بعد مقتل ثلاثة أشخاص عند المتحف اليهودى فى بروكسل الأسبوع الماضى انتفضت إسرائيل خوفا من أن تكون هذه بداية موجة اغتيالات لليهود فى أوروبا حتى ان أحد المحللين الإسرائيليين ويدعى بوعز بسموت كتب يقول: حان الوقت لتستيقظى يا أوروبا فإن عملية المتحف اليهودى ليست الأولى فقد وقعت عملية أخرى عام 1979 ووقعت عمليات أخرى بين هاتين العمليتين وهو ما يثير الخشية من ان هجوم الاسبوع الماضى لم يكن الأخير. هناك أيضا مخاوف عديدة تنتاب الاسرائيليين واليهود حول العالم حاليا بعد صعود اليمين المتطرف فى أوروبا وتصدر الاحزاب المعارضة لوجود الاجانب والمهاجرين فى دول القارة الاوربية للمشهد السياسى بعد نجاح عدد كبير منها فى الانتخابات وخلال السنوات الأخيرة شهدت القارة الاوروبية صعود أحزاب اليمين المتطرف التى تتبنى أفكارا ومبادئ تتعارض مع القيم والمبادئ التى تنادى بها أحزاب الوسط فى معظم الدول الاوروبية، مثل التعددية الثقافية والدينية والمساواة فى الحقوق وعلى الرغم من الفوارق القائمة بين أحزاب اليمين المتطرف الاوربية فإن معظمها يجمع على معاداتها للمهاجرين وللاجانب وعلى معارضتها البقاء داخل الاتحاد الأوروبى حيث تطالب بإعادة دول هذا الاتحاد إلى سابق عهدها. والنتائج التى نشرت فى أوروبا حول الانتخابات للبرلمان الأوروبى، وأشارت إلى نجاح أحزاب النازية الجديدة فى ألمانيا واليونان والحصول على مقاعد فى هذا البرلمان ومقره بروكسل.وفى إسرائيل، تطرقوا إلى هذه النتائج كإثبات آخر لما يقوله العديد من الدبلوماسيين الإسرائيليين منذ مدة طويلة حول تعاظم قوة اللاسامية فى أوروبا دون رد فعل مناسب من قبل الحكومات الأوروبية لوضع حد لهذه الظاهرة، وقال عضو البرلمان الفرنسى مائير حبيب إنه بعد يوم من العملية فى بروكسل والهجوم على اليهود فى المتحف اليهودي، فإنه من المؤسف والمروع فى نفس الوقت مشاهدة الجبهة الوطنية تتقدم فى الانتخابات للبرلمان الأوروبى واليهود فى اوربا هذه الايام كما يقولون فى اسرائيل يتعرضون للهجوم من اليمين واليسار على السواء وهو يشبه ما تعرضوا له فى الماضى. أما بوعز بسموت فقد كتب فى صحيفة إسرائيل اليوم يقول : لقد أصبحت بلجيكا بصفة خاصة وأوربا بصفة عامة مرة أخرى مكانا غير آمن لليهود، يجب على أوروبا ان تحاسب نفسها لترى كيف مكنت القارة التى وقعت فيها قبل سبعين عاما واحدة من افظع الاحداث كيف مكنت معاداة السامية أن تطل برأسها من جديد باسم اليمين المتطرف ويضيف بوعز وقد ازدادت معاداة اليهود زخما فى أثناء الانتفاضة الثانية بين 2000 و2004 ففى بلجيكا سجلت 88 شكوى حول معاداة السامية وفى فرنسا حيث يوجد عدد كبير من اليهود وقع 614 حادث معاداة للسامية فى عام 2012 وأصبحت بلجيكا فى السنوات الاخيرة شديدة الانتقاد لإسرائيل وهى لا تختلف عن أكثر دول الاتحاد الاوربى التى ترى إسرائيل دولة معتدية ومحتلة لأراضى الغير وينهى بوعز كلامه قائلا: يجب على أوروبا ان تستيقظ لان للانتقاد المستمر أحيانا لإسرائيل ثمنا باهظا فتصوير إسرائيل على أنها شيطان يرتد على أوروبا.