المواجهة مع الإرهاب تدخل مرحلة جديدة الإرهابيون قرروا نقل عملياتهم من زحام المدن إلى المناطق الهادئة الجريمة هذه المرة لم تقع فى ساحة مواجهة أو ميدان قتال.. لكنها وقعت فى حى هادئ واستهدفت قيادة عسكرية من الرتب الكبيرة.. قائد الفرقة التاسعة مدرعات العميد عادل رجائى.. الرسالة واضحة، فنحن دخلنا فى مرحلة جديدة من المواجهة مع الإرهاب اتسعت ساحتها وكبرت دائرتها ولم تعد مقصورة على على استهداف كمين أو سيارة عسكرية هنا أو هناك.. لكنها وصلت المنازل وجرى التنفيذ الاجرامى بدقة تكشف أن هؤلاء محترفو إجرام.. مدربون على الاغتيالات،جريمة كبرى ، وفى الجرائم الكبرى كل الأسئلة وكل الاحتمالات واردة ، الحدث الكبير طرح علامات استفهام كبيرة و عديدة أبرزها: هل تورطت حماس فى هذه الجريمة، خاصة أن الشهيد كان له دور بارز قبل اربع سنوات فى تدمير الأنفاق التى تربط شمال سيناء بقطاع غزة؟ ثم ماذا بعد هذه الجريمة التى تعنى أن مخطط استهداف مؤسسات الدولة الثلاث القضاء والشرطة والجيش ماض فى طريقه؟ هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها فى السطور التالية : وكلاء حماس فى البداية، نشير إلى أن عملية كاغتيال العميد عادل رجائى لا يمكن أن تكون وليدة الصدفة أو أنها قرار جرى اتخاذه على عجل، فبعد أن تبين للإرهابيين أنهم بإمكانهم ارتكاب هذه الجريمة قرروا التنفيذ فوراً... فعملية كهذه لابد أن تنفيذها بالكيفية التى تمت بها استغرق وقتاً كافياً لجمع المعلومات والرصد والتتبع إلى جانب توفير الهروب الآمن للجناة.. ولهذا فإن الآراء التى ترجح أن اتخاذ القرار من جانب الإرهابيين تم منذ فترة طويلة منذ انتهاء دور العميد عادل رجائى البارز فى هدم الأنفاق بين قطاع غزة وشمال سيناء والتى تسببت فى خسائر ضخمة لحماس، ومن هنا فإن اتهام حماس بالتورط فى هذه الجريمة ليس من فراغ ولم يصدر عن شخصيات عادية بل صدر عن زوجة الفقيد الصحفية سامية زين العابدين، وهى محررة عسكرية بارزة وتشغل منصب نائب رئيس تحرير جريدة المساء، فقد اتهمت حركة “حماس” صراحة بأنها اغتالت زوجها العميد عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة مشاة بقطاع دهشور العسكرى، صباح السبت الماضى أمام منزله بمنطقة العبور وذلك من خلال وكلائها فى مصر، وهم فرق تابعة لجماعة “الإخوان المسلمين"، وترى أن قرار اغتيال زوجها صدر منذ أن عاد من مهمته فى سيناء منذ 4 سنوات، عندما كان منوطا به تدمير الأنفاق التى تربط شمال سيناء بقطاع غزة. تدبير قديم ويتفق مختصون فى الإرهاب مع الرأى القائل بأن مخطط اغتيال العميد عادل رجائى مدبر منذ فترة طويلة بسبب دوره فى سيناء، وانتقاما منه على إنهاء مخاطر الأنفاق نهائيا؛ ما أضر بقيادات حركة حماس، التى كانت تحقق ثروات طائلة من وراء التهريب الذى يتم عبر هذه الأنفاق. وكعادتها فى مواجهة هذه الاتهامات تلتزم حركة حماس الصمت وربما مع ضغوط الإعلام تصدر بياناً تنفى فيه علاقتها بهذه الجريمة. مسرح جديد وفى رأى الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، والذى نشره على حسابه على الفيس بوك، فإن استهداف العميد عادل رجائى أمام منزله بمنطقة العبور بعد الفجر بقليل يعنى لى أن هناك شبكة إرهابية تتحرك فى مسرح عمليات جديد بعيدا عن زحام الجيزة وفيصل والهرم، وبالتأكيد بعيدا عن زحام العاصمة، هذه الشبكة يحدد عملها فى الغالب أماكن إقامة الأهداف التى تستهدفها، ومن المرجح أن هذه المجموعة التى أطلقت على نفسها لواء الثورة قريبة من التى أعلنت مسئوليتها من قبل عن محاولة مقتل النائب العام المساعد، والتى أطلقت على نفسها حسم والتى وجهت فى بيانها عن إعلان مسئوليتها عن الحادث التحية لمن قام بالهجوم على كمين العجيزى فى المنوفية، بيد أن تطور قدرات هذه المجموعة بالشكل الذى تحقق فى عملية اغتيال العميد عادل رجائى يشير إلى أن المجموعتين اندمجتا معا، خاصة أن بيان المجموعة الجديدة التى أطلقت على نفسها لواء الثورة أعلنت أنها هى المسئولة عن عملية كمين العجيزى، هذه المجموعات هى تطور لتلك المجموعات التى تتحدث عن العمليات النوعية والتى عرفنا منها المقاومة الشعبية والعقاب الثورى وكتائب حلوان، والسؤال هو: كيف استطاعت تلك المجموعة أن تصل إلى عناوين المنزل وأن تنفذ عمليتها بدون الرد أو الحماية أو التعقب لتلك المجموعات؟ فليست هذه هى المرة الأولى التى يستهدف الإرهابيون فيها ضباطا للجيش، ولكنها المرة الأولى التى يتم خلالها استهداف ضابط جيش كبير قائد لفرقة مدرعة أمام منزله وقتله بهذه الطريقة، هناك مشكلة كبيرة فى نظام الأمن وإجراءاته، وهناك مشكلة فى التعامل مع هذه المجموعات تفتقد للاستراتيجية والتخطيط والتأهيل والربط، نحن أمام مشكلة حقيقية لترهل الأجهزة التى اعتادت العمل اليومى المقطع وليس العمل الاستراتيجى المتراكم المؤسس على عقل كبير ونفس طويل وخبرة جديدة للتعامل مع ظواهر الإرهاب الجديدة الجيش يرد من جانبه، صعّد الجيش من حربه ضد تنظيم أنصار بيت المقدس، حيث تشير التقارير إلى سقوط 150 من الإرهابيين ما بين قتيل وجريح، فى غارات عنيفة شنها سلاح الجو على مخابئهم فى مدينتى الشيخ زويد ورفح، حيث اسفرت الغارات العنيفة على بلدة بلعة غرب رفح، عن مقتل أكثر من 70 عنصرا “تكفيريًا” وإصابة العشرات إضافة إلى تدمير عدد من السيارات. وتركزت الغارات على بلدة بلعة، إضافة إلى غارات أخرى طالت مناطق واقعة فى الشيخ زويد. كما تم إحباط محاولة تفجير 4 عبوات ناسفة فى منطقة الإرسال الواقعة بين مدينتى رفح والشيخ زويد، إضافة إلى مقتل أحد المتشددين بينما كان يحاول إطلاق قذيفة آر بى جى نحو القوات المصرية من خلف أحد المنازل المهجورة بالقرب من قرية الخروبة. وقد جاءت هذه العملية العسكرية بالتزامن مع تصاعد وتيرة الهجمات التى تنفذها الجماعات المسلحة فى سيناء ضد قوات الجيش، والتى كان آخرها اغتيال العميد عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة بالجيش والتى تكون بمثابة نقطة فارقة فى المواجهة مع الإرهاب .