بعثة الجامعة العربية لملاحظة الانتخابات التشريعية الجزائرية تهنئ الرئيس بوتفليقة و ترفع تقريرها لابو الغيط هنأت بعثة ملاحظي الجامعة العربية، اليوم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بانجاز الانتخابات التشريعية ، وقدمت البعثة التهاني لكافة أعضاء المجلس الوطني الشعبي الجزائري المنتخب متمنية لهم النجاح والتوفيق في أداء مهامهم الجديدة، للمضي قدماً في تحقيق كل تطلعات وأماني الشعب الجزائري، وفي تعزيز الدور الجزائري المميز على صعيد العمل العربي المشترك ومؤسسته "جامعة الدول العربية" وفي خدمة قضايا الأمة واشادت البعثة في تقريرها الذي رفعته للامين العام للجامعة العربية بشأن الانتخابات التشريعية الجزائرية ، بسير عملية الاقتراع طبق معايير النزاهة والشفافية، الحيدة والموضوعية وبإقبال متفاوت بين المناطق والأوقات بسلاسة كبيرة وتنظيم ممتاز وإمكانات وتجهيزات وتسهيلات تؤكد مستوى الجاهزية العالية. كما هنأت بعثة ملاحظي الجامعة العربية في تقريرها كافة أبناء الجزائر وقواها وأحزابها وحكومتها ومؤسساتها الدستورية، و وزارة الداخلية وأجهزتها وجميع الذين تفانوا من أجل تحقيق هذا الإنجاز الكبير للجزائر. ونوهت البعثة بانها تابعت الانتخابات في ولايات الجمهورية الثماني والأربعين بعين الملاحظ الفاحصة ومهنيته المجربة، إعمالاً للمعاير والمقاييس الوطنية والدولية، تلبيةً للدعوة الجزائرية، وفق الاتفاق المبرم بالخصوص بين حكومة الجزائر والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، واستناداً إلى الإطار الدستوري والقانوني الناظم للانتخابات التشريعية الجزائرية طبق الدستور الجديد وما استحدثه من تشريعات ومؤسسات دستورية معنية بالعملية الانتخابية، حيث تلخص دور بعثة الجامعة العربية لملاحظة الانتخابات والتي تشكلت من ثماني عشرة دولة في التأكد من مدى انسجام وتطابق الإجراءات والتدابير والتجهيزات الميدانية العملية مع أحكام ومواد المرجعية الناظمة للعملية الانتخابية وفي نطاق المعايير الدولية. واوضح تقرير البعثة أن مائة وعشرين ملاحظاً هم أعضاء بعثة الجامعة التي قد انتشروا عبر ولايات الجمهورية جميعها بأربعٍ وخمسين فريقاً بصيغة عضوين لكل فريق، وقد أمّوا 3385 مكتب اقتراع تواجدت في 967 مركزاً للاقتراع ، تتابع خطواتها وتحركاتها غرفة عمليات خاصة ببعثة الجامعة، تتلقى ملاحظاتهم أولاً بأول، كانت جميع هذه الملاحظات والمعطيات تؤكد فيما تؤكده سير العملية الانتخابية بكافة مراحلها ومنذ تواجد مقدمة البعثة بأرض الجزائر الحرة قبل أسبوع من يوم الاقتراع الذي توج هذا المسار الديمقراطي بكنف الهدوء والالتزام وحسن التدبير والنظام، وقد توافرت مختلف متطلبات وشروط بدء عملية الاقتراع في موعدها المحدد في مناخ آمن، وتوافر