أعرب المغرب الأربعاء عن الاستعداد لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تجتاح مناطق عدة في وقت تشهد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين توترا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية المغربية. وقالت الخارجية المغربية في بيان مقتضب إن الملك محمد السادس "أعطى تعليماته السامية لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين، عن استعداد المملكة المغربية لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تجتاح العديد من مناطق البلاد". وأضافت «بتعليمات من جلالة الملك (...) تمت تعبئة طائرتين من طراز كنادير للمشاركة في هذه العملية» التي ستنطلق «بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية». ويأتي هذا الإعلان بعد دعوة العاهل المغربي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في نهاية يوليو إلى "تغليب منطق الحكمة والعمل سويا في أقرب وقت يراه مناسبًا على تطوير العلاقات الأخوية، مجددًا أيضًا الدعوة إلى فتح الحدود المغلقة منذ 1994. وتشهد علاقات الجارين توترا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، بينما يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته. ومن دون الرد رسميًا على هذه الدعوة، قال الرئيس الجزائري في لقاء صحافي الأحد إن بلاده مستعدة لاحتضان لقاء بين المغرب وجبهة البوليساريو. ويعتبر المغرب أن الجزائر طرف أساسي في نزاع الصحراء الغربية، ويشدد على ضرورة التفاوض معها مباشرة لحل النزاع. وارتفعت حصيلة قتلى حرائق الغابات المتواصلة منذ الإثنين في مناطق عدة في الجزائر الى 69، هم 28 عسكريًا و41 مدنيًا، بعد تسجيل 4 وفيات جديدة ظهيرة الأربعاء في بجاية. وتواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، العمل على إخماد النيران. وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون «حدادًا وطنيًا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الخميس».