5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصراع على غاز شرق المتوسط
نشر في النهار يوم 22 - 12 - 2011

اكتشاف حقول الغاز شرق المتوسط خلق أجواء من المخاطر والآمال بالنسبة لدول المنطقة المعروفة بحوض الليفانت أو بلاد الشام، خاصة أن الطبيعة السياسية والاقتصادية للخلافات القائمة والمتوقعة قد تجعل تدخل دول أخرى من المنطقة أو خارجها أمرا ممكنا.هذا الاكتشاف ليس جديدا. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 1999 اتفقت شركة الغاز البريطانية مع السلطة الفلسطينية للتنقيب عن الغاز في منطقة غزة البحرية بكاملها ومن ثم تطوير الحقول المكتشفة ومد خط أنابيب إلى غزة.وبالفعل قامت الشركة بحفر بئرين واكتشفت الغاز وقدرت الاحتياطي ب1.4 تريليون قدم مكعب (ت ق م) مع احتمال الزيادة في المستقبل.ولكن الشركة لم تتمكن من التطوير لأن إسرائيل امتنعت عن شراء الغاز أو الموافقة على نقله إلى مصر أو غزة معتبرة أن ذلك سيكون مصدرا لتمويل ما تسميه بالإرهاب.وبالرغم من المحاولات الكثيرة والبدائل التي قدمتها الشركة فإنها لم تفلح، واضطرت إلى غلق مكاتبهاوالانسحاب.ويعتقد المراقبون أن إسرائيل تأمل أن تواتيها الظروف لبسط سيطرتها كاملة على حقول غزة.أما إسرائيل فقد اكتشفت بعض الحقول بالقرب من منطقة غزة البحرية ووصل إنتاجها إلى 48 مليار قدم مكعب (م ق م) في السنة وبدأ الانخفاض مما دفع إسرائيل إلى استيراد الغاز من مصر ضمن صفقة ووجهت بالانتقاد.يعتقد المراقبون أن إسرائيل تأمل أن تواتيها الظروف لبسط سيطرتها كاملة على حقول الغاز بغزةوكانت احتياطيات إسرائيل عندها تقدر ب1.5 ت ق م وهو ما يكفي لست عشرة سنة من الإنتاج.ولكن التطور الكبير حدث شمالا في المنطقة البحرية غرب حيفا حيث اكتشفت الشركة الأميركية نوبل إنرجي في 1999 حقل تامار باحتياطي 8.4ت ق م وتبعه حقل دالي باحتياطي 0.5 ت ق م.وتبع ذلك في أكتوبر/تشرين الأول 2010 حفر البئر الاستكشافية الأولى غرب الاكتشافات السابقة فيما تدعي إسرائيل أنه منطقتها الاقتصادية الحصرية حيث اكتشف حقل كبير أطلق عليه اسم طاغوت نسبة إلى وحش بحري ذكر في الإنجيل.وقدرت احتياطيات هذا الاكتشاف ب16 ت ق م وقال بعض المعلقين إنه سيعطي إسرائيل فائدة اقتصادية.وفي يونيو/حزيران 2011 أعلنت إسرائيل عن اكتشاف جديد في سارة وميرا وعلى بعد 45 ميلا غرب ناتانيا وقدرت الاحتياطي بموجب مسح جيولوجي بأن هناك احتمالا نسبته 54% بأن يحتوي الاكتشاف الجديد على 6.5 ت ق م من الغاز، و150 مليون برميل نفط باحتمال 18%، ولابد من الحفر ومزيد من الفحوص للتثبت من هذه الكميات.لكن اكتشاف طاغوت سرعان ما جلب انتباه وقلق لبنان على اعتبار أنه يقع في منطقته البحرية الحصرية كله أو أغلبه على عكس ادعاء إسرائيل أن الحقل في منطقتها.اكتشافات الغاز تأخذ بعدا دولياوقد أخذت المسألة بعدا دوليا بعد أن قدم لبنان خرائط إلى الأمم المتحدة لتأييد حقه وتحديد حدوده.ويبدو أن لبنان على جميع المستويات مصمم على متابعة حقوقه. وقال الرئيس ميشال سليمان يجب ألا يشك أحد في عزم لبنان واستعداده للدفاع عن حدوده البرية ومنطقته البحرية لحماية حقوقه وثروته الطبيعية بكل الوسائل المتاحة والمشروعة.هذا الموقف كان له صدى واضح لدى الأحزاب والمجموعات السياسية التي حذرت إسرائيل من سرقة موارد لبنان البحرية.وقال ليبرمان وزير خارجية إسرائيل إننا لن نتنازل عن بوصة. غير أن يوش كابلان الباحث في إسرائيل إستراتيجست قال في النهاية ربما يكون ادعاء لبنان يحظى فعلا بدرجة من الحقيقة بموجب القانون المعترف به دوليا.