للمتطلبات البشرية من إداريين ومراقبين يمثلون الأحزاب والهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، إلى المادية بكل تفاصيلها وفق المعايير والشروط المحددة التي نص عليها القانون. وسارت عملية الاقتراع طبق معايير النزاهة والشفافية، الحيدة والموضوعية وبإقبال متفاوت بين المناطق والأوقات بسلاسة كبيرة وتنظيم ممتاز وإمكانات وتجهيزات وتسهيلات تؤكد مستوى الجاهزية العالية. وباستثناء بعض الملاحظات المحدودة وغير الجوهرية والتي لا يمكن تصنيفها في عداد الانتهاكات والخروقات للقانون، كذلك بعض التصرفات الفردية السلوكية التي لا تأثير لها على مسار العملية الانتخابية، فإن فرق الجامعة العربية لم تسجل ولم تلحظ بكافة مراكز الاقتراع التي أمتها ما يمكن تصنيفه أو تأويله اختراقا للمنظومة القانونية للعملية الانتخابية أو تجاوزاً للنظام، وإن كان لعدد من فرق البعثة بعض ملاحظات تتعلق بالاستنتاج والاستخلاص الذي ستعكف نخبة مختصة من البعثة على دراستها وتقييمها وإعادة صياغتها كتوصيات تساهم بتعزيز بعض أوجه أو جوانب العملية الانتخابية، وبالتالي المشاركة والمسار الديمقراطي إذا ما تأكدت سلامتها واتفاقها مع نصوص القانون الناظم للعملية الانتخابية ، الأمر الذي يحتاج وقتاً لإعداده بصيغته النهائية كما هو الحال بالنسبة لاعتماد النتائج النهائية. أولا: مرحلة تسجيل الناخبين اوضح تقرير بعثة الجامعة ان عملية التسجيل جرت بشكل جيد ومنظم وعادل في مختلف مناطق البلاد في الموعد المحدد، والاماكن المخصصة لذلك، ودعوة المواطنين لتسجيل أنفسهم من اجل ممارسة واجبهم الانتخابي، واشادت البعثة ايضاً بآليات التكنولوجيا الحديثة التي تم استخدامها خلال عملية مراجعة القوائم، والتي اعتمدت بشكل كامل على عصرنة ورقمنه السجل الوطني للحالة المدنية، الامر الذي ساهم بشكل كبير في تفادي التسجيل المزدوج وسهل من عملية الشطب، وبذلك اصبحت عملية مراجعة القوائم أكثر دقة وأقل تعقيداً. ثانياً: مرحلة الترشح اوضحت البعثة ان فترة الترشح 60 يوماً فترة تكفي للأحزاب لاختيار المرشحين وترتيبهم داخل القائمة بدقة وعناية. كما أتاحت للأحزاب والقوائم فرصة للتحضير الجيد لحملة انتخابية ناجحة وبرامج انتخابية واضحة، وتجدر الإشارة إلى أن إيداع ملفات الترشح للانتخابات التشريعية جرى في ظروف عادية، وفق القانون. وبشان قوائم المرشحين فقد تم ايداع 1088 قائمة للمترشحين في الانتخابات التشريعية، وشاركت فعلياً 938 قائمة انتخابية في الانتخابات، أي أن 14% من القوائم تم رفضها. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب من بينها الصعوبات التي واجهت الأحزاب في الوفاء بالمتطلبات القانونية لتشكيل القائمة كنسبة النساء في القائمة، وعدم استيفاء الأوراق المطلوبة كما هو معلن.
