أكد الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني، أن زيارة الوفد السوداني لمصر لا علاقة بها البتة بزيارة خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة للقاهرة مؤخرًا، مشددًا على أن الزيارة مرتب لها لمواصلة اللقاءات السياسية بين الخرطوم والقاهرة حول القضايا التي تهم الطرفين من بينها قضية دارفور، والاستفتاء الذي يحقق الوحدة الطوعية، وكذلك الانتخابات التي جرت مؤخرًا في السودان . وقال مصطفى عثمان إسماعيل اليوم "الأحد" في مؤتمر صحفي مشترك مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومع نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني عقب لقائهم بمقر الجامعة – إننا نقدر الدور الكبير الذي تلعبه الجامعة العربية في قضية دارفور وفي الحفاظ على وحدة السودان، وآخرها مؤتمر المستثمرين العرب في جوبا . وبالنسبة لحركة العدل والمساواة وما جرى مؤخرًا في دارفور .. قال إسماعيل إن الحركة وقعت مؤخرًا مع الحكومة اتفاقية وقف العدائيات، وكان من المفترض أن تستأنف مباحثات السلام منذ فترة، ولكن ظلت الحركة تتهرب من الالتزام من المواقيت التي يضعها الذين يشرفون على المفاوضات . وتابع قائلاً مؤخرًا أصبحت قوات حركة العدل والمساواة تخرج من أماكن تجمعاتها في جبل مون وتهاجم القوافل الإنسانية، وهاجمت قافلة إنسانية تحرسها قوات الشرطة، وقتلت حوالي 27 من أفراد قوات الشرطة، كما هاجمت مجموعات من الحركة تجمعات المواطنين وعملت على نهب وسلب ممتلكاتهم، واشتبكت مع القوات المسلحة، واستطيع أن أقول أن القوات المسلحة هزمت قوات العدل والمساواة في جبل مون، وهو المكان الذي تجمعت فيه هذه القوات، والآن القوات المسلحة تطارد فلول هذه القوات . وأضاف "أنا متأكد أن الأوضاع تحت السيطرة تمامًا، وحركة العدل والمساواة لا تستطيع أن تقول إنها تسيطر على أي مكان في دارفور. وبالنسبة للمفاوضات حول الوضع في دارفور.. قال الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل إن الانتخابات التي جرت أفرزت واقعًا جديدًا في السودان، فهناك أكثر من خمسين نائبًا من دارفور انتخبوا للبرلمان الاتحادي، وهناك ثلاثة برلمانات اتحادية لولايات دارفور الثلاث، وثلاثة حكام لدارفور، هؤلاء هم الذين يعبرون عن أبناء دارفور . وتابع قائلا : نحن نعتقد أن هؤلاء ومعهم المجتمع المدني الذي شارك في المباحثات الأخيرة هؤلاء يمكن أن يشكلوا المشاركة الأساسية للوصول إلى حل لمشكلة دارفور، خاصة أن القضايا أصبحت واضحة، وموجهات الحل أصبحت واضحة . وأضاف أننا نعتقد أن لا عبد الواحد ولاخليل إبراهيم يجب أن يكونا سببا لتعطيل الوصول لحل سياسي عبر منبر الدوحة . وحول توقيت استصدار قرار بتوقيف خليل إبراهيم خلال وجوده في مصر.. قال مصطفى عثمان إن القرار بإيقاف خليل إبراهيم حدث قبل أكثر من عام عندما حاول الدخول للخرطوم ورد قواته وهزمت ، في ذلك الوقت أصدرت المحكمة أحكامها بالقبض على خليل إبراهيم باعتباره إرهابيًا. وأضاف أن استعداد خليل إبراهيم للوصول لإتفاق سلام، جعل الحكومة تجمد هذه الإجراءات، ولكن اتضح أن خليل إبراهيم غير راغب في الوصول إلى سلام، فكان من الطبيعي أن تجدد هذه المطالبة، وعلى خليل إبراهيم أن يجنح للسلام والمنبر هو الدوحة، أو أن يصر على عناده ورفضه الوصول السلام، وبالتالي الحكومة أمامها كل الخيارات لاستتباب الأمن في دارفور والوصول لحل شامل لقضية دارفور . وفيما يتعلق بالخطوات القادمة، قال إننا ننتظر تحديد موعد لاستئناف مفاوضات الدوحة، والحكومة جاهزة للذهاب للدوحة والمشاركة في المباحثات. على صعيد آخر قال الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل إنه جرى مع الأمين العام للجامعة العربية مناقشة حول توقيع عدد من دول حوض النيل لاتفاقية حول مياه النهر في غياب مصر والسودان نظرًا لأن الجامعة العربية تهتم بهذا الموضوع الذي يمس الأمن القومي العربي، ولكن المناقشة الأساسية سوف تكون من خلال اللقاءات الثنائية مع الجانب المصري. من جانبه قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه جرى النقاش خلال اللقاء مع كل السيد نافع على نافع والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل حول الوضع في السودان ومستقبله ودارفور، والاستفتاء القادم في موعده بشأن مصير الجنوب، ومسار الدوحة الخاص بدارفور، والاتصالات الأخرى وكل هذا موضوع يهمنا جميعا في الجامعة العربية، كما يهمنا جميعا في الاتحاد الأفريقي، وفي هذا العمل العربي الأفريقي المشترك نحن ندعم كل ما يجمع عليه الأخوة في السودان، حل مشكلة دارفور من ناحية، والاستفتاء الخاص بالوحدة من ناحية أخري. من جهته، قال الدكتور نافع على نافع، إننا قد تعرضنا لكافة القضايا الهامة وقضية الاستفتاء، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية بذلت جهدًا ضخمًا في قضية دارفور، وتيسير الوصول إلى حل سياسي، ومتابعتها لقضايا التفاوض في الدوحة وسعيها لتيسير التفاوض بين الأطراف، كما قامت بجهد مباشر وكبير على الأرض، مثل تيسير عودة النازحين . وأضاف أننا تحدثنا عن الحاجة لمزيد من الجهود في هذا الشأن من قبل الجامعة العربية، ونحن متأكدون أنها لن تألوا في ذلك . وقال إن تناقشنا في موضوع الاستفتاء، وكان الحديث عن الاستفتاء اقترب موعده وأن القرار فيه لأبناء وبنات الجنوب حول استمرار الوحدة ، وأنها قضية جوهرية لاتهم السودان وحده، ولكن الإقليم كله وأفريقيا كلها، ولها آثارها وانعكاساتها . وتابع: لقد تحدثنا عما يمكن أن يتم لدعم وحدة السودان، من عمل سياسي واتصالات ودعم لجهود السودان في الحفاظ على الوحدة، والعمل المشترك مع الأخوة في الشمال والجنوب ليعملوا سويًا لتحقيق الوحدة وقدمت عددًا من المقترحات ونحن واثقون جدًا أن عمرو موسى والجامعة العربية سوف تبذل قصارى جهدها لدعم وحدة السودان الطوعية من خلال انحياز أبناء الجنوب للوحدة.