انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    ترامب يعلن موعد اللقاء المرتقب مع زهران ممداني في البيت الأبيض    إسلام الكتاتني يكتب: المتحف العظيم.. ونظريات الإخوان المنحرفة    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أسامة العرابي: رواية شغف تبني ذاكرة نسائية وتستحضر إدراك الذات تاريخيًا    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    تضرب الوجه البحري حتى الصعيد، تحذير هام من ظاهرة تعكر 5 ساعات من صفو طقس اليوم    أول تعليق من الأمم المتحدة على زيارة نتنياهو للمنطقة العازلة في جنوب سوريا    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    الجبهة الوطنية: محمد سليم ليس مرشحًا للحزب في دائرة كوم أمبو ولا أمينًا لأسوان    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    حجز الإعلامية ميرفت سلامة بالعناية المركزة بعد تدهور حالتها الصحية    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    بينهم 5 أطفال.. حبس 9 متهمين بالتبول أمام شقة طليقة أحدهم 3 أيام وغرامة 5 آلاف جنيه في الإسكندرية    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    تراجع في أسعار اللحوم بأنواعها في الأسواق المصرية اليوم    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 داخل الأسواق المصرية    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    معتذرًا عن خوض الانتخابات.. محمد سليم يلحق ب كمال الدالي ويستقيل من الجبهة الوطنية في أسوان    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    الذكاء الاصطناعي يمنح أفريقيا فرصة تاريخية لبناء سيادة تكنولوجية واقتصاد قائم على الابتكار    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    علي الغمراوي: نعمل لضمان وصول دواء آمن وفعال للمواطنين    أسعار الأسهم الأكثر ارتفاعًا وانخفاضًا بالبورصة المصرية قبل ختام تعاملات الأسبوع    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرسالة 27 للشعب المصرى:
نشر في الشعب يوم 25 - 01 - 2008


بقلم: مجدى أحمد حسين
[email protected]
"يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما. ياأيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ولاتطع الكافرين والمنافقين ودع آذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا"
إن حياة المؤمن كلها لله ، وهو يسير فى طريق الحياة الدنيا والله سبحانه وتعالى نصب عينه ويمتلك عليه كل ذرة من كيانه هو يسبح باللسان ونبضات القلب وبالأعمال الصالحات هو فى اتصال دائم ولحظى بالله عز وجل واذا اندفعت مشاعره أو اهتماماته أو مجرد حديثه والفاظه بعيدا عن المرجعية الربانية جاء موعد الصلاة ليذكره بهدفه من الوجود ومقصده النهائى فيراجع نفسه ويستغفر الله ويعيد ضبط نفسه وزوايا اتزانه كما تفعل الأجهزة مع عجلات المركبات . ومن أجل هذا شرع لنا الله الصلاة فكانت نعمته الكبرى علينا . ولذلك شبه الرسول عليه الصلاة والسلام الصلاة بالاغتسال خمس مرات فى اليوم . فهل يبقى دنس فى جسد يغتسل بهذا المعدل . انه يتطهر خمس مرات يوميا والوضوء صنو هذه الطهارة الروحية فلا توجد طهارة روحية بدون طهارة مادية بل توجد صلة تفاعلية بين الاثنين. ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام) .
اذن نحن وكل مانملك لله جل وعلا وهذه العبادة هى ذروة المتعة فى الحياة الدنيا وفى نفس الوقت فإن الله غايتنا ومبتغانا أن نلقى وجهه الكريم يوم القيامة لأن الذى يغضب عليه الله لاينظر إليه ولايكلمه فى هذا اليوم العظيم . وفى مقابل هذا الإقبال على الله سبحانه وتعالى فهو يصلى علينا كما نصلى عليه وهو أسلوب بلاغى يعكس التودد والمحبة والرحمة من الخالق العظيم كما ورد ( رضى الله عنهم ورضوا عنه ) وبالتاكيد فاللفظ واحد ولكن الفعل مختلف تماما فصلاة الله على المؤمنين هى الرحمة والرعاية والتوفيق وصلاة ملائكته بالاستغفار . وكما أن رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام هى أن يكون شاهدا على من أرسل إليهم ومبشرا من صدقه واتبعه بالجنة محذرا الكافرين ومنذرا لهم بالعذاب اذا لم يتوبوا . وداعيا إلى الله وهذه هى رسالة المؤمنين من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام إلى يوم الدين . والرسول يبشرنا بفضل كبير من الله فى الدنيا ثم أساسا بالآخرة : جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . ولماذا إذن كل هذا الإغداق من رب العالمين ومقابل ماذا ؟ وهى كأنها صفقة بيع وشراء كما وصفها القرآن مرارا ليقرب المسألة إلى أذهاننا. الطرف الآخر من المعادلة أو الصفقة التجارية إن شئت : هى عدم إطاعة الكافرين والمنافقين وعدم الالتفات لآذاهم ليس لأنه غير مهم أو غير مؤثر عليه وعلى أتباعه ولكن المقصود هو عدم الجزع من هذه الأذية من زاوية أنها لن توقف الرسالة عن تحقيق أهدافها ومراميها وأن الله بالغ أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون . إذن عدم إطاعة الكفار والمنافقين هى أبرز علامات صدق الايمان .فالايمان كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام هو ( ماوقر فى القلب وصدقه العمل ). وطاعة الكافرين والمنافقين لها أشكال وصور مختلفة فمنها التأييد الصريح والعمل الناشط والفاعل فى تنفيذ مايأمرون به من أوامر وتعليمات وسياسات تخالف شرع الله . وعلى رأس هؤلاء جند فرعون الذين يمثلون القوة الباطشة له فى تركيع جموع الشعب وحتى لايفكر أحد فى الخروج على أوامره . ونحن لدينا من هؤلاء مليون وثلاثة أرباع مليون هم قوام الجهاز القمعى وهذا عدد كبير للغاية ونسبة كبيرة من الشعب اذا استبعدنا قرابة 20 مليون تحت سن التكليف أو فى مرحلة الشيخوخة والمرض الشديد .وهناك الجهاز الادارى الذى يبلغ نحو 6 مليون ولاحظ أن هذا الجهاز يستدعى منه جيشا لتزوير الانتخابات بل ويستخدم فى الاعتداءات البوليسية العنيفة كما استخدم الحزب الوطنى موظفى الحكومة والقطاع العام لضربنا فى الجامع الأزهر بالشوم والعصى أيام مايسمى انتخابات الرئاسة .وهناك العاملون فى جهاز الإعلام القومى المكتوب والمسموع والمرئى وهناك مرسلو برقيات التهنئة والتأييد بمناسبة وبغير مناسبة . فى مختلف النقابات والهيئات وبمناسبة هذه البرقيات يحضرنى حديث للرسول عليه الصلاة والسلام عن بريدة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتقولوا للمنافق سيدا فانه ان يك سيدا فقد اسخطتم ربكم عز وجل ) رواه أبوداود والنسائى باسناد صحيح والحاكم ولفظه قال :( اذا قال الرجل للمنافق ياسيد فقد اغضب ربه) وقال صحيح الاسناد . ( الترغيب والترهيب)
اذن هناك أشكال عدة من التأييد القولى والفعلى للمنافقين والطواغيت . وهناك جيوش من المشرعين على مستوى التفصيل القانونى ثم الإقرار التشريعى تستخرج اى تشريع يأمر به الباشا الحاكم . وهناك فقهاء للسلطان وأتباعهم كثر يحللون كل مايراه السلطان : الربا - الخمر للسياحة - منع الختان - تأييد منع الحجاب فى أوروبا بناء على توصية من الحاكم المحلى - ادانة العمليات الاستشهادية - تعطيل فريضة الجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. كم لدينا من جيوش الأزهريين : كم واحد منهم أدان التطبيع مع العدو الصهيونى والأمريكى .إنهم ربما يعدون على أصابع اليد الواحدة أو الاثنتين . كما أن الساكت عن الحق شيطان أخرس . لماذا لم يخرج منهم إلا نفر قليل يصدعون بالحق ولاذت الأغلبية العظمى بالصمت المبين .هناك جيوش من الموظفين ينفذون أوامر الحاكم فى كل مجال بغض النظر عن اتفاق ذلك مع ثوابت الدين من عدمه وهى أمور معظمها فى علم الكافة . ولاتحتاج لمجتهدين كالاستيلاء على ثروات المزارعين الذين عمروا الارض الميتة. وهى ملكهم بلا نزاع وفقا للشريعة الاسلامية . كما يحدث الان فى جزر النيل والأمثلة قبل ذلك كثيرة . بينما المبدأ الاسلامى الفقهى معروف : ( من أحيا أرضا ميتة فهى له وليس لمحتجر حق بعد 3 سنوات). وبينما يقول الله عزوجل فى محكم كتابه بل ويقسم بذاته العلية ( فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدون فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ).