ولكن السؤال المهم هو متى التزمت إسرائيل بالقانون الدولي؟إن الأمم المتحدة أصدرت قانون البحار في 1994 وأسست بموجبه محكمة لحل النزاعات التي قد تنظر في النزاع الحالي ولو أن هذه المحاولة لا تخلو من صعوبات بسبب التفسيرات المختلفة لقانون البحار وعدم وضوحها أحيانا.لكن الموقف تأزم بصورة أكبر بعد إقدام إسرائيل وقبرص في ديسمبر/كانون الأول 2010 على توقيع اتفاق يحدد الحدود البحرية بينهما دون أي اعتبار لحقوق وآراء اللبنانيين.وبدأت قبرص في نفس الوقت بالاستكشاف في منطقتها بالتنسيق مع إسرائيل ومن خلال شركة نوبل إينرجي ذاتها التي تسعى لإنهاء حفر بئرها الأول لتتأكد من حجم الاحتياطي الذي قيل إنه بموجب معطيات قبل الحفر قد يصل إلى 3 أو 9التطورات أدت إلى شعور تركيا بخطورتهاهذه التطورات أدت إلى شعور تركيا بخطورتها وأدخلتها بصورة قوية وعاجلة في الصراع.وتقول تركيا إن على قبرص ألا تستكشف الموارد البحرية قبل أن تحل قضية انفصال الجزء التركي القائمة منذ 1974 والتي تسعى الأمم المتحدة لحلها منذ سنوات أو أن تعلن أنها ستتقاسم أية موارد مع الجزء الشمالي من الجزيرة.وقال رئيس الوزراء التركي أردوغان مؤخرا إن القبارصة اليونانيين وإسرائيل يمارسون جنون استكشاف النفط في البحر المتوسط وإن تركيا ستقوم باستكشافاتها في المنطقة ذاتها بالتعاون مع الجزء التركي من قبرص حتى لو تطلب ذلك مرافقة السفن الحربية.وبالفعل قامت تركيا بتوقيع اتفاق مع حكومة القسم التركي من الجزيرة يخولها الاستكشاف نيابة عنها وقامت بالفعل بإرسال سفينة مسح زلزالي إلى نفس المنطقة المستكشفة من قبرص بمرافقة سفن حربية مما دعا إسرائيل إلى إرسال طائراتها المقاتلة لتخويف السفينة ولكن تركيا بالمقابل أرسلت طائرات اعتراضية أيضا.الموقف سيزداد تعقيدا بدخول أطراف أخرى كاليونان وروسيا والولايات المتحدة على الخط بشكل أو بآخرودعت المفوضية الأوروبية تركيا وقبرص إلى ضبط النفس والسعي للوصول إلى تسوية حول الجزيرة المقسمة.وليس هناك أدنى شك في أن الموقف سيزداد تعقيدا بدخول أطراف أخرى كاليونان وروسيا والولايات المتحدة على الخط بشكل أو بآخر.في ضوء ما يحدث و قبل قعقعة السلاح أرى أن الصراع سيزداد شدة خاصة أن الدول المعنية باستثناء سوريا فقيرة في الموارد الهيدروكربونية.وقبل ذلك علينا أن نعرف حجم الموارد في حوض بلاد الشام الذي يمتد من حدود غزة جنوبا إلى سواحل تركيا الجنوبية.وليس لدينا حاليا سوى ما أعلنت عنه هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الذي جاء -وكأنه مؤقتا- في مارس/آذار 2011. وكان بذلك أول تقييم للمنطقة على أساس احتوائها على 1.7 مليار ن برميل من النفط و122 ت ق م من الغاز.وحتى لو كانت كل هذه الكميات يمكن إنتاجها فإن النفط لا يتجاوز 1% مما موجود في السعودية أو 14% مما هو موجود في الجزائر أقل دول أوبك من حيث الاحتياطات النفطية.أما بالنسبة لموجودات الغاز فإنها ليست أكثر من 14% من احتياطيات قطر والجزائر لوحدها تتمتع باحتياطي قدره 159 ت ق م. إذًا لن تكون هناك قطر أخرى في شرق المتوسط كما قال لي أحد المعلقين مؤخرا.موارد الغاز كبيرة بالنسبة للدول المعنيةومع ذلك فالموارد كبيرة بالنسبة إلى الدول المعنية. فلبنان يستورد 96% من احتياجاته من الطاقة أي حدود 150 ألف برميل يوميا معظمها زيت الوقود والديزل لتوليد الكهرباء.وتبلغ قيمة وارداته النفطية ستة مليارات دولار أي ما يعادل 14% من الدخل القومي. لذا فإن 500 مليون قدم مكعب (م ق م) في اليوم ستساعد على تقليص وارداته بنسبة الثلثين خاصة إذا استكمل شبكة توزيع الغاز التي تقول الحكومة إنها مشروع قيد التخطيط.