الولي هو المتكفل بأمر من يتولاه.. والله سبحانه ولي الذين آمنوا.. أي المتكفل بهم والمعني بشئونهم، فأن يذكر العلي القدير في أكثر من موضع من كتابه المجيد أنه ولي الذين آمنوا فهذا ما يطمئنهم ويشد من أزرهم إن هم إعتصموا به »واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولي ونعم النصير« (الحج 87).. وعلي المؤمنين ان يتبعوا ما أنزل الله علي رسوله حتي يكونوا صالحين وحتي يتولاهم الله »إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولي الصالحين« (الأعراف 691).. والولاية هي المؤازرة وهي التأييد أيضا.. فالملائكة تطمئن المؤمنين وتبث في قلوبهم السكينة في حياتهم الدنيا ويوم القيامة »إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم« (فصلت 03 -23) ولكم فيها ما تدعون أي ما ترغبون فيه.. والله يذكرنا بأن النبي يهتم بأمر المؤمنين بأكثر من إهتمامهم هم بأنفسهم »النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم« (الأحزاب 6).. والمؤمنون يشد بعضهم أزر بعض »والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم« (التوبة 17 -27).. فهي سلسلة متصلة الحلقات.. فالله ولي الذين آمنوا.. والنبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم.. والمؤمنون بعضهم أولياء بعض.. والملائكة تدعوا للمؤمنين »الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم« (غافر 7 -9).. والله ولينا وهو يصلي علينا هو وملائكته »يا أيها الذين آمنوا إذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الي النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما« (الأحزاب 14 -44).. فكل الأبواب مفتوحة للمؤمنين ليبلغوا أملهم في دخول الجنة بسعيهم لدخولها بعمل الصالحات وبرحمة الله ومغفرته »أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين« (الأعراف 551).. فالله خير الغافرين وأرحم الراحمين، وهو ولينا في الدنيا والآخرة فرحمته بنا تتسع لأخطائنا وزلاتنا، ونحن ضعفاء، والله يريد ان يخفف عنا ويقيلنا من عثراتنا »يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا« (النساء82).. فلا ينبغي لأحد أن ييأس من رحمة الله ولا من عفوه ومغفرته، وطالما حاول الانسان أن يتقرب الي الله بالأعمال الصالحة علي قدر استطاعته واستغفر لذنوبه، وذكر الله كثيرا وسبح بحمده بكرة وأصيلا، وقدم صدقات إبتغاء وجهه، فلا خوف عليه، وهو من أهل الجنة إن شاء الله..