أكد كمال حسن علي وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية ان الرئيس السوداني عمر البشير يسعى الى علاقات جيدة مع دول جوار السودان لافتا الى ان البشير يسعى الى حل مشكلة حلايب مع القيادة السياسية المصرية في اطار التوجه الى ان تكون هذه المنطقة هي منطقة تكامل بين البلدين .جاء ذلك في رده على سؤال حول التوترات الحالية بين السودان ومصر من جهة فيما يتعلق بمنطقة حلايب ، وبين السودان وليبيا من جهة اخرى مما افضى لاغلاق الحدود بين البلدين ومدى تأثير ذلك على العلاقات السودانية بدول جواره وقال الوزير كمال حسن : ان هذه الملفات لم تفتح... وما حدث هو اعلان لموقف السودان تجاه هذه القضايا ولكن المهم في الأمر ان الرئيس عمر البشير اعلن في خطابه مؤخرا انه يسعى الى علاقات جيدة مع دول الجوار ويسعى لعلاقات جيدة على وجه الخصوص مع مصر ، مضيفا انه سيسعى الى حل مشكلة حلايب مع القيادة السياسية المصرية في اطار التوجه الكلي ان تكون هذه المنطقة هي منطقة تكامل بين البلدين .اما عن الموقف مع ليبيا ووجود د. خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة فان هناك مشاورات مع القيادة الليبية من اجل دفع د. خليل ابراهيم للتوجه الى مفاوضات الدوحة ، وأن يعتمد الحل السلمي لقضية دارفور لان السلاح والعمل العسكري لن يحل القضية ، ولذلك فان مشاوراتنا مع القيادة الليبية ترتكز على كيفية دفع خليل ابراهيم للتوجه الى منبر الدوحة من أجل الوصول الى حل عبر الحوار والسلام .جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك له مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عقب جلسة مباحثات بينهما بالجامعة العربية .وفي رده على سؤال حول تقييمه للموقف العربي من جعل الوحدة بين السودانيين خيارا جاذبا قال وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية : نحن ننسق تنسيقا كاملا مع الجامعة العربية باعتبار أن لها دور فاعل في هذا الأمر من مؤتمرات وتواصل كبير من أجل دعم وحدة السودان .ودعا كما حسن الى أهمية مواصلة الجهود من أجل انهاء أزمة دارفور وتسوية هذه القضية وصولا الى تحقيق السلام الشامل بين الحركات الدارفورية من أجل الالتفات الى مسألة الاستفتاء المرتقب في يناير 2011 بشأن مصير الجنوب السوداني .واعرب الوزير كمال حسن علي عن أمله في انضمام د. خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة الى طاولة مفاوضات الدوحة من أجل الدفع قدما بقضية دارفور واغلاق هذا الملف قبل الاستفتاء على مصير الجنوب .واضاف : ان مفاوضات الدوحة تسير الآن بشكل ايجابي يمكن أن يوصل الى اتفاقية سلام خلال الفترة القادمة ، ومن بعدها ننطلق نحو قضايا التنمية في اقليم دارفور ، حتى لا تكون قضية دارفور نقطة لجلب التدخل الغربي في قضايا السودان عامة .وأضاف الوزير كمال حسن علي : ان لقاءه مع الامين العام للجامعة العربية تناول مجمل القضايا التي تواجه السودان خلال الفترة المقبلة ، ولعل اهم استحقاق يواجه السودان هو الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب السوداني باعتباره آخر قضية في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل ، لافتا الى ان الاستفتاء يحمل تحديا كبيرا للغاية بالنسبة للسودان لأنه اما ان يحافظ على السودان موحداً طواعية باختيار اشقائنا في جنوب السودان ، واما ان يحدث الخيار الآخر الانفصال .وقال حسن علي : اننا في الحكومة السودانية اعلنا منذ أن وقعنا على اتفاقية السلام الشامل اننا سنعمل بقوة من اجل الحفاظ على وحدة السودان ، والجامعة العربية والدول العربية جميعها تشاركنا في هذا الهم ، وقد تناقشت مع السيد عمرو موسى حول الخطوات العملية التي تقوم بها الجامعة العربية في دعم هذا التوجه من خلال توفير الدعم العربي عبر دفع رجال الاعمال العرب والاستثمارات العربية نحو الجنوب من خلال عقد مؤتمرات لهذا الغرض ومن خلال التحرك المشترك تجاه كل القوى الاقليمية والدولية من أجل كسب واستقطاب الدعم لقضية الوحدة السودانيةواشار كمال حسن الى ان النقاش مع الامين العام للجامعة العربية شمل أيضا قضية اقليم دارفور والتي تلعب فيها الجامعة العربية دورا نشطا عبر منبر الدوحة الذي جاء برعاية من الجامعة العربية وباهتمام بالغ بضرورة اغلاق ملف دارفور قبل الاستفتاء على مصير الجنوب .من جهته رحب موسى بلقائه مع وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية كمال حسن علي لافتا الى ان زيارته للجامعة العربية تأتي بعد توليه منصبه الجديد بوزارة الخارجية ، مشيدا بمتابعته للقضايا المختلفة الخاصة بالجوانب التي تشكل المشكلات السودانية .واكد موسى اهتمام الجامعة العربية البالغ بتطورات الأوضاع على الساحة السودانية لافتا الى ان هناك تعاوناً كبيراً بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقي عبر مسيرة عربية -افريقية من أجل تعاون ايجابي للتخلص من الأزمات الموجودة بالسودان ، وعلى الجانب الآخر الاهتمام بموضوع الاستفتاء المرتقب بشأن تقرير مصير الجنوب السوداني وموضوع الوحدة بين الشمال والجنوب والذي سيحدده هذا الاستفتاء في يناير 2011 .وقال موسى ان مباحثاته مع الوزير كمال حسن تطرقت أيضا الى الاجتماعات والمؤتمرات التي ترعاها الجامعة العربية وتدعو اليها لدعم الجنوب السوداني ودعوة رجال الأعمال والغرف التجارية العربية للإسهام في اعمار الجنوب من أجل تحقيق التنمية فيه .