واسمحوا لى أن أسأل سؤالا ساذجا وبسيطا وأتحدى أن يعارضنى عاقل أو مخلص واحد فى مصر كلها : هل يوجد من يعتقد أن نظام مبارك قبل أن يصدر قرارا كبيرا أو صغيرا يعرضه على القرآن والسنة أم أنه يعرضه على خبراء لاثقافة دينية لديهم من قريب أو بعيد بل مشهود لهم بعكس ذلك .والأخطر من ذلك أنه يعرضه على البيت الأبيض وحكام اسرائيل أو بالأحرى هم الذين يفرضون عليه أهم القرارات والنظام يرى ضمان استمراره فى مواصلة الارتماء فى أحضان الحلف الصهيونى الأمريكى . وعندما يصمت الشعب فهذه واحدة من أهم مظاهر الطاعة لأن المتصلين بتنفيذ القرار ينفذون والباقى يصمتون . مثلا كم عدد العاملين فى قطاع البترول والتعدين انهم بعشرات الآلاف . وكم عدد العاملين فى حقل السياحة أيضا ربما عشرات الآلاف . هل سمعنا عن أى تمرد أو حادث واحد ضد أفواج السياحة الاسرائيلية ربما حدثت بعض الاحداث النادرة والمتباعدة ومن خارج قطاع العاملين فى قطاع السياحة . ولكننا لم نسمع على حادث واحد فى مجال البترول وقال مؤخرا رئيس شركة الطاقة الاسرائيلية إن مصر لم تتأخر لحظة واحدة فى مواعيد تسليم البترول لاسرائيل ولامرة واحدة حتى أثناء وقوع حروب فى فلسطين ولبنان بل ظل التسليم منتظما منذ توقيع مايسمى معاهدة السلام 1981. اذن كل الجهاز الادارى للدولة بعد الجهاز القمعى والأغلبية الساحقة من القطاع الخاص ملتزمة بتنفيذ سياسات الدولة ليس فى مجال التطبيع فحسب بل فى كل المجالات التى تتعارض مع مبادىء و قيم ديننا الحنيف. وأخيرا أجريت تعديلات دستورية أدت إلى تجريم العمل الاسلامى فى السياسة وأضفت الشرعية على العلمانية والإلحاد.
وهذا اعتداء صريح بلا أى مواربة على دين الله ومحاربة صريحة لله ورسوله . ولكننا لم نسمع دقات طبول الحرب فى الشارع الاسلامى ( أقصد بطبيعة الحال المقاومة السلمية ) . ورأت الحركة الاسلامية أن الصمت هو الحل وأقسمت بالله جهد أيمانها ألا تستفز وألا تقع تحت طائلة التحريض وألا ترد حتى بالكلمات . وكأنها مسألة شخصية او تنظيمية . إن الغضب فى الله لاعلاقة له بأوضاع سياسية وتنظيمية وأنه عندما يعتدى على الدين فلا مجال إلا المقاومة .ولابد من تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية حفاظا على الأقل على المفهوم الصحيح للعقيدة أما المواجهات الكلامية البراجماتية فهى تميع المعنى العقائدى للصراع وتربى أجيالنا الشابة على رخاوة لم نعرفها فى كتاب الله والسنة الصحيحة . وهناك منحى آخر هو موضة المراجعات التى تتم فى أقبية السجون ووفقا لمرجعية الشيخ لاظ أوغلى الذى لانعترف به فقيها ( لاظ أوغلى هو مكان أقبية أمن الدولة والداخلية ) . لقد كنا دائما ضد منهج العنف من أجل التغيير خاصة فى مصر واختلفنا مع الجماعة الاسلامية والجهاد . ونؤيد وقف العنف بل ونقبل الاعتذار عنه . ولكن مانشاهده الآن هو تشويه شامل للدين على طريقة الشيخ طنطاوى وساراكوزى ومن لف لفهما فى مجال تفصيل دين جديد وفقا لرغبات الحكام فى مصر وفرنسا وأى بلد آخر لايحكم بما أنزل الله . وهى سخافات شبعنا منها على مدار عقود حيث سمعنا من لايفقه فى الدين يعطينا دروسا فى الدين كرفعت السعيد ثم يتناغم معهم ثلة من الضالين المضلين الذين يزعمون أنهم رجال دين فى حين أنهم بمعرفة الجميع رجال دنيا . والحقيقة نحن فى هذه المراجعات أمام مأساة انسانية وأناس يريدون الخروج من السجن بأى ثمن . وبالتالى نحن لانأخذ هذه المراجعات ماخذ الجد . ونعول على صحوة الشباب بعد فترة من استراحة المحارب . والأمر لايسلم بدون توجيه تحية للصامدين من تنظيم الجهاد الذين لايوافقون على الخروج من السجن بأى ثمن وعلى رأسهم عبود الزمر وطارق الزمر ومحمد الظواهرى . ونقول لهم وللجميع إن الامم تعيش بمثل هذه المواقف وحتى إن اختلفنا معهم فى هذه النقطة أو تلك

. فليس هذا هو المهم فالأمة تحتاج لرجال صامدين لايغيرون مواقفهم تحت سوط الجلاد. لست مطلعا على التفاصيل ولكننى بالتأكيد مطلع على سفاهات الداخلية .
