استمر العدوان الصهيوني أمس علي الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث استشهد في غارات جوية متتالية خمسة فلسطينيين في قطاع غزة بالإضافة إلى اغتيال قيادي ناشط في الضفة الغربية بالرصاص، فيما نفذ الفلسطينيون إضراباً عاماً احتجاجاً علي استشهاد 19 شخصا معظمهم من المقاومة. وقالت حركة حماس إن فلسطينيين استشهدا في غارة جوية صهيونية في وسط قطاع غزة أمس الأربعاء. وأضافت أن صاروخا صهيونياً دمر سيارة وقتل ركاباها. وكان صاروخ صهيوني موجه ضد مقاومي حركة الجهاد في قطاع غزة أصاب السيارة الخطأ في وقت سابق مما أسفر عن استشهاد ثلاثة مدنيين من أسرة واحدة منهم صبي عمره (13 عاما) في القطاع. وفي غزة تناثرت أشلاء بشرية حول هيكل السيارة الملتوي بعد الضربة الجوية. ولطخت دماء حذاء الصبي الذي كان ملقي علي الجانب. وقال شهود عيان ومسعفون إن الضربة أسفرت عن استشهاد ثلاثة من أفراد أسرة واحدة، وقالت متحدثة باسم الجيش إن الصاروخ أصاب السيارة الخطأ وان الجيش يحقق في الحادث. وقال شهود عيان فلسطينيون إن القوات الصهيونية قتلت أيضا وليد عبيدي القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في معركة بالأسلحة بالقرب من مدينة جنين في شمال الضفة الغربية. وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في دمشق أمس أن الهجمات الصهيونية التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 20 فلسطينيا في اليومين الماضيين بددت احتمالات اتمام عملية تبادل سجناء من بينهم جندي صهيوني أسرته الحركة. وقال مشعل في العاصمة السورية هذا الذي تفعلونه سيحرمكم من أي خطوة يمكن أن تراهنوا عليها، لا تبادل جلعاد شليط ولا تهدئة ولا من يحزنون . وأضاف مشعل إذا ظن (رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت) أنه سيخفض سقفنا بهذه المجازر فهو واهم، مطالبنا هي مطالبنا لن يري جلعاد شليط النور إلا إذا رأي ابناؤنا وبناتنا البواسل النور والحرية . وفيما أكد مشعل في مؤتمر صحفي أمس أن الرد الحقيقي المطلوب يجب أن يكون فلسطينياً وعربياً وإسلامياً وإنسانياً، وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه خادم للصهاينة الذين صنعوا الإرهاب وهذا ليس سلوكاً غريباً بل الغريب هذا الصمت الدولي الغريب، لافتاً إلى أن مجزرة غزة الثلاثاء تأتي الجريمة في سياق معالجة الأزمة الصهيونية الداخلية بين أولمرت وباراك فأولمرت عبر الدم والأشلاء الفلسطينية يريد أن يحافظ علي ائتلافه الحكومي وأن يستبق تقرير فينوغراد ويريد الهروب من هزيمته في لبنان صيف 2006 عبر المجازر الفلسطينية، فيما عين باراك علي رئاسة الحكومة والانتخابات ويريد تقديم نفسه أمام شعبه عبر المجازر التي تتم بغطاء أمريكي وفره بوش بجولته وبصمت من بعض الدول العربية وهو صمت غير مقبول. وأشار مشعل إلى أن صواريخ غزة ليست فعلاً بل إنها ردة فعل منتقداً وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس لصواريخ المقاومة بأنها صواريخ عبثية وتساءل من هو العبثي؟ هل الصواريخ أم المفاوضات؟ ولو كانت صواريخ غزة عبثية فلماذا تقيم الكيان الصهيوني الدنيا ولا تقعدها وتحرض الدنيا علينا؟ وطالب مشعل الدول العربية بتزويد المقاومة بصواريخ غير عبثية، متهماً الأمة العربية بالتقصير لأنها لا تقدم السلاح للشعب الفلسطيني الذي يدافع به عن نفسه، ورأي أن الرد علي المجزرة هو وقف السلطة الفلسطينية تنسيقها الأمني مع الأجهزة الأمنية الأمريكية الصهيونية.