ثالثاً: الحملات الانتخابية واوضح تقرير الجامعة ان الحملات الانتخابية بين الأحزاب السياسية والمرشحين شهدت قدرا عاليا من التنافس، وتميزت هذه المنافسة بالخطاب المسؤول والواعي للمرشحين، وذلك عبر اللقاءات والتجمعات الشعبية ووسائل الإعلام السمعية البصرية، وكذلك في كنف الهدوء والسلم الأهلي. وعن سلطة الضبط السمعي البصري فقد لعبت هذه الهيئة دوراً هاماً خلال العملية الانتخابية، حيث قامت، وفي ظل الأحكام القانونية المنظمة لفترة للحملة الانتخابية، بالعمل على ضمان مبادئ المساواة والإنصاف والتغطية العادلة بين المرشحين في الإعلام. وفي هذا الإطار، رحبت بعثة جامعة الدول العربية بإنشاء هذه الهيئة التي تعتبرها خطوة إيجابية وإضافة قوية وضرورية للارتقاء بالمضمون الإعلامي خلال فترة العملية الانتخابية، على أساس احترام القواعد القانونية والأخلاقية والمجتمعية، الأمر الذي يكرس الأسس والمبادئ الخاصة بالمنافسة الحرّة والعادلة بين كل الأطراف المتنافسة في العملية الانتخابية. شبكات التواصل الاجتماعي اوضحت البعثة ان وسائل التواصل الاجتماعي كانت وسيلة للعديد من الأحزاب السياسية لنشر برامجها الانتخابية والترويج لمرشحيها خلال فترة الحملات الانتخابية، مع الإشارة إلى صعوبة ضبط هذه الوسائل أو ممارسة الرقابة عليها خاصة في ظل غياب القوانين المنظمة لها. رابعاً: مجريات يوم الاقتراع زارت فرق البعثة خلال يوم الاقتراع 3385 مكتب تصويت تواجدت في 967 مركز اقتراع في كافة الولاياتالجزائرية، كما حضرت الفرق عملية الفرز في 98 مكتب فرز. وفيما يلي أبرز ملاحظات الفرق حول مجريات يوم الاقتراع والفرز: فتح لجان الاقتراع تم فتح مكاتب التصويت التي زارتها البعثة في الوقت المحدد لها قانونياً الساعة الثامنة صباحاً، كما تمت عملية الافتتاح بشكل صحيح وسليم ووفقاً للإجراءات المنصوص عليها قانونياً، ولاحظت البعثة التنظيم الجيد لمكاتب التصويت الذي سمح للناخبين ولموظفي الاقتراع بسهولة التحرك داخل مكاتب التصويت. موظفو لجان الاقتراع لاحظت البعثة التواجد الكامل لاعضاء لجان الاقتراع في معظم المكاتب التي زارتها، والذين بلغ عددهم وفقاً لما نص عليه القانون (5 أعضاء)، كذلك إلمامهم الجيد بإجراءات العملية الانتخابية وخطوات عملية التصويت، وتشيد البعثة بالتواجد الملحوظ للعنصر النسائي ضمن أعضاء مكاتب التصويت. المواد الانتخابية توافرت المواد الانتخابية في المكاتب التي زارتها البعثة بكميات كافية، وهو ما يؤكد على التزام اللجنة الوطنية المكلفة بالتحضير للانتخابات بتوفير كل مستلزمات عملية الاقتراع في الوقت المحدد. ممثلي الأحزاب والمرشحين رصدت البعثة تواجداً ملحوظاً لممثلي المرشحين في مكاتب التصويت، حيث رصدت البعثة ممثلي المرشحين في 92% من مكاتب التصويت التي زارتها الفرق، وبأعداد متفاوتة. الدعاية الانتخابية رصد ملاحظو البعثة في حالات قليلة استمراراً لبعض مظاهر دعاية انتخابية يوم الاقتراع. وفي هذا الإطار، اكدت البعثة على أهمية الالتزام بالنظام في هذه الحالات. مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة لاحظت البعثة التعاون الملحوظ مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم المساعدة اللازمة لهم، إلا ان بعضهم واجه بعض الصعوبات في عملية الإدلاء بصوته بسبب تواجد مكاتب التصويت المسجلين بها في الأدوار العليا، ما ينبغي مراعاته في الانتخابات