الابداع ليس له وطن أو زمن فهو ملك لكل مبدع حقيقي تمكن من أدواته وبحث و نقب عن كل ماهو قديم ليقف على أرض صلبة يبدأ منها مشواره الابداعي . تحت هذا الشعار يقيم معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية و الأربعون سلسلة ندوات أجيال في الإبداع و اليوم وفي مخيم ( 1 ) التقي جمهور المعرض بأساتذة التاريخ في ندوة أدارها المؤرخ المصري عاصم الدسوقي المتخصص في التاريخ المعاصر الإقتصادي والإجتماعي و عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية. .بداية أكد الدكتور عادل غنيم أستاذ التاريخ و رئيس الجمعية التاريخية المصرية أن الأبحاث التي أبدع القائمون عليها هي المتعلقة بالقضايا الخلافيه ويوجد لها حلولا مقنعه من خلال الاعتماد على الربط بين التاريخ و العلوم المساعدة كالأدب و الفلسفة وغيرها . فقد كان الشعر مصدر لدراسة تاريخ القضية الفلسطينية . و تحدث د. غنيم عن ثلاث قضايا أولها قضية حرب 48 و ما أثير بعدها من أن الفلسطينيون باعوا أراضيهم لليهود الصهاينة . فما حقيقة هذا الزعم ؟ من خلال البحث في المراجع و الوثائق العربية و الصهيونية و الغربية توصلت الى أن معظم الأراضي الخصبة الفلسطينية التي تم بيعها لليهود وتقدر بحوالي 5 مليون كم باعها لبنانيون و سوريون من جنسية عثمانية أقاموا في أرض فلسطين منذ زمن وكانوا لا يتجاوزون 600 الف نسمه . و عندما قرر الانتداب البريطاني أن كل من يريد الاحتفاظ بأرضه يجب أن يعيش في فلسطين فضل هؤلاء السفر للبنان و سوريا فباعوا تلك الأراضي لليهود . وحاولت جنسيات عربية اخرى شراء تلك الأراضي الا أن اليهود عرضوا مبالغ أعلى . وهذا لا يمنع وجود مجموعة من السماسره الفلسطينيون الخونه الذين سعوا في هذا البيع .كما تحدث عن قضية حائط المبكىحيث توصل الى أن هناك لجنة دولية شكلتها عصبة الأممالمتحده برئاسة نائب رئيس محكمة العدل الدولية أصدرت حكما بأن هذا الحائط ملكا للعرب و المسلمين و ليس اليهود أي حق فيه الا أن يقيموا صلاتهم عنده . و الدليل على ذلك أيضا أن اليهود أنفسهم لم يذكروا امام اللجنه و لو لمرة واحده أن الحائط ملكهم و كل ما طالبوا به السماح لهم بالصلاة . و بالفعل فلقد صدر كتاب بعنوان حائط البراق و ليس حائط المبكى أما القضية الثالثه التي أشارلها دكتور غنيم فتتعلق بحقيقة ما أشيع عن فساد الأسلحة التي استخدمها الجيش المصري في حرب 48 و التي فجرها احسان عبد القدوس و مصطفى مرعي فبالرجوع للوثائق ثبت أن الاسلحة لم تكن فاسدة أن للهزيمة أسباب أخرى .و أخذتنا الدكتورة إيمان عامر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر للقطة مميزة مستعرضة من خلالها دراسة التاريخ الاجتماعي و الجماعات المهمشة متمثلة في العربان أي البدو الذين دخلوا مصر ولم يتداخلوا معهم الا بعد اهتمام محمد علي بأمرهم . كما تحدثت عن دراسة العنصرية في أفريقيا و مقارنتها بفلسطين ، وعن الاهتمام بالمرأة في المجتمع المصري وكيف كان الشعر يمثل ديوان العرب نعرفهم من خلاله .و تطرقت دكتورة ايمان عامر لدور الفن سواء سينما أو أغاني أو رسوم كاريكاتير في تصوير الواقع الاجتماعي و السياسي و الديني لكل حقبة زمنية . مؤكدة أن الابداع يتطلب الاجابة عن لماذا و لمن نكتب التاريخ و عن ماذا نبحث ؟و من جانبه تحدث دكتور شريف يونس أستاذ التاريخ عن مشكلة الهوية من خلال استعراض حياة الشيخ سيد قطب و العلمانية و الاسلام السياسي منتقلا الى الايديولوجيا كمجموعة أفكار .واختتم اللقاء الدكتور عماد هلال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر. متحدثا عن موضوع الأجيال و كيف أن كل جيل يأخذ مشروعيته من ادانة الجيل السابق . مستعرضا لظروف و تحديات و مشكلات جيله من الباحثين كأحد أجيال المدرسة التاريخية المصرية و الذي توصل الى أن الهوية العربية الاسلامية كلها في الحقيقة وجوه لهوية واحدة .