وهناك موقف اسلامى ثالث يظن أن الوقت لم يحن بعد للعمل السياسى !! عليك الصلاة والسلام ياسيدنا ابراهيم وكأنى أريد لك ومنك أن ترد عليهم ياأبا الأنبياء ولكن أين منى مكانة أنت فيها . ولكن هل نحتاج فعلا لمعجزة استحضار سيدنا ابراهيم لكى يشرح لهؤلاء كيف بدأ العمل السياسى منذ هذا الزمن السحيق وقبل أن ينشىء تنظيما قويا وأجهزة خاصة وجناح مسلح . ألم يصلنا جميعا شرائط فيديو مصورة وناطقة عن هذه التجربة العريضة من القرآن الكريم المحفوظ عبر السنين والأحقاب .( تاالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين). ولماذا وضع لنا القرآن هذه القصة بقدر غير قليل من التفصيل . وأيضا قصة سيدنا نوح وأصحاب الاخدود . إن الله سبحانه وتعالى احتفظ لنا بهذه القصص فى الكتاب الخاتم على سبيل الارشاد والتوجيه وليس على سبيل التأريخ. وقد تم حذف مالايلزمنا وبقى ماهو مطلوب الاقتداء به عدا المعجزات التى لاتغير من أصل الرواية شيئا . فالمعجزات حل محلها توفيق الله فى اطار السنن الاجتماعية . كما كانت المعجزات فى السابق لاتعطل العمل العام لهذه السنن من حيث متاعب الدعوة ومصاعبها ومايواجهه الأنبياء من عنت وابتلاءات الخ الخ وهكذا فإن موقف الحركة الاسلامية حائر بين هذه المواقف الثلاثة والمستفيد هو نظام الطاغوت.
إننى العبد الفقير إلى الله عز وجل أدعو جماهير هذه التيارات الثلاثة إلى إعادة تقييم وتقدير الموقف . فواجبنا كإسلاميين فى كل عصر وكل أوان وكل جيل أن نعلى كلمة الله ولانحمل ولاننقل هذه المهمة لأجيال قادمة فلايوجد نص قرآنى أو من السنة الصحيحة يأمرنا بذلك وهذا طبيعى لأن تأجيل المهمة الاسلامية الكاملة لجيل قادم يعنى تجميد معظم أحكام وشرائع الاسلام خلال عهد كامل أو جيل كامل وهذا مالايجوز تصوره . وتصبح العقيدة مجتزأة ويأخذ كل فرد أو جماعة جزءا ويترك أو تترك الأجزاء الباقية، وبكل حرية وهكذا يختلط الحابل بالنابل ولانعرف ماذا نأخذ وماذا نترك ؟ ستقولون هناك المجتهدون العلماء وهذا هو دورهم . وفى هذا خلط فادح فدور العلماء الاجتهاد فيما لانص فيه . وليس دور العلماء تعطيل القسم الأعظم من الدين أو أى جزء جوهرى من الدين بل ولاأى جزء على الاطلاق له نص لايحتمل التأويل . إن عدم مواجهة الطواغيت وبشكل دائم فيه خروج صريح على النصوص الصريحة للقرآن والسنة . وفيه خروج صريح وتنكب للسير فى طريق السيرة المحمدية المشرفة .
نحن الآن أمام نظام سلم مفاتيح البلاد لأعداء الله تحت دعوى الحكمة وتجنيب البلاد مخاطرغير محسوبة فى تطبيق يكاد يكون حرفيا للآيات الكريمة ( يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدى القوم الظالمين ، فترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ماأسروا فى أنفسهم نادمين ). باعتبارى من دارسى العلوم الاجتماعية والسياسية وممارس للعمل السياسى فأرى أننا أمام لون من الإعجاز القرآنى لم يتوقف عنده كثيرون . إن هذه الآيات تكاد تقول بنفس الألفاظ مايقوله حكامنا وأتباعهم من الأبواق الإعلامية والأقلام الضالة طوال حقبة كامب ديفيد التى أورثتنا العار والخسة بحيث نترك اشقاءنا فى أتون المعارك ونأكل نحن فى نفس الوقت من فتات موائد قتلة أشقاء الدم والعقيدة . وانتهى بنا الأمر إلى الهوان على كل الأصعدة ، ولم يعد لنا كرامة لابالمعنى المادى ولاالمعنوى وأصبحنا فى ذيل الأمم بكل ماتعنيه الكلمة من معنى . ولكن ماذا تقول هاتان الآيتان ؟ ولماذا نقول انهما يعالجان موقفا كالموقف الذى نحن فيه الآن بمنتهى الدقة؟

لنترك هذا للرسالة القادمة بإذن الله

وحتى نلتقى لنردد معا سرا وجهرا :"ولاتطع الكافرين والمنفقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.