وتستورد تركيا 90% من احتياجاتها للطاقة خاصةأن مواردها الهيدروكربونية قليلة جدا، وأن وارداتها من الغاز لوحده تبلغ 3.9 مليارات قدم مكعب يوميا ويمكن أن تزداد مستقبلا بالنمو أو بإحلال الغاز محل النفط المستورد أيضا.إن برنامج تركيا الاستكشافي يتركز في البحر الأسود وفي شواطئها الجنوبية في البحر المتوسط وهناك رغبة لا يمكن التقليل منها في استكشاف موارد إضافية في المنطقة البحرية الحصرية لتركيا.وقد وقعت تركيا مؤخرا على اتفاق مع شركة شل للبحث عن الغاز والنفط حول سواحلها الجنوبية شرق المتوسط ولكن ليس من الواضح أن ذلك يشمل مناطق بعيدة عن المياه الإقليمية.وينطبق نفس المنطق على قبرص التي تفتقر تماما لموارد النفط والغاز وتستورد نفطا في حدود 2.5 مليون طن في السنة أي ما يعادل 50 ألف برميل يوميا يستهلك نصفها لتوليد الكهرباء.لذا فإن أي اكتشاف ينتج 150 م ق م يوميا يمكن أن يخفض واردات قبرص إلى النصف.سوريا لها من النفط والغاز ما يجعلها متميزة عن الآخرين. ومع ذلك فهي تستورد الغاز من مصر وستحتاج إلى المزيد وربما تستورد الغاز مستقبلا من العراق ومن الشبكة التركية.فسوريا لا تزال تستخدم ستة ملايين طن في السنة من زيت الوقود لتوليد الكهرباء ويمكن إحلال الغاز محلها فور توفره وهو أرخص وأنظف ويسمح بتصدير زيت الوقود أو تصنيعه إلى منتجات نفطية أخف. لذا فإن سوريا بحاجة إلى ما يقرب من 700 م ق م يوميا لإحلاله محل زيت الوقود وإلى كميات إضافية بسبب نمو الاستهلاك.أما إسرائيل فإن استهلاك الغاز ينمو فيها منذ 2003 ولكنه بقي نسبة متواضعة مقدارها 11% من استهلاك الطاقة في 2008 حيث بلغ إنتاجه ما يقرب من 132 م ق م يوميا.يقترح تقرير للكونغرس الأميركي -بدون خجل على إسرائيل الاستمرار في استيراد الغاز المصري المتدني السعر والبدء في تصدير الغاز في الأغلب إلى أوروبا والأردن لتعزيز أمن الطاقة والاقتصادولكن الاستيراد من مصر أدى إلى زيادة حادة في الاستهلاك وصلت إلى 318 م ق م يوميا.وهناك بالتأكيد مجال لزيادة أكبر لأن إسرائيل تستهلك ما يقرب من ثمانية ملايين طن من الفحم إضافة إلى نصف مليون طن من زيت الوقود سنويا لتوليد الكهرباء.لذلك فإن إحلال الغاز سيؤدي إلى التخلص من كلفة الاستيراد ويحافظ على البيئة.إن إسرائيل تحتاج إلى ما يقرب من 700 م ق م يوميا وهو إنتاج تامار الذي يخطط له بطاقة 1000 م ق م يوميا في 2013.أما حقل طاغوت فليس من المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل 2017 وسيكون فائضا عن حاجة إسرائيل التي تفكر في تخزين إنتاجه في حقل نوا الناضب إضافة إلى تصديره إلى أوروبا عن طريق خط بحري إلى اليونان أو بإقامة مشروع لتسييل الغاز في قبرص أو باستخدام معامل التسييل في مصر.ولا حاجة للقول إن هذا الحلم الإسرائيلي بحاجة إلى استثمارات عالية لتطوير الحقول وبناء البنية التحتية من معامل معالجة وشبكة أنابيب.وتقدر شركتا نوبل إينرجي ودليك الإسرائيليتان الشريكتان في تطوير حقل طاغوت الحاجة إلى عشرة مليارات دولار لتحقيق التطوير والتصدير وتسعيان إلى إقناع مستثمرين من قبرص وربما الصين وروسيا.لكنّ هناك شكا كبيرا في أن تضحي الصين وروسيا بمصالحهما في الدول العربية والإسلامية لمساعدة إسرائيل في جعل غازها منافسا للغاز الروسي في أوروبا.ويقترح تقرير للكونغرس الأميركي -بدون خجل على إسرائيل الاستمرار في استيراد الغاز المصري المتدني السعر والبدء في تصدير الغاز في الأغلب إلى أوروبا والأردن لتعزيز أمن الطاقة والاقتصاد.