كتب - عمرو الشامي ألِهذا الحد؟ وهل ستكُفُّ أوروبا عن إلصاقِ التُّهَمِ تعسُّفياً بالإسلام؟ ومَنْ سيواجه تطرف مَنْ؟ وهل في ما يفعله اليهود بفلسطين دعوة للسّلام؟ وهل في سلمية المسلمين دعوة للإرهاب؟ فلتصْمُت الألسنة ولتتوقف الأذهان عن التفكير فما يحدث لا يستدعي ذلك؟ بهذه العبارات الإستفهامية إستقبل "مرصدُ الأزهرِ" قيامِ البرلمان الأوروبي بتنظيمِ مؤتمرٍ حولَ مستقبلِ الجالية اليهودية بالقارة الأوروبية. كان القاسم المشترك بين كافة المشاركين هو تلك الحالة التي يعتريها القلق من تصاعد نبرة معاداة السامية وتنامي شعبوية اليمين المتطرف. هذا وقد أعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز عن رأيه في تلك القضية قائلاً: "أوروبا لن تكون أوروبا بدون اليهود". حيث تم عقد المؤتمر الذي يحمل عنوان "مستقبل الجاليات اليهودية في القارة الأوروبية" وفقاً للمادة 17 من اتفاقية الاتحاد الأوروبي. ولقد أعرب هذا المؤتمر عن انتظاره لحوارٍ منتظم بين كافة المؤسسات الأوروبية والكنائس وكذلك الجمعيات الدينية والمنظمات الفلسفية بالإضافة إلى تلك التي لا تتمتع بأي انتماءٍ ديني. ويُعَدُّ هذا هو اللقاء الثاني من نوعه الذي يتم انعقاده هذا العام. لقد كان المؤتمر الأول إبان شهر إبريل الماضي منعقداً حول قضية مسلمي أوروبا الذين يقعون فريسةً للتطرف. ويرى الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي أن الوضع لم يكن بالخطورة التي يتوقعها البعض: "ففي عام 1930 كان اليهودُ وحيدين، أمّا اليوم فهناك حلفاء لهم يقفون في نفس الصف، إنني لا أعرف دولةً أوروبية أو مؤسسة واحدة قامت باتخاذ إجراءات رسمية مناهضة لظاهرة معادة السامية". وأثناء افتتاحيته للحوار أشار نائب رئيس البرلمان الأوروبي وعضو الحزب الديمقراطي المسيحي الإيطالي "أنطونيو تاجاني" إلى الانحسار المقلق لنسبة الجالية اليهودية في أوروبا. لقد كان العدد يتجاوز المليونين إبان العام 1991 وهو الرقم الذي أصيب بالانحسار ليصل إلى المليون وربع في العام 2010. وأعرب غالبية الحضور عن قلقهم حيال مستقبل الجالية اليهودية في أوروبا. فقد أوضح السيد فرنسيس خليفة رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية أن اليهودَ "يواجهون الإهانات، التمييز العنصري والتحرش والذي يصل في بعض الأحيان إلى العنف الجسدي أو القتل كما حدث في حادث باريس وبروكسيل وأمستردام". وقد صرح السيد بينساش جولدشميت رئيس المؤتمر الأوروبي للحاخامات من جانبه أنَّ خطرين رئيسيين يواجهان مستقبل الجالية اليهودية في القارة الأوروبية، وهذه الأخطار تتمثل في الآتي: الإسلام الراديكالي وتصاعد اليمين المتطرف في أوروبا. هذا وقد انتقد غالبية المشاركين حالياً حركة المقاطعة وحجب الاستثمارات وكذلك العقوبات التي تُفْرَض على دولة الإسرائيلي.