القادمة. قوات الامن سجل مراقبو بعثة الجامعة تواجد قوات الأمن أمام وخارج مراكز الاقتراع التي تمت زيارتها حسب الأصول. حيث قامت هذه القوات بدورها في تأمين المراكز والمكاتب دون التدخل في مسار العملية الانتخابية. غلق لجان الاقتراع تم تمديد فترة التصويت لمدة ساعة في بعض الولايات بموجب قرار من الوالي لتنتهي في تمام الساعة الثامنة مساءً بدلاً من الساعة السابعة، ورصدت فرق البعثة اغلاق مكاتب التصويت في باقي الولايات في موعدها المحدد الساعة السابعة مساءً. عد وفرز الاصوات تمت عملية الفرز وفقاً للاجراءات المنصوص عليها في القانون وبحضور ممثلي المرشحين وبعض المراقبين الدوليين، كما اتسمت بالتنظيم الجيد والسلاسة واليسر في إتمام الإجراءات، مع ملاحظة وجود عدد من الأصوات الملغاة خلال عملية الفرز. إتاحة دخول المراقبين إلى لجان الاقتراع حظي ملاحظو جامعة الدول العربية بترحيب كبير من قبل رؤساء وموظفي مكاتب التصويت الذين امدوهم بكافة المعلومات المطلوبة، وسمحوا لهم بالقيام بمهام الملاحظة دون معوقات تذكر، الامر الذي ساهم في تسهيل مهمة البعثة.
خامساً: الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات اشادت بعثة جامعة الدول العربية لملاحظة الانتخابات التشريعية الجزائرية بإنشاء الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، حيث قامت الهيئة ببذل جهود كبيرة في خلال مختلف مراحل العملية الانتخابية، كما لم تتوان عن التجاوب مع كل ما تم طرحه من مختلف شركاء العملية الانتخابية وتعاونت بشكل إيجابي مع بعثة الجامعة وقدمت لها كافة المعلومات والإيضاحات التي طلبتها. وفي هذا الإطار، دعت بعثة الجامعة إلى تقديم مزيد من الدعم للهيئة بما يمكنها من القيام بالمزيد من التطوير، والبناء على ما تحقق من نجاح في هذه الانتخابات. سادساً: وسائل الإعلام وتغطيتها للانتخابات التشريعية الجزائرية قالت البعثة ان الحضور الإعلامي كان لافتاً في كل مراحل العملية الانتخابية، وقامت وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية مشكورة بدورها المنوط به، وتعاملت مع الأحزاب والمرشحين بموضوعية، كما بثت البرامج التي تهدف إلى زيادة وعي الناخبين وحثهم على المشاركة الايجابية في عملية الاقتراع. الأمر الذي تقدره البعثة حق قدره.
ونوهت البعثة بما قدمته السلطات الجزائرية المختصة، كذلك من إمكانات وتسهيلات مقترنة بحسن الوفادة والاستقبال لبعثة الجامعة العربية، وحرص كافة المسئولين على حضور الجامعة العربية وتمكين ملاحظيها من كافة التسهيلات والعمل بحرية كاملة، وبالكيفية والمكان الذي يريدون، وتأكيد ترحيبهم بتلقي أي استفسارات أو احتياجات، كما الترحيب بأي ملاحظات تتعلق بمسار العملية الانتخابية والحرص على الأخذ بها في مسار يرونه ، مساراً مستمراً في التطور والتمكين ، لتحقيق أماني وتطلعات الشعب الجزائري، واكدت بعثة الجامعة انها كانت حريصة بدورها على القيام بمهمتها بكل موضوعية وحيادية ومهنية، وهذا ما مارسته على الأرض، وأكدته لعديد القوى والأحزاب وقدمت البعثة التهاني لكافة أعضاء المجلس الوطني الشعبي الجزائري المنتخب متمنية لهم النجاح والتوفيق في أداء مهامهم الجديدة، للمضي قدماً في تحقيق كل تطلعات وأماني الشعب الجزائري، وفي تعزيز الدور الجزائري المميز على صعيد العمل العربي المشترك ومؤسسته بيت العرب – جامعة الدول العربية وفي خدمة قضايا الأمة.