ولكن مصر تحت ضغط الجماهير وخبرائها تعمل على تعديل الأسعار على الأقل إذا استمرت الصادرات إلى إسرائيل. وخلال هذا الصراع فإنه من المستغرب غياب صوت مصر في تحديد حقوقها البحرية شمال سيناء التي تمتد إلى مناطق قبرص على الأقل، ولمصر اتفاقية مع قبرص لتحديد الحدود البحرية منذ 2004 وكان وزير الطاقة المصري السابق سامح فهمي قد صرح بأن مصر تدرس أبعاد الحدود البحرية للتمكن من تحديد حصتها من الاحتياطي.إسرائيل سبقت الجميع في تطوير موارد الغازوالآن أصبح واضحا أن إسرائيل قد سبقت الجميع في تطوير موارد الغاز في حوض بلاد الشام. فهي تقوم بالاستكشاف والحفر والتطوير في أكثر من حقل.وأفادت تقارير أن اتفاقا مبدئيا قد عقد مع شركة دايوو الكورية لبناء وتشغيل معمل بحري لتسييل الغاز.أما قبرص فهي تسعى كذلك بجد لتطوير منطقتها وتنسق مع إسرائيل بدلالة الزيارات التي قامت بها وزيرة الخارجية وزيارة مسؤولين لمواقع الحفر.وهي إذ تعمل في رقعة واحدة في الوقت الحاضر مع نوبل إينرجي فإنها ستعلن عن قريب 12 رقعة إضافية أو تستدعي الشركات لتقديم عروضها أو تتفق مباشرة مع بعضها.أما لبنان فقد كانت له اتصالات منذ زمن بعيد مع الشركات الاستشارية التي بينت أن هناك إمكانيات هيدروكربونية في مياهه الإقليمية والدولية.لكن من الملاحظ بطء لبنان في التحرك وأن الإطار القانوني لاستكشاف الموارد لم يقر إلا مؤخرا.وساهمت أكثر من 85 شركة في منتدى الاستكشاف النفطي الذي عقد في لبنان في يونيو/حزيران 2011.مورتن إبراموفيتش سفير واشنطن السابق في تركيا قال إن على واشنطن أن تحذر الأتراك من أنه إذا
انفجر الخلاف بين تركيا وإسرائيل فإننا سنختار إسرائيلوربما يقوم لبنان قريبا بدعوة الشركات إلى الاستكشاف إلا أن الخلافات السياسية في هذا البلد قد تؤخر مجددا هذه العملية. وتجاه مشاكله مع إسرائيل فإن تركيا قد صرحت بأنها ستفعل كل ما بوسعها لدعم رأي لبنان في مياهه وحقوق الحفر فيها.وكذلك الحال في سوريا التي كانت تعتزم الإعلان عن جولة تراخيص في مطلع 2012، إلا أن أوضاعها الداخلية ومقاطعة الشركات الغربية وتأزم علاقاتها مع تركيا قد أخر ذلك.ويبدو الوضع معقدا أكثر بسبب تداخل المناطق البحرية الحصرية للدول مما يقتضي أحيانا اتفاقا متعدد الأطراف.وتقول صحيفة الفايننشال تايمز إن موارد الغاز كبيرة جدا بحيث إن الخارطة الاقتصادية للمنطقة تتغير حتى في ظل اشتعال التأزم.ويقول وليد خضوري رئيس التحرير السابق في نشرة ميس المتخصصة إن هذه الاستكشافات قد أضافت بعدا جديدا لم يكن يعرف سابقا إلى الصراع العربي وهذا البعد الجيوسياسي لن يكون مقتصرا على الخلاف مع الفلسطينيين واللبنانيين بل يمتد ليشمل دولا عربية أخرى وخاصة تلك المصدرة للغاز في حالة نية إسرائيل تصدير الغاز إلى أوروبا.ويتوقع الكثيرون دخول واشنطن على الخط لحماية نوبل إنرجي على الأقل وإعطاء إشارة إلى تركيا بأنه ليس باستطاعتها الاستمرار في علاقة متينة مع واشنطن في وقت تسعى فيه إلى عرقلة مصالحها في المنطقة كما يقولون.وذهب مورتن إبراموفيتش سفير واشنطن السابق في تركيا إلى أبعد من ذلك قائلا إن على واشنطن أن تحذر الأتراك من أنه إذا انفجر الخلاف بين تركيا وإسرائيل فإننا سنختار إسرائيل. ولا داعي لهذا التهديد الذي هو سياسة أميركية ثابتة ومعروفة.هذا الوضع المعقد يدعو إلى تلاحم الدول العربية وخاصة في تقديم الدعم للبنان وسوريا ومصر تجاه حقوقهم البحرية في المنطقة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.