلابيين، ووصف كل الذين دافعوا عن حقوق الإنسان وطالبو مرسى بمزيد من الحريات بأنهم تحولوا إلى عملاء وانقلابيين وسقطت عنهم الأقنعة وارتبط وجودهم بوجود الانقلاب وما إن يرحل حتى تخرس ألسنتهم وأقلامهم للأبد بأمر الشعب. وقال إن التظاهرات فى مصر لا تزال تؤرق الجنرالات، لا سيما التى تكسر حظر التجول ليلا، والكثير من قادة الشرطة بدأوا يدركون أن فشل الانقلاب سيجعل الكثيرين منهم سجناء بل وسيتم إعدامهم تحت ضغط أهالى القتلى، لا سيما الذين تم حرقهم أحياء، مؤكدا أن الانقلاب لن ينجح لأن الدماء وقود لا ماء كما يعتقد رجال الأمن. بدوره قال الدكتور باسم عودة -وزير التموين المستقيل على صفحته الشخصية على فيس بوك-: إن محاولة إخلاء الجيش لمدينة رفح المصرية على الحدود مع غزة لها مقصدان: (الأول): هو ترويج فكرة الحرب على غزة وشيطنة الإسلاميين وقت الاعتراض عليها لتزكية السخط لدى الشعب على الإسلاميين عامة والإخوان مستغلا العلاقة بين الإخوان وحماس لتثبيت فكرة أن الإخوان خونة وعملاء لدى الشعب. و(المقصد الثانى): هو تفتيش المنازل فى رفح والمحاذية لقطاع غزة لتدمير جميع الأنفاق التى تصل بينها وبين غزة لفرض حصار كامل على غزة وهو ما تم الاتفاق عليه مع إسرائيل فى مقابل إنقاذ السيسى. وأضاف أنه لم يعد للسيسى كارتا داخليا يملكه للسيطرة على زمام الأمور وفى نفس الوقت حلفاؤه الخليجيون لن يستطيعوا إنقاذ الاقتصاد المصرى من الانهيار؛ فقد تعدّت قدراتهم المالية. لم يتبقَ للسيسى إلا الحليف السياسى له إسرائيل، والتى بالطبع ستستغل حالة الضعف التى يمر به السيسى لتفرض عليه انتهازية إسرائيلية فى مقابل حملة دولية لإنقاذ ودعم حكم السيسى الآيل للسقوط بجانب تدعيم وتسويق فكرة الإرهاب عالميا لمعارضى السيسى فى مصر. وقال إن السيسى أدرك أن كل الطرق قد أغلقت عليه وأن كل الخطط الميدانية قد فقد السيطرة عليها، وأن نسبة المعارضين له أخذت دائرتها فى الاتساع فى مقابل الاقتصاد الذى انهار تقريبا بنسبة 65% وربما على أوئل شهر أكتوبر قد تصل نسبة الانهيار إلى 80% إذا نجحت المرحلة الأولى من العصيان المدنى.