- القدس القديمة هي مدينة لها سور يحيط بها ، والسور له بوابات ، ومساحة المدينة صغيرة للغاية ، أقل من واحد كيلو متر مربع ، وبداخل السور يقع المسجد الأقصي ، ومساحته تمثل حوالي سدس مساحة المدينة .- كانت أبواب المدينة قديماً تفتح صباحاً ، وتغلق في المساء لحمايتها ، وظل الأمر كذلك حتي منتصف القرن التاسع عشر ، عندما بدأ الناس في البناء خارج المدينة من الناحية الغربية ، ثم توالي البناء ، ولم تعد الأبواب تغلق ليلاً .- بينما مساحة البلدة القديمة ثابتة ، لأن لها سور حولها ، فإن البناء حولها لم يتوقف ، حتي وصلت مساحة مدينة القدسالجديدة خارج السور إلي عشرين ضعف المدينة المسورة عام 1947 .- أثناء حرب 1948 استطاع الصهاينة الاستيلاء علي الجزء الغربي من مدينة القدس ، لكنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء علي المدينة المسورة القديمة ، وما حولها.بذلك انقسمت مدينة القدس إلي قسمين : القسم الغربي استولت عليه عصابات الصهاينة ، وعرف باسم القدسالغربية ، بينما القسم الشرقي القدسالشرقية التي تضم المدينة القديمة والأحياء المحيطة بها من الشرق ، وصار جزءاً من المملكة الأردنية .- وفي عام 1967 استطاع الصهاينة أن يستولوا علي الجزء الشرقي من المدينة ، وبذلك صارت القدس بكاملها في أيديهم .- قامت السلطات الصهيونية بأول عملية هدم في البلدة القديمة ، بعد أربعة أيام من دخولهم إلي القدس وذلك بهدم الحارة المقدسية المعروفة باسم حارة المغاربة ، وقامت السلطات الإسرائيلية بإبلاغ أهالي الحارة بضرورة إخلاء منازلهم في ظرف ساعات ، ثم فجرت المنازل ، وسويت المنطقة بالأرض ، وذلك لتقيم ساحة أمام حائط المسجد الأقصي ، المعروف باسم حائط البراق ، بحيث تكفي لوفود اليهود القادمين لزيارته باعتبار أنه حائط المبكي ، وهو أول كنيس لليهود في القدس .- في 27 يونيو عام 1967 أي بعد أقل من شهر من احتلال المدينة اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بضم القدسالشرقية إلي إسرائيل ، وسريان القوانين الإسرائيلية عليها ، مخالفة بذلك أحكام القانون الدولي ، التي لا تعترف بضم الأراضي المحتلة .- وفي اليوم التالي 28 يونيو 1967 قامت السلطات الإسرائيلية بتوسيع حدود بلدية القدس ، وبعدها تم ابعاد السيد روحي الخطيب أمين القدس إلي الأردن .- أصدرت الأممالمتحدة عدة قرارات تخص القدس ، كان أولها قرار التقسيم 29 نوفمبر 1947 الذي اعتبر المدينة تحت سيطرة الأممالمتحدة ، ثم قرارين لاحقين في 11 ديسمبر 1948 وديسمبر 1949 لتديد نظام الإدارة الدولية للمدينة . لكن هذه القرارات لم تر النور .- منذ احتلال الصهاينة للجزء الشرقي للمدينة أصدرت الأممالمتحدة عدداً من القرارات المتتالية كلها تدين ضم الجزء الشرقي للمدينة ، وتدين بناء المستوطنات ، واعتبارها أرض محتلة ، وبطلان ما قامت به السلطات الإسرائيلية ...- لم تتوقف الحكومات السابقة للكيان الصهيوني - علي الرغم من اختلافها - عن سياسة الاستيطان حول البلدة القديمة ، بحيث أصبحت المدينة محاطة من جميع الجهات بطوق استيطاني شبه مكتمل ، ولا نستطيع مغادرة المدينة بالاتجاهات الأربعة من دون المرور بإحدي المستوطنات .- وفي 30 أغسطس 1980 أعلن الكنيست الإسرائيلي أن القدس (الموحدة ) عاصمة إسرائيل الأبدية ، ويقصدون بذلك القدس بشقيها الشرقي والغربي ، ونقلوا معظم مؤسساتهم إلي القدس ، وحالياً توجد في القدسالغربية جميع المؤسسات الحكومية الإسرائيلية باستثناء وزارة الدفاع الموجودة في تل أبيب.- اعتمدت سلطات الكيان الصهيوني تجاه القدس ، سياسة التهويد الديموجرافي ، القائمة علي إغراء المزيد من الصهاينة بالاستيطان في القدس ، وفي المقابل تهجير الفلسطينيين وسحب هوياتهم .- عندما بدأ الصهاينة بمخطط بناء الجدار العازل حول الضفة الغربية ،كان يتكون من شقين أحدهما جدار يحيط بالضفة الغربية ،والشق الثاني عرف باسم ( غلاف القدس ) ، وهو جدار يحيط بالمدينة من كل النواحي حتي يفصلها عن مدن الضفة .- يتكفل غلاف القدس بإدخال التجمعات السكانية للصهاينة ، بينما يلتف ليطرد المقدسيين في القري المحيطة بالبلدة القديمة خارجه ، وبذلك يقوم بدوره في تغليب التعداد اليهودي علي الفلسطيني في المدينة .- في المقابل يقوم أهل القدس بالتصدي لمحاولات تهويد المدينة ، ويقاومون مقاومة مستميتة للبقاء في مدينتهم ، ويرابطون في دورهم صامدين أمام صنوف الترغيب والترهيب ، ويتحايلون علي القوانين الإسرائيلية الجائرة .- تولي السلطات الإسرائيلية اهتماماً كبيراً لعملية تهويد القدس ، وإضفاء الصبغة اليهودية عليها ، في مقابل محو كل ما هو غير يهودي ، والتوسع في بناء الكُنس اليهودية .د. أمل خليفةباحثة متخصصة في الشأن